بات الكثير من السوريين اليوم، يحفظون مواعيد نشرات أخبار المحطات اللبنانية، وأسماء المذيعيين والمراسلين، ويُدركون توجّه كل محطة، ولمن تتبع سياسياً وتمويلياً، بعد ساعات طويلة من الجلوس أمام الشاشة ومتابعة ما يجري في لبنان لحظة بلحظة.

وتأتي هذه المتابعة من مدى الارتباط الوثيق بين ما يجري في لبنان، وبين تفاصيل حياة السوريين في كثير من الأمور، لا سيما الاقتصادية منها. إذ بقي لبنان آخر بوّابة برية مفتوحة في وجه السوريين، ومنها تحدث عمليات الاستيراد والتصدير المحدودة، والتي هي في كثير من الأحيان، عمليات غير شرعية، تحدث تحت عنوان “التهريب” لكنها كانت تفي بالغرض وتلبّي احتياجات السوقين.

وارتفع سعر صرف الدولار منذ بدء الثورة اللبنانية قبل حوالي شهرين، حوالي 250 ليرة سورية، وربط الكثيرون سبب ذلك بما يجري في لبنان، بعد أن زاد الطلب على الدولار.

ويعتبر مراقبون أن السوق السوداء في سوريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسوق السوداء في لبنان، الأمر الذي أدى لتعثّر الاقتصادين سوية.

وتتحدث الأرقام غير الرسمية عن مليارات الدولارات التي أودعها السوريون في المصارف اللبنانية طيلة سنوات الحرب، ويخشى الكثير من التجار اليوم على أموالهم وأعمالهم التي توقفت جراء امتناع المصارف عن إعادة الأوال لأصحابها.

في شأن آخر، “ليس للسوري إلا الريح ومطار بيروت من أجل السفر”، هكذا يقول أحد المسافرين بعد أن تخلّف عن طائرته المتوجه إلى هنغاريا، إثر انقطاع الطريق الدولي عند بلدة مجدل عنجر قبل أيام، ما أدى لتأخره عن موعد الطائرة خمس ساعات كاملة.

ويتابع السوريون اليوم نشرات الأخبار اللبنانية، لمعرفة أوضاع الطريق من أجل السفر، ومواعيد السفارات، والمشافي والمراكز التعليمية، بعد أن تحولت بيروت لوجهة سورية من أجل استكمال أعمالهم العالقة، إذ أن معظم السفارات العربية والأجنبية مغلقة في دمشق، ولا توجد مراكز تعليمية معتمدة لتقديم الامتحانات مثل امتحان الللغة الإنكليزية المعتمد عالمياً “التوفل” في سوريا.

وبنظرة شمولية أوسع من مسألة المصارف والجامعات والسفارات، فإن المراقبين يربطون الوضع في لبنان سياسياً بالوضع السياسي في سوريا، ويعتقد البعض بأن السلطات السورية ستبذُل قصارى جهدها لكي لا يخسر حزب الله في الانتفاضة الشعبية التي لم يدعمها، وبدت في مجملها مناهضه له ولمناصريه، لا سيما بعد عدة حالات اعتداء سجلت من قبل أنصار “حركة أمل” و”حزب الله” ضد المتظاهرين والمعتصمين.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.