تقول القاعدة الصحفية المعروفة، “إذا عضّ الكلب رجلاً فهذا ليس بخبر، أما إذا عضّ الرجل كلباً فهذا خبر!” ويبدو أن “الضربات الإسرائيلية” باتت جزءاً من الروتين الذي لم يعد خبراً، يعني الكثير من سكان دمشق كما في السابق.

خلال السنوات الأخيرة، ضربت إسرائيل أكثر من مئة موقع بمختلف المدن السورية، وهناك الكثير من الضربات التي لم يُصرّح عنها الإعلام رسمياً، حتى أمست عبارة “ضربتنا إسرائيل” عبارة عادية لا تغيّر شيئاً في السياق الحياتي اليومي.

قد تبدو المسألة بوجهين مختلفين، وجه شعبي متكيّف مع الأحداث اليومية، أو كما يقول الناس بلغتهم المحكية “تمسحنا”.. ووجه آخر سلبي يُظهر حالة العجز والاستسلام الكامل للضربات المتلاحقة، الواحدة تلو الأخرى.

وضربت إسرائيل في وقت متأخر من مساء الأحد مواقع في محيط دمشق، وقيل إنها استهدفت شخصية إيرانية رفيعة، تعمل مع الحرس الثوري الإيراني، وتنسق مع المخابرات السورية، وتحدثت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن “تصدّي الدفاعات الجوية السورية لصواريخ معادية”.

أما صباح الاثنين، فبدى كلّ شيء على طبيعته، وكأنّ شيئاً لم يكن، حتى “بوستات” مواقع التواصل الاجتماعي، فما يزال أغلبها يتحدث عن الكهرباء وزينة الميلاد وسعر صرف الدولار وقانون “قيصر”.

الضربات الإسرائيلية، لم تجد لنفسها مكاناً في حديث الشارع، وكأنها باتت تشبه الحدث الدوري الذي لا يُستغرب ولا يُتفاجأ منه.

تحرير: رجا سليم

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.