شراء عقارات لأهداف إستراتيجية… هكذا تحايل سماسرة إيران على سكان ديرالزور

شراء عقارات لأهداف إستراتيجية… هكذا تحايل سماسرة إيران على سكان ديرالزور



رغم الضائقة الاقتصادية التي يعيشها نظام طهران، ما تزال القيادات الإيرانية في محافظة #دير_الزور تعمل على ضخ الملايين من الدولارات لشراء الأراضي والعقارات من الأهالي، بهدف زيادة تمددها وخدمةً مشروعها بالسيطرة على أهم مدنها الرئيسة، ولا سيما #البوكمال و#الميادين، إذ تتركز عمليات الشراء مؤخراً داخل تلك المدن وأريافها الغربية والشرقية.


تسهيلات من دمشق

لا تعتمد تلك الميليشيات على طريقة الشراء المباشر، وإنما عبر سماسرة من أبناء المحافظة، يتوزعون في العديد من مناطقها ولهم معرفة كبيرة بتفاصيل كل منطقة.

 وتتم عمليات الشراء، بتسهيلات من سلطة دمشق، التي تمنح الموافقات الأمنية لهم خلال فترة زمنية لا تتجاوز أيام معدودة، في حين أن مثل هذه الإجراءات تستغرق أحياناً أشهر عدّة وربما تتجاوز العام الكامل حتى يتم الحصول عليها، في أيّة عملية شراء وبيع عقارات لأبناء المنطقة.

مصادر أهلية في المنطقة تحدثوا لموقع «الحل نت»: إن “سماسرة محليين تابعين لـ #الحرس_الثوري الإيراني، ينشطون الآن في عمليات شراء العقارات وحتى المنازل المدمرة وأراضي النازحين في مدينة الميادين، بهدف السيطرة عليها بشكل كامل على حساب باقي الميليشيات الأخرى المتواجدة داخلها”.



 اهتمام خاص بالقرى الحدودية

وكانت مصادر إعلامية محلية وحقوقية  تحدثت في وقت سابق عن تمكن سماسرة يعملون لصالح #إيران من أبناء المحافظة ذاتها، من شراء مساحات بناء وأراضي زراعية في البوكمال أيضاً وبعض القرى المجاورة لها، كما لوحظ وجود اهتمام كبير في بعض القرى الحدودية مثل الهري حيث تحاول ميليشيا (#الحشد_الشعبي) والحرس الثوري شراء عقارات المدنيين بمبالغ مالية طائلة، مستغلّين الوضع المعيشي السيء الذي يجبر البعض على بيع أملاكهم للحصول على المال.


وقال (ي. ص) من مدينة الميادين لموقع “الحل نت”، إن “عملية بيع العقارات لإيرانيين يشارك بتسهيلها أيضاً إلى جانب السماسرة، بعض أعيان المنطقة والمخاتير (المكلفين من مديرية بلدية النظام ومن حزب البعث) في المناطق التي تحاول تلك المليشيات السيطرة عليها بشكل كامل (الميادين على سبيل المثال)، لافتاً إلى أن “عمليات السمسرة على الأبنية المدمرة بالكامل والمنازل المهدّمة جراء ظروف الحرب التي شدتها المنطقة، ازدادت مؤخراً في مدينة الميادين على وجه التحديد، من خلال التوصل إلى اتفاقيات البيع والشراء مع أصحابها سواء المتواجدين في مناطقهم أو النازحين منها” وفق قوله.

صفقات عبر الإنترنت و”االبعثيون” على خط السمسرة

وعند سؤالنا عن كيفية التواصل مع النازحين المتواجدين خارج المحافظة لأجل عملية الشراء، أجاب المصدر السابق قائلاً: أن ذلك يتم عن طريق شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي و”الواتس آب”، لتحديد المبلغ المطلوب من قبل مالكي العقار لبيعه للمستثمرين الإيرانيين عبر الوسطاء (السماسرة) .

أما بخصوص السؤال عن الشخصيات المسؤولة عن السمسرة لمصلحة إيران داخل أحياء مدينة ديرالزور المدمرة،  فتبين أنها  تعمل  بشكل علني على شراء العقارات لصالح إيران ، مما جعلهم معروفين للأهالي، علاوةً على أنهم من سكان المناطق التي يتم فيها عمليات الشراء.

 وتقول (ح. ك) من سكان حي الجبيلة (فضلت عدم ذكر اسمها لسلامتها الشخصية) إن الشخصيات التي تقوم بشراء العقارات لمصلحة إيران لم تكن أوضاعهم المادية كما هي عليه الآن، حيث يقوموا بعمليات شراء وصفتها “بالغريبة” وباتوا من أصحاب رؤوس الأموال والسيارات ويحظون بدعم كبير من قبل رؤساء الأفرع الأمنية أيضاً.

مشيرة إلى أن المخاتير والأعيان والبعثيين إلى جانب السماسرة في داخل الأحياء المدمرة، بات عملهم الخدمي يقتصر على السمسرة وتوفيق البيع بين المستثمرين الإيرانيين والبائعين من أهالي المنطقة، حتى وصل الأمر إلى شراء الأبنية والمنازل المتصدعة نتيجة الحرب التي شهدتها المدينة والمأهولة بأصحابها، وإعطائهم وعوداً بإقامة أبنية جديدة في مدخل المدنية بمحاذات جامعة الفرات، لمنحهم منازل بداخلها أثاث جديد لاستبدال ما دمره القصف، على حد زعمهم.


أهداف استراتيجية
ونوهت المتحدثة إلى أن المغريات التي تقدم للأهالي لإقناعهم ببيع ممتلكاتهم بأسعار مرتفعة، هو ما تسعى إليه مليشيات إيران، لأجل زيادة عدد الأراضي والمنازل المباعة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من مساحة البلدات والمناطق التي تكون تحت سيطرتها المطلقة بدون أي منازع لها، وذلك وفق عقود تنظّم في دوائر مديرية البلدية التابعة للنظام والتي افتتحت مؤخراً فيها.

وعن أسباب دفع الإيرانيين لشراء تلك الأبنية المدمرة، يقول المحامي (بدر العليان) من ريف ديرالزور الشرقي لـ”موقع الحل نت”: “إن الربح المادّي لم يكن هدف الإيرانيين الأساسي من عمليات الشراء تلك، بل هو سعيهم في الوصول إلى توسيع نفوذهم والسيطرة على أكبر قدر ممكن من مساحات تلك المناطق وامتلاكها وجلب عوائل إيرانية لإسكانهم بها”.

وأضاف “العليان” أن المناطق التي يجري شراؤها لن يسمح لأحد ممن سكنها سابقاً أن يعود إليها لأنها ستتحول إلى مناطق تتبع لمليشيات إيران على اختلاف مسمياتها، والتي بدأت بإسكان عوائلها في بعض الممتلكات التي تم شرائها من الأهالي، ضمن خطة تغيير ديمغرافي شاملة تسعى لها إيران منذ اللحظات الأولى لانتشار ميليشياتها في المنطقة.

واختتم العليان حديثه قائلاً: إن هذا السيناريو بات يتكرر في جميع المناطق في سوريا وليس في دير الزور فحسب، فمدينة القصير كانت أولى المناطق التي رسم لها تغيير ديمغرافيتها، حيث تحولت لمدينة تحوي بداخلها مئات العائلات لمقاتلي حزب الله اللبناني في سورية، وأهم الأحياء والأماكن في دمشق باتت سكناً لعوائل إيرانية بعد شرائهم لها بتسهيلات من الحكومة، وأحياء في مدينة حلب أيضاً تم شراء معظمها من قبل مستثمرين إيرانيين وأصبحت الآن سكن لعوائل عناصر إيرانية فاعلة في المدينة ًوبعض الأرياف المحيطة بها.


بوابة التمدد في سوريا

تولي إيران محافظة دير الزور أهمية خاصة، باعتبارها بوابة طريق طهران إلى #سوريا قادماً من #العراق، وعملت على فتح طريق للامداد إلى داخل سوريا عبر معبر #البوكمال الذي تسيطر عليه بالكامل وتشرف عليه قيادات الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من جهتي سوريا والعراق، لكنى قوى إقليمية متعددة تنبهت لاستراتيجية إيران وخطرها على المنطقة وتقوم بين الحين والأخر بقصف مواقعها في دير الزور، فهل ستتحقق اهداف إيران التوسعية في تلك المناطق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة