جددت هيئة الاقتصاد في “الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا”، الأربعاء، التزامها بدعم مادة الخبز، معلنة أنها ستستورد خلال أيام قليلة مقبلة، كميات من القمح لسد العجز في احتياطي المحصول الاستراتيجي، وهو ما يعتبر سابقة في تاريخ المنطقة التي كانت مكتفية ذاتياً.

وشهدت مناطق شمال وشرقي سوريا تراجعا ملحوظا في جودة الخبز المدعوم خلال الأيام الماضية، وسط استياء سكان  من رداءة نوعيته بعد خلط دقيق الذرة مع الطحين لإنتاج الخبز التمويني المدعوم من “الإدارة الذاتية”.

للقراءة أو الاستماع: “لإنهاء ازدحام الأفران”.. آلية جديدة لتوزيع الخبز في سوريا

100 ألف طن

وقالت أمل خزيّم الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد في “الإدارة الذاتية” لشمال وشرقي سوريا، إن “الإدارة مستمرة في دعم الخبز التمويني ولن ترفع الدعم عنه لصالح القطاع الخاص والتجار الذين سيتحكمون بأسعار الخبز”، على حد تعبيرها.

وأضافت في تصريح صوتي لـ “الحل نت” ، أن هيئة الاقتصاد وضعت خطة لاستيراد 100 ألف طن من القمح من خارج مناطق “الإدارة الذاتية” دون أن تسمي الجهة التي سيتم الاستيراد منها.

وأضافت خزيم، أن “الإدارة الذاتية” ستشتري الكمية المذكورة عبر علاقاتها مع دول خارجية، دون تسميت الوسيط، لسد العجز في احتياجات المنطقة والتي تحتاج لنحو 700 ألف طن من القمح سنوياً للبذار والطحين، على حد وصفها.

استيراد لأول مرة

وكانت مناطق شمال وشرق سوريا تنتج نحو 45بالمئة من انتاج سوريا من هذا المحصول الاستراتيجي حتى العام 2010 إلا أن الانتاج تراجع خلال سنوات الحرب بشكل كبير.

وأرسلت “الوكالة الأميركية للتنمية” قبل أسابيع 3 ألاف طن من البذار من أجل دعم المزارعين في شمال وشرقي سوريا.

وكانت محافظات الحسكة والرقة ودير الزور تؤمن احتياجاتها من البذار والطحين، بنسبة تتراوح ما بين 96بالمئة و100 بالمئة حتى العام الماضي، الأمر الذي يعتبر سابقة في تاريخ المنطقة من حيث تلقيها للمساعدة نتيجة قلة البذار أو استيراد القمح لسد احتياجات سكانها من الخبز.

وأشارت المسؤولة إلى أنهم لجأوا مؤخراً إلى “خلط كمية من دقيق الذرة لا تتجاوز نسبته 20بالمئة مع الطحين لإنتاج الخبز المدعوم، نتيجة لنقص كميات القمح في المنطقة بسبب الجفاف”.

الجفاف ومياه الفرات

وتراجع إنتاج موسم القمح العام الماضي، “بشكل كبير” وبلغت الكميات الواردة للمراكز التابعة للإدارة الذاتية نحو 180 ألف طن، فيما انخفض المخزون الاحتياطي إلى 200 ألف طن، مقارنة بــ800 ألف طن في موسم العام 2020، بحسب “هيئة الاقتصاد”.

وعزت المسؤولة تراجع الإنتاج إلى الجفاف وقلة الهطولات المطرية وحبس تركيا لمياه نهر الفرات منذ شباط/فبراير 2020، عن مناطق “الإدارة الذاتية” مما تسبب بقلة منسوب مياه الفرات وعدم قدرة مزارعي المنطقة على ري محاصيلهم.

فيما لم توضح المسؤولة ما إذا كانوا سيدعمون زيادة المساحات المروية شمال وشرقي سوريا، وسط أزمة حادة في المحروقات المخصصة للزراعة.

وكانت “الإدارة الذاتية” قد قررت خلال الشهر الفائت تشكيل لجان لمواجهة تهريب الطحين والمحروقات من مناطقها بهدف “تحقيق الاستقرار الاقتصادي فيها”.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية لمحصولي القمح والشعير 3 ملايين هكتار شمال وشرقي سوريا، المروية منها 300 ألف هكتار فقط، بحسب تصريح سابق للرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة لشمال وشرق سوريا، سلمان بارودو.

للقراءة أو الاستماع: “ارتفاع أسعار جديد”.. الخبز السياحي يسجل أرقاماً قياسية

إغلاق المعابر

إلى ذلك زار نائب المبعوث الأميركي الخاص لسوريا ماثيو بيرل، يوم الثلاثاء، مدينة القامشلي والتقى في مبنى دائرة العلاقات الخارجية بمسؤولين في “الإدارة الذاتية”.

 وأكد بيرل على “استمرار بقاء قوات التحالف والولايات المتحدة في المنطقة لمحاربة الإرهاب ودعم استقرار المنطقة وتقوية العلاقات الاقتصادية والعمل على فتح معبر سيمالكا – فيش خابور لما لإغلاقه تداعيات اقتصادية وإنسانية على الشعب”، بحسب الموقع الرسمي لدائرة العلاقات الخارجية.

وكشفت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد أن الدبلوماسي الأميركي ألتقى بمسؤولين في هيئة الاقتصاد والمالية بحضور الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا”، عبد حامد المهباش وبيريفان خالد، في ريف الحسكة، وأطًّلعَ على تقارير عن الواقع الاقتصادي والمالي للمنطقة.

فيما أوضحت مسؤولة الاقتصاد أن المبعوث الأميركي ركز على أطفال تنظيم الدولة –(داعش) في المخيمات دون الاكتراث بالواقع الاقتصادي.

وشددت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد أنهم يولون أهمية كبيرة لعرض ملف فتح المعابر الحدودية، مع الوفود الخارجية التي تزور مناطق شمال شرقي سوريا، وسط غياب الدعم رغم تلقيهم وعودا من الوفود الزائرة.

وفي 15 كانون الأول/ديسمبر الجاري 2021، أغلقت حكومة إقليم كردستان معبري فيشخابور والوليد، عقب محاولة مجموعة من تنظيم “الشبيبة الثورية” اقتحام البوابة وتبادل الحجارة مع حرس المعبر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.