كورونا لا يمنع كردستان من الاحتفال: إحياء طقوس “النوروز” من الشرُفات

كورونا لا يمنع كردستان من الاحتفال: إحياء طقوس “النوروز” من الشرُفات

خاص – الحل نت

تحل هذه السنَة أعياد #النوروز في #العراق عامّة وفي #إقليم_كردستان خاصّة على غير عادتها، نتيجة فيروس #كورونا المستجد في البلاد، والذي أثّرَ على حياة العِباد.

النوروز، يمثّل بداية السنة الكُرديّة الجديدَة، إذ يودّع الكُرد العام (2719) الكُردي ويستقبلون العام (2720)، وهو من أقدم الأعياد البشريّة، وتمتد جذوره إلى حقبة الحضارة السومريّة.

تتمّ في هذا اليوم (21 آذار) من كل عام الاحتفالات بالسنة الجديدة الكُرديّة لمدّة أسبوع وتَزيدُ أحياناً، تتم الاحتفالات عند العوائل الكرديّة في أجواء مرحَة في عُمق الطبيعَة.

هذه السنَة، وعلى غير المعتاد، جاء الربيع وسط ظروف غير طبيعيّة جراء وباء “كورونا” الذي اجتاح العالم، كُل العالَم، لكن هل استطاع من أن يمنع الناس من استقبال العام الجديد؟

لم يستطع، فالاحتفالات تمّت، لكن بطرق مُغايرة عن تلك التي تجري في كل مرّة، وهي جرَت هذه المرّة لتحدّي “كورونا”، فهو لا يمكنه منع الناس من ممارسة طقوسهم التي يحبونها كما يقولون.

«بالنسبة لنا نحن الكرد، يوم “نوروز” هو أحد أعيادنا الخاصة التي توارثتها الأجيال لدينا، هو أحد الأفراح العظيمة الذي يمكث في قلب كل مواطن كردي، بالنسبة لنا هو يوم النصر، أعني انتصار الثائر “كاوا الحداد” بطَلنا الماجِد».

هكذا استهلّت الشابّة الكُرديّة “فيروز خليل” حديثها مع “الحل نت“، وأضافَت: «العادات التي نمارسها في هذا اليوم بسيطة جدا، وغير مكلفة، كما أنها على الرغم من بساطتها، تبعث على السعادة في قلوبنا».

و “كاوا الحداد”، هو قائد الثورة الكُردية قبل أكثر من ألفَي عام ضد “الملك الضحّاك” الذي كان يظلم شعب كردستان ويقتل الأطفال، وهو من قضى عليه بمعيّة الكُرد إبّان ثورتهم على الماك، بحسب الدراسات التاريخيّة.

ذاك فيما يخص التعريف البسيط بالنوروز، فماذا عن الاحتفال هذه السنة وسط أجواء “كورونا”؟ «نحن الكُرد نواجه التحديات منذ الأزل، لذلك ليس أمراً جديداً بالنسبة لنا أن نواجه التغييرات هذه بسبب الفيروس هذا»، تُبيّن “خليل“.

تقول الشابّة السوريّة التي غادرت بلدها رغماً عنها بسبب الأحداث في #سوريا، إذ تقطن في #السليمانية منذ سنوات ثمان: «ونحن كَـ كُرد معروفون بأننا مليئين بالإصرار، وشعب محب للسعادة، لذا لسنا ممّن يحزن ويمتنع عن الشعور بالسعادة والأمل في حياته بسبب خطَر ما».

وتؤكّد أنهم مارَسوا طقوس “النوروز”، «مارسنا الاحتفال بعيدنا، لكن بشكل مُصغّر، إذ قمنا بارتداء زيّنا الكُردي والاحتفال في المنزل بين الأهل والعائلة، ورقصنا على إيقاع دبكاتنا الكُرديّة».

ليس هذا فحَسب، بل وكنوع من التحدي لكورونا، قُمنا نحن في حيّنا السكني بتهنئة بعضنا وبالغناء من شرفات منازلنا، والضحكات ترتسم على عضَلات وجوهنا، في حدَث كرنفالي ما كان له أن يحصل لولا “كورونا”.

هكذا اختتمَت “خليل” حديثها، وكأنّ بها تقول، «رُبّ ضارّة نافعَة»، إذ جعلَتهم يحتفلون من شرفات بيوتهم، كما يعمل الناس في #إيطاليا هذه الأيام، الذين يلازمون منازلهم بسبب الحجر الصحّي المفروض عليهم قسراً.

وكان زعيم #الحزب_الديمقراطي الكردستاني، #مسعود_بارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان #مسرور_بارزاتي، قد بارَكا للشعب الكردي حلول العام الجديد، وأثنَيا على التزام الناس بتعليمات الحكومة، والبقاء في المنازل، لمنع تفشي “كورونا”.

فيما تناول رواد مواقع #التواصل_الاجتماعي، صورة لمحافظ السليمانيّة #هفال_أبو_بكر، وهو يوقد “شُعلة نوروز” لأول مرّة دون مراسيم رسمية أو شعبية منذ عقود، بسبب فيروس كورونا.

وشُعلَة نوروز، هو طقسٌ كُردي عتيد، إذ يوقد الشعب الكُردي مشاعل النار، رمزاً للحريّة التي نالها الكُرد بعد نجاح ثورة الربيع الكُردي ضد حاكم جبّار كان يضطهد الشباب الكردي قبل (2700) سنة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.