تم إغلاق جميع المدارس والروضات في ظل انتشار جائحة كوفيد-19 أو ما يعرف بفايروس “#كورونا” وذلك لمدة غير معروفة، يتم تمديدها حسب الحاجة. كما تم فرض حظر تجول في غالبية البلدان من أجل إبطاء عملية انتشار الفيروس. قامت غالبية الشركات أيضاً بتحويل أنظمتها وجعل الموظفات والموظفين يعملون من المنزل بدلاً من الشركة. فكيف تستطيع الموظفة الأم حالياً التوفيق بين عملها، أطفالها، وواجباتها المنزلية في ظل هذه الظروف.

كيفية التحدث مع الأطفال عن الوضع الجديد
بات يعرف جميع الأطفال عن جائحة “كورونا” وعن سبب إغلاق #المدارس وبقائهم في المنزل، وعن أهمية غسل اليدين، والمحافظة على #النظافة والتعقيم. ولكن هنالك أمور أخرى يجب على الأهل فعلها في ظل هذه الظروف الجديدة، منها الحفاظ على الهدوء وعدم نقل القلق إلى الأطفال، إعطاءهم كمية المعلومات التي تتناسب مع عمرهم، دون شرح تفاصيل قد تصيبهم بالإرباك وذلك من خلال الحديث عن #الفيروس بشكل مبسط وطمأنتهم دائماً.

وفي حال كانت لديهم مخاوف من المهم أن يسمعها الأهل وأن يعطوا شعوراً لأطفالهم بأنهم متفهمون وبأن يعملوا على إشراك الأطفال في اقتراح الحل كأن يتم سؤالهم “كيف يمكنني أن أجعل ذلك أسهل بالنسبة لك؟ كيف يمكنني مساعدتك؟”. من المهم الانتباه للتصرفات والألفاظ العنصرية عند شرح المرض لأن الطفل يتعلم من أهله ويتأثر بأفكارهم وكلماتهم. اخيراً، قد يكون من المفيد أيضاً أن يشرح الأهل لأبنائهم أن وجودهم في البيت ليس عطلة وسيكون هنالك قوانين وجداول منظمة لطعامهم ولعبهم ودراستهم وممارسة هواياتهم.

تقسيم المهمات بين الأب والأم
لن تستطيع #الموظفة #الأم القيام بجميع الأعباء المتعلقة بالأطفال، المنزل، وعملها لوحدها. يجب على الأب أيضاً المشاركة في ذلك وأخذ دوره كوالد وزوج، وعليه دعمها ودعم الأطفال قدر المستطاع في ظل هذه الظروف. سيكون من المفيد أن يجلس الوالدان معاً لوضع خطة في ظل وجود الأطفال في المنزل. ماهي احتياجات كل طفل منهم، كيف يتقاسمان المهمات، ما هي الأماكن التي ستستخدم للعمل …. إلخ. في حال كان الأب والأم يعملان من المنزل، فيجب عليهما أيضاً وضع أوقات اجتماعات العمل الخاصة بكل منهما من ضمن الخطة.

يساعد العمل من المنزل على التركيز وعلى إنجاز أمور أكثر بوقت أقل والتفكير بالأمور الأكثر أهمية وإتمامها، ولكن لتحقيق ذلك لا بد من وضع برنامج للأطفال شبيه ببرنامج #المدرسة مع تحديد أوقات وجبات الطعام وأوقات المرح. سيكون من الأسهل تناوب الوالدين على قضاء الوقت مع الأطفال مما يتيح للآخر التركيز على عمله/ها أو القيام باجتماعاته/ها. يمكن تحديد أوقات للعب الأطفال مع أصدقائهم باستخدام الإنترنت ريثما يقوم الأهل بإنجاز أعمالهم المهمة والتي تحتاج إلى تركيز خلال هذا الوقت. ولكن من المهم أيضاً الحرص على جعل الأطفال يستخدمون التكنولوجيا بشكل ذكي ومفيد، كمشاهدة القنوات التعليمية على اليوتيوب. ومن الحكمة ألا يضع الأهل الألعاب بمتناول الاطفال دفعة واحدة حتى لا يملوا منها سريعاً.

قد يلجأ بعض الأهالي إلى التواصل مع أهالي آخرين لأخذ الأفكار والنصائح بخصوص الأطفال في هذه الفترة، خاصة إن كانوا يعملون من المنزل ايضاً. ومن هذه النصائح أن يمرن الأهل الأطفال على التصرف بمسؤولية واعتماد على الذات. والاتفاق معهم على طريقة يستطيعون بها لفت نظر الأهل دون الصراخ أو البكاء كاستخدام إشارة معينة دون التكلم أثناء وقت العمل، أو على وجود لافتة معينة واضحة وسيتعلم #الأطفال عدم الاقتراب إلى زاوية العمل عند وجودها. أخيراً من الجيد ان يشرح الأهل لأصحاب العمل عند وجود مشكلة معينة أو حاجة لتعديل ساعات العمل، لان هذا ظرف استثنائي وصعب على الجميع.

ماذا عن الأطفال؟
هذا الظرف الاستثنائي صعب على الجميع، وقد يكون أصعب على الأطفال إدراك سبب حبسهم في المنزل، أو عدم قدرتهم على رؤية أصدقائهم وممارسة نشاطاتهم المعتادة، خاصة أن لدى الأطفال طاقة يحتاجون إلى تفريغها وحاجات جسدية مختلفة عن حاجات البالغين، ولا قدرة لهم على الجلوس بصمت وهدوء وتحمل ما يجري حولهم. ولهذا من الأساسي أن يقوم الأهل بمراعاتهم وتفهمهم والاستمرار باستيعابهم وتسليتهم.

ليس من المتوقع أن يستطيع الأهل تعويض أطفالهم عما يتعلمونه كل يوم في المدرسة، ولكن من المهم أيضاً المحافظة على الدروس المدرسية خاصة إن كانت المدرسة تؤمن دروساً على الإنترنت. وتأتي بذات الأهمية المحافظة على صحتهم الجسدية من خلال الغذاء الجيد وممارسة الرياضية في المنزل لتفريغ طاقاتهم ونشاطهم. هنالك الكثير من الألعاب الحركية التي بإمكانهم ممارستها داخل المنزل دون إزعاج. إضافة إلى ذلك، من الجيد أن يحافظ الأطفال على علاقاتهم الاجتماعية مع أصدقائهم كي لا يشعروا بالعزلة. يتعلم الأطفال من بعضهم الكثير من السلوكيات المهمة ومهارات التواصل ويمكن الاستعاضة عن التواصل المباشر وجهاً لوجه بالتواصل الالكتروني أو الصوتي.

أخيراً، علينا جميعاً أن ندرك أن أطفالنا سيذكرون هذه الفترة الصعبة بناءاً على البيئة المنزلية الخاصة بهم وليس بناءاً على جائحة #الوباء العالمي، ولذا علينا أن نعرف ماذا نريدهم أن يتذكروا. ربما على الرغم من هذه أن الأوقات صعبة على الجميع، إلا أنها فرصة لتحقيق أقصى استفادة في قضاء وقت ممتع مع العائلة والاستمتاع بجو أسري حميم واستخدم هذا الوقت لتعليم أبنائنا مهارة جديدة واكتشاف مواهب لديهم لم نكن نملك الوقت الكافي سابقاً للبحث عنها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.