يعاني سكان قرى وبلدات ريف #الرقة الشرقي، الخاضعة لسيطرة #الجيش_السوري والمليشيات التابعة له، واقعاً خدمياً سيئاً للغاية، في ظل تفشي فيروس #كورونا المستجد، والذي يمثل خطراً على حياة آلاف المدنيين في عموم المناطق السورية.

مناظر القمامة المبعثرة داخل الأحياء، وتكدّس النفايات في الشوارع الفرعية، وقرب المنازل، في ظل تعليق البلدية لأعمالها في المنطقة، منذ بدء حظر التجوال الجزئي، إلى جانب غياب الرعاية الصحية وحملات رش المبيدات، ساعد على انتشار الحشرات والقوارض بشكل كبير في الناحية، ما ينذر بمأساة جديدة قد تحلّ بالسكان.

كل ذلك دفع عدداً من الأهالي للنزوح إلى قرى البدو للسكن في الخيم، لأنها أكثر نظافةً وخلواً من الأمراض، لكنها مهددة بخطر آخر، وهو هجمات خلايا تنظيم “داعش”، التي تنشط بشكل كبير في المنطقة.

 

انتشار الأوساخ والحشرات

“فيصل هباش” (40 عاماً)، من سكان ناحية #معدان، قال لموقع «الحل نت» إن «الأوساخ تنتشر بكل زاوية في الناحية، حتى تكاد تدخل لمنازلنا، بسبب عدم نقلها إلى المكب المخصص لها من البلدية، التي وجدت بتطبيق الحظر حجة وتبريراً لتقاعسها،  فلم نر آلياتها في الناحية منذ قرابة ثلاثة أشهر، فنقوم أحياناً بنقل القمامة بسياراتنا الخاصة، لكن كمياتها كبيرة جداً، وتحتاج آليات كبيرة للتخلص منها».

ويضيف “هباش” أنه «مع انتشار فيروس “كورونا” المستجد، يتوجب على البلدية تكثيف العمل وتنظيف الناحية بشكل كامل للوقاية من الإصابة، ففي الوقت الذي يحتاج فيه سكان المنطقة للتكاتف بوجه المرض، قامت البلدية بنقل آلياتها إلى العاصمة #دمشق، وتركت القمامة والأوبئة تفتك بالأهالي، الذين قرروا الاعتماد على أنفسهم، من خلال إطلاق حملات تطوعية لتنظيف الأحياء، ونقل النفايات إلى البادية بشكل أسبوعي»، وفقاً لقوله.

يقول “عبد الرزاق العلي”، من سكان قرية “السبخة”، لموقع «الحل نت» إن «القوارض والحشرات الناقلة للأمراض، نشطت بكثافة مؤخراً في القرية، بسبب انتشار الأوساخ والمستنقعات المائية الملوثة، نتيجة لأعطال شبكات الصرف الصحي، التي لم تخضع للصيانة منذ ثلاثة أعوام تقريباً، إلى جانب غياب حملات رش المبيدات الحشرية (الكلس والبيرمثرين)، ما يهدد القرية بمرض #الليشمانيا وأمراض أخرى، في ظل غياب إجراءات الوقاية في القرية من “كورونا” الوباء الأخطر».

“رحاب رمضان”، طبيبة من ناحية معدان، تقول لموقع «الحل نت» إن «الإصابة بمرض “الليشمانيا” انتشر في عدة قرى قريبة من الناحية، ومنها “الحمدانية” و”الخميسية” و”الطعس” و”النعمات” و”النزازة”، بسبب غياب الرعاية الصحية (الأدوية واللقاحات) عن المنطقة بشكل كامل، وانتشار النفايات بشكل كبير، ما شكل بيئة مناسبة لظهور “ذبابة الرمل”، التي تنقل الأمراض للأهالي، إذ يضطر المصاب لتحمل مشقة السفر إلى العاصمة لتلقي العلاج».

 

السعي للنزوح

تمنع حواجز الجيش السوري، المتمركزة على الطرق الرئيسية، الأهالي من النزوح لمناطق #الإدارة_الذاتية، تحت طائلة المسائلة القانونية أو القتل، بحسب “محمود الحمود”، من سكان قرية “شمرا”، والذي تحدث لموقع «الحل نت» قائلاً: «نتيجة للوضع الخدمي السيئ، وخوفاً من وصول وباء “كورونا” للقرية، نزحت أنا وعائلتي إلى البادية، على الرغم من الخطر المتواجد فيها، المتمثل بخلايا “داعش”، التي تنتقم من المدنيين، بحجة تواجدهم في مناطق الحكومة السورية».

وأكد “الحمود” أن «النزوح لمناطق “الإدارة الذاتية” ممنوع بشكل قاطع، ولا نستطيع الوصول إلى مدينة الرقة لكثرة الحواجز المنتشرة على الطرق الواصلة إليها، ومن يحاول العبورمن طرق التهريب قد يتعرّض لإطلاق النار». ومثالاً عن ذلك ذكر “الحمود” مقتل مدني من سكان قرية #دلحة برصاص قناص، في منتصف الشهر الماضي، أثناء محاولته عبور النهر باتجاه مناطق “الإدارة الذاتية”.  

وعلى الرغم من فرض “الإدارة الذاتية” حظر تجوال في جميع مناطقها، إلا أن الواقع الخدمي لم يشهد تراجعاً، فتستمر آليات “بلدية الشعب” في أعمال تنظيف المدينة، وترحيل النفايات إلى المكبات المخصصة لها خارج المدينة.

وصرّح المكتب الإعلامي في #مجلس_الرقة_المدني أن عمليات التعقيم وصلت إلى المنطقة الممتدة من “الكراج الجنوبي” وصولاً إلى “شارع الكورنيش” بالقرب من “سوق الهال الجديد”، مشيراً إلى أن عمليات التعقيم مستمرة لتشمل كافة أنحاء المدينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.