بدأت تطفو إلى السطح منذ قرابة أسبوعين أزمة جديدة في #العراق. هذه الأزمة هي سياسية بالطبع، وهذا المُعتاد، فإن كانت غير سياسية، هُنا تكمُن الغرابة.

تتبلور الأزمة في #البرلمان_العراقي هذه المرّة، لا في #الحكومة_العراقية الجديدة، ومحور الأزمة كتلة #سائرون النيابية التي يتزعّمها رجل الدين #مقتدى_الصدر.

تسعى الكتلة، صاحبة المقاعد الأكثر في البرلمان إلى الإطاحة برئيس #مجلس_النواب، العراقي #محمد_الحلبوسي، وإقالته، وذلك في عدّة تصريحات علانية لنواب “سائرون”.

قالت “سائرون”، إن سعيها هذا، «يعود إلى الإشكالات والملاحظات المؤشرة على أداء “الحلبوسي”، منها انحيازه لمكونات سياسية معينة على حساب كتل أخرى».

«وعدم محاسبته للفاسدين ولقتلة المتظاهرين وتعطيله جلسات مجلس النواب»، بحسب ما صرّح النائب عن “سائرون” في البرلمان العراقي “حسن الجحيشي”.

وفقاً لـ “الجحيشي”، فإن سبب تحرّك كتلته لإقالة “الحلبوسي”، «هو ضعف الأداء التشريعي والرقابي، (…)، وكَذا العدد القليل للقوانين الصادرة والتي لم تتعد تقريبا 60 تشريعاً».

لكن هل هذه هي الأسباب فقط؟ ثم أليسَ “سائرون” هي من جاءت بـ “الحلبوسي” وفق توافق مع #تحالف_الفتح بزعامة #هادي_العامري؟ ما الذي تغيّر الآن؟ لِمَ تصر بشّدة للإطاحة به؟

كل ذلك، «لا يعني أن الكتل لا يمكنها أن تنقلب على ما اتفقت عليه سابقاً من أجل تأمين مصالحها أو ارتفاع سقف مطالبها»، حسب قول المحلل السياسي “علي المعموري” لـ موقع “الحرة” الأميركي.

«كتلة “سائرون” على وجه الخصوص نموذج بارز لهذا النوع من الابتزاز السياسي، (…) وما تحالف زعيمها “الصدر” مع رؤساء الحكومات السابقة إلا دليل على ذلك».

«تحالف مع #نوري_المالكي ثم انقلب عليه، وتحالف مع #حيدر_العبادي وسحب دعمه لولاية ثانية، ودعم #عادل_عبد_المهدي قبل أن يسحب دعمعه له، ليضطر للاستقالة».

يقول “المعموري”، إن «سائرون عوّدتنا على استغلال الخلافات السياسية من أجل الوصول إلى مصالحها الحزبية، (…) وعلى رأسها، تقسيم الوزارات والمكاتب والمناصب الحكومية بين الكتل».

ويرى أن «إقالة “الحلبوسي” ستدخل العراق في أزمة سياسية ثانية، إذ من الصعب أن تتفق الكتل على بديل في فترة قصيرة، خصوصاً أن الشارع العراقي يواجه موجة جديدة من الاحتجاجات».

كما أن «الحكومة الجديدة تعاني من أزمات متعددة، صحيّة، اقتصادية، وكذا تحدي الجماعات المسلحة، وعليه فإن إقالته مع صعوبة الحصول على بديل له ستدخل البلد في أزمة مضاعفة».

قُبالة توجّه “سائرون” طريق صعب للغاية، وقد لا تنجح كتلة “الصدر” في عبوره البتة، إذ «يعارضها في إقالة “الحلبوسي”، “تحالف الفتح” وأطراف سياسية أخرى داخل البرلمان».

أيضاً، اعتبر #تحالف_القوى “السنيّة”، «تحرّك “سائرون” بمثابة “استهداف سياسي للسنة”، حيث تعارف العراق فيما بعد 2003 على أن رئاسة البرلمان من نصيبهم، هم من يقدّمون المرشح».

حسب #الدستور_العراقي، «تحتاج إقالة رئيس البرلمان إلى موافقة 84 نائباً في حال تحقق النصاب بحضور 165 نائباً من أصل 329 نائباً هم عدد أعضاء مجلس النواب».

وجمعَت كتلة “سائرون” 130 توقيعا لإقالة “لحلبوسي”، ويبقى فقط اكتمال النصاب في الجلسة التي سيحدّدها من أجل التصويت، لكنه لم يتقدم حتى الآن بطلب رسمي لذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.