بين القوى الكردية و”الحشد الشعبي”: الصراع بين الفصائل الإيزيدية العراقية يعمّق جراح “سنجار”

بين القوى الكردية و”الحشد الشعبي”: الصراع بين الفصائل الإيزيدية العراقية يعمّق جراح “سنجار”

بعد أكثر من ست سنوات على تحرير قضاء #سنجار، أحد أقضية محافظة #نينوى شمالي العراق، من سيطرة تنظيم #داعش، ما تزال المنطقة مثقلة بمخلفات الحرب، وأهلها يستوطنون المخيمات، التي يفضّلونها على مناطقهم الأصلية، لأسباب عديدة، أبزرها التشتت الداخلي، والصراعات بين القوى السياسية الإيزيدية، التي تشعرهم بعدم الأمان.

شهدت الطائفة الإيزيدية أربعاً وسبعين إبادة جماعية في تاريخها، كان آخرها في الثالث من آب/أغسطس 2014، عقب سيطرة تنظيم “داعش” على منطقة “سنجار”، والتي كانت نتيجتها اختطاف (6417) شخصاً، أكثرهم من النساء والأطفال، وقتل كثير من المدنيين، وتدمير قرى بالكامل.

وحسب الأرقام المتداولة، من قبل المعنيين بالشأن الإيزيدي، بلغ عدد الإيزيديات الناجيات (2076) فتاة وامرأة، من أصل (6417)، أما عدد الذكور الناجين فوصل إلى (1183) شخصاً.

 

النازحون أكثر من العائدين

«أعداد العائلات النازحة حالياً يفوق عدد العائلات التي عادت إلى مناطقها الأصلية. ولا نعتقد أن هناك عودة قريبة، بسبب الخراب الذي حلّ بالمنطقة، وعدم الاهتمام بإعادة إعمارها، نتيجة الإهمال الحكومي»، يقول الناشط الإيزيدي “فارس خنصوري”.

وأضاف “خنصوري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الأعداد الإجمالية للنازحين من الإيزديين، وجميعهم من “سنجار”، يصل إلى أربعمئة ألف نازح، نصفهم يقيمون في أربعة عشر مخيماً بإقليم #كردستان_العراق، والآخرون إما هاجروا من البلاد، أو عادوا لمناطقهم الأصلية، لكن المهاجرين أكثر من العائدين».

وبيّن أن «المساعدات الممنوحة للنازحين قليلة جداً، وانخفضت قيمتها عن السابق، فهناك منظمة تعطي أحد عشر ألف دينار عراقي (9 دولار أميركي) في الشهر، لكل عائلة ايزيدية، لشراء المواد الغذائية».

وتابع الناشط الإيزيدي أن «هناك منظمات أخرى، عملها توعوي نفسي، مختصة بالنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والعنف الجسدي»، مشيراً إلى «وجود نشاط للمنظمات المختصة بالأطفال».

وأوضح “خنصوري” أن «عدداً من النازحين يعملون لإعاله عائلاتهم، وآخرون يتلقون مساعدات غذائية وملابس من منظمات وتجمعات إيزدية وكردية».

وختم حديثه بالقول إن «الإيزيديين لم يشعروا يوماً أنهم مواطنون عراقيون، بسبب الإهمال الحكومي، سواء قبل عام 2003 أو بعده، والدليل على ذلك عدم اهتمام السلطات العراقية بالنازحين، أو العمل لإعادة إعمار مناطقهم»، حسب تعبيره.

 

فقدان الثقة بالأحزاب

“مراد خلف الخالتي”، نائب رئيس حزب “الحرية والديمقراطية” الإيزيدي، حمّل الأحزاب الإيزيدية جزءاً من مسؤولية تردي الأوضاع، فأصبح «الإيزيديون لا يثقون بالفصائل التي تشكّلت بغرض حمايتهم»، حسب قوله.

وأضاف “خالتي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «التشتت السياسي بيّن جزءاً من أسباب الخراب الذي تشهده مناطقنا، فهناك أربعة أحزاب ايزيدية متصارعة، اثنان مرتبطان بمليشيات #الحشد_الشعبي، وآخر تابع لقوات #البيشمركه، والحزب الرابع مستقل التبعية، وقد حصل تحالف بين هذه الأحزاب، لم يستمر لأكثر من شهرين».

وتابع أن هذا التشتت سببه «الصراع  للحصول على المكاسب الحزبية»، منوهاً إلى أن «الانقسام الداخلي لدى المكون الإيزيدي لا يوجد له مثيل في بقية المكونات العراقية».

 

الصراع على “سنجار”

فيما تحدث مصدر إيزيدي عن الجهات التي ترتبط بها أجندات الفصائل الإيزيدية المسلحة، وأبعاد الصراع فيما بينها، لبسط النفوذ على “سنجار”، ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي.

وقال المصدر، في حديثه لموقع  «الحل نت»، إن «الفصائل مرتبطة بأكثر من أربع جهات، من ناحية التمويل والتدريب، وتعمل على توسيع نفوذها»، مبيناً أن «”وحدات مقاومة سنجار” التي تُعرف بـ”يبشه”، قريبة من #حزب_العمال_الكردستاني ، وتتلقى منه الدعم».

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن «فصيل “حماية إيزيدخان” الذي يرأسه “حيدر ششو”، وفصيل “بيشمركة سنجار”، الذي يتزعّمه قريبه “قاسم ششو”، مرتبطان بقوات “البيشمركه” الكردية».

وأوضح أن «هناك أيضاً جماعات أخرى ترتبط بفصائل “الحشد الشعبي”، مثل فوج “الخال علي”، وجماعات عشائرية تابعة للشيخين “قاسم شفان” و “نايف جاسو”». لافتاً إلى أن «”الحشد الشعبي” يريد، من خلال الفصائل التابعة له، السيطرة على “سنجار”، لتحقيق أطماعه بمحافظة نينوى، ذات الأهمية الاستراتيجية، لقربها من الحدود السورية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.