أطلقت حكومة #كردستان_العراق عملية ضخمة لشراء الإيزيديين الأسرى لدى  #داعش. الكثير منهم أطفال تم استخدامهم كجنود أو استغلالهم كَـ “عبيد جنس”. وقد ترك وجودهم في أيدي عناصر التنظيم آثار يصعب محوها اليوم.

توقف الرجل الخمسيني الممتلئ لبرهة ليمسح دموعه بظهر يده الخشنة، بينما خنق الصمت الغرفة الصغيرة الباردة بجدرانها الخرسانية. يجلس القرفصاء ومن حوله يتحلق ولديه وزوجته على أرائك مزينة بالورود وهم يحدقون في الوهج البرتقالي لموقد الغاز.

يسترسل الرجل الخمسيني “خضر” في سرد حكايته قائلاً: «قتلوا أحد أبنائي وإحدى بناتي، ولا تزال أربع شقيقات أخريات أسيرات في شمال #سوريا حتى اليوم. وولديّ هؤلاء، لم ينسوا ما مروا به! إنهم يسترجعونه كل يوم».

في الليل تطارد الكوابيس، “فواز”، (19) سنة، و”مراد”، (18 سنة)، وهما “جنود أطفال” سابقون لدى “داعش”، بينما يقاسيان في النهار ألوان العذاب. وهم اليوم متروكون لتدبر أمورهم بأنفسهم، دون دعم نفسي، حالهم حال جميع الشباب الإيزيديين الآخرين الذين نجوا من قبضة التنظيم. ومع ذلك، فإن العديد منهم لن يعودوا أبداً كما كانوا أو لا يزالون حتى متطرفين.

لقد انقلبت حياة هذه العائلة، التي تعيش الآن في قرية صغيرة بالقرب من مدينة #دهوك في أقصى شمال كردستان العراق، رأساً على عقب في (3 آب/ أغسطس 2014)، عندما بدأ عناصر “داعش” غزوهم لمنطقة #سنجار التابعة لمحافظة #نينوى.

”سنجار”، منطقة تهيمن عليها سلسلة جبال تحمل الاسم نفسه، يسكنها تاريخياً الأيزيديون، وهم أقلية عرقية دينية موجودة بشكل رئيسي في #العراق. وكان التنظيم  قد شرع في القضاء عليهم بحجة اعتبارهم من “عبدة الشيطان” عبر عملية تطهير عرقي يُعتقد أن من دبرها هو “أمير المولى”، الذي تشتبه أجهزة استخبارات مختلفة بأنه الزعيم الحالي لـ “داعش”.

من بين ما يناهز /400/ ألف إيزيدي عاشوا في المنطقة عام 2014، تمكن عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من الفرار قبل أن يصل إليهم عناصر التنظيم (المتشدّد)، لكن الحظ لم يحالف الجميع.

كما هو حال عائلة “خضر”، تم أسرهم مع إيزيديين آخرين في كمين بعد وقت قصير من خروجهم من قريتهم في الساعات الأولى من الصباح. وصادر التنظيم في بادئ الأمر هواتفهم وأموالهم ومجوهراتهم. لكنها لم تكن سوى بداية الجحيم.

«اتهمونا بالكفر. كانوا يصرخون: “اعتنقوا الإسلام وإلا ستقطع رؤوسكم!”. لقد أجبرونا على نطق الشهادتين، التي كنا نحفظها عن ظهر قلب لحسن الحظ»، يقول “خضر”. ثم أعدَموا صبياً صغيراً ببرود، بعد أن اكتشفوا بندقية من طراز “AK-47” في إحدى سيارات المجموعة الإيزيدية.

تم تفكيك العائلات الإيزيدية في طقوس كررها التنظيم عدة مرات، إذ تم فصل النساء والفتيات عن الرجال لبيعهن مثل الماشية في أسواق الرقيق الجنسي، مقابل بضع مئات من الدولارات لأصغرهن سناً أو علب سجائر لكبيرات السن. وكان يمكن بعد ذلك تقديمهن كهدايا.

المأساة الإيزيدية بالأرقام: عدد السكان المقدّر قبل (آب/ أغسطس 2014)، نحو /400/ ألف إيزيدي.

حدث هذا الاتجار بالبشر كذلك بوساطة رسائل مشفرة على #التيليجرام أو #السنيال أو #الواتساب. كما تم اختطاف الأولاد الذكور الصغار لتحويلهم إلى “جنود أطفال”. أما الرجال البالغون، فكثيراً ما كان يتم تصفيتهم جسدياً. فبحسب المصادر الكردية، أُعدمَ ما لا يقل عن /1300/ رجل إيزيدي، في ظروف مروعة أحياناً، إبّان الهجوم على سنجار.

تمكن “خضر” من الهروب والاختباء نحو /9/ أيام في الجبال مع نجله الأصغر البالغ من العمر /3/ أعوام، قبل أن ينجح في الوصول إلى منطقة خاضعة لسيطرة #البيشمركة “جنود القوات الكردية” قرب الحدود مع سوريا و #تركيا.

لعدة أشهر، تم ترحيل “فواز ومراد” بلا هوادة إلى أماكن مختلفة في شمال العراق، بما في ذلك #الموصل، لتجنيدهم الأيديولوجي والديني. وجاءت الخطوة الأخيرة في العملية في ثكنة عسكرية في منطقة #حماة السورية.

يقول “فواز” مستذكراً: «كنا بحدود /150/ شخصاً. وكان أحد القادة إيرانياً كردياً. اختاروا الـ /15/ الأكبر سناً لجعلهم مقاتلين، بمن فيهم أخي وأنا. ولاختيارنا، رفعوا أذرعنا إلى الأعلى أيضاً للتحقق مما إذا كان لدينا شعر تحت الإبط أم لا».

لقد استغل “داعش” في دعايته جميع مقاتليه الشباب، الملقبين بـ “أشبال الخلافة”، إذ تم تصويرهم وهم يتدربون بزيهم العسكري المموه الذي يتلاءم مع أجسادهم الصغيرة، أو حتى استخدامهم كوسائل ترهيب، كجلادين في مشاهد إعدام السجناء.

“فواز ومراد” ظهَرا في فيديو دعائي تم تصويره في (كانون الأول/ ديسمبر 2017) أثناء هجوم كبير على عناصر الميليشيات الشيعية العراقية على الحدود السورية العراقية.

يبتسم الشقيقان عندما يشاهدان أنفسهم مرةً أخرى في مقطع الفيديو، حيث يظهر الأكبر بسلاح آلي في يده، وهو يركض على تلة، بينما يقف الأصغر خلف مدفع رشاش مثبت في الجزء الخلفي من شاحنة بيك آب تويوتا مطلية بالطين بلون الرمال. هكذا تعلم الشقيقان يوماً بعد يوم استخدام بنادق “AK-47” وقاذفات صواريخ “آر بي جي”، وكذلك الرمانات اليدوية.

«ماذا افعل هنا؟ لماذا افعل هذا؟». كان “مراد” يسأل نفسه دوماً. لقد كان ضعيفًا لدرجة أنه لم يستطع مقاومة ارتداد السلاح عند إطلاق النار. وقد حفَّزهم “داعش” عبر عرض صور لهجمات #باريس و #نيس في #فرنسا، قائلين: «انظروا، نحن في كل مكان. يمكننا قتل الكفار في أي مكان نريد في العالم».

في نهاية المطاف، أُرسلَ الشقيقان إلى #دير_الزور، شرق سوريا، للانضمام إلى كتيبة مكونة من /33/ “أشبال خلافة”، تتراوح أعمارهم بين (12 و 17) عاماً، تم تكليفهم أولاً بالدفاع عن المطار العسكري المحلي، ومن ثم القتال في المنطقة. وقد تخلل أيام وجودهم هناك قصف روسي مكثف واعتداءات من قبل القوات الحكومية أو قوات سوريا الديمقراطية.

منذ ذلك الوقت، لا زال لدى “فواز” آثار جسدية لاحقة: شظايا في الجسم ومشاكل في السمع. ولم ينس “مراد” أي شيء حدث معهم هناك. «لقد استخدمنا التنظيم كدروع بشرية أحياناً. واضطررت للقتال وإطلاق النار. كنت خائفاً للغاية. وعندما عدنا من ساحة المعركة، اختبأت في سيارة وأنا أسأل نفسي: متى سينتهي كل هذا»، يقول “مراد”.

قتل (2000 إلى 5500) إيزيدي في آب/ أغسطس 2014، وقرابة /6414/ بِعداد المفقودين منذ ذلك التاريخ.

استعادت القوات الحكومية السورية المطار المذكور في (أيلول/ سبتمبر 2017) بعد قتال عنيف. وتم إنقاذ الشقيقين الشابين في الربيع التالي وإعادتهما إلى عائلاتهما على يد مهربين يعملون لحساب حكومة #إقليم_كردستان، بعد محاولتي إنقاذ فاشلتين خلال /3/ سنوات ونصف ارتدوا خلالها زي “أشبال الخلافة”.

السبب الأساسي لفشل محاولتي الإنقاذ هاتين يعود إلى رفض “فواز ومراد”، اللذين وُضعا على قائمة الانتحاريين المستعدين “للذهاب إلى الجنة”، الفرار، ليس خوفاً من الإعدام إذا ما فشلت محاولة الفرار، ولكن لأنهم أصبحوا مشبعين بأيديولوجية “داعش”.

والمفارقة، كما يشرحان اليوم، هي أنه على الرغم من الرعب الذي عانوا منه، إلا أنهم شعروا بالقوة للدفاع عن تنظيم “داعش” ومشروع دولة “الخلافة”، حتى أدركوا، وهم يكبرون، الجنون الذي كانوا فيه.

يثني والدهم على السلطات في إقليم كردستان العراق، التي بدأت في صيف 2014 عملية ضخمة لاستعادة الإيزيديين المختطفين، إذ يقول: «كانت أولويتنا هي إنقاذ الناجين مهما كانت التكلفة. أردنا أيضاً تقريع حكومات #كندا و #أميركا وغيرها من الدول، التي لم تفعل شيئاً لمساعدة الآلاف من هؤلاء الناس».

لقد أرسل المسؤولون الأكراد في البداية فرقاً ميدانية لتسجيل هويات المفقودين، وكذلك هويات القتلى. ثم حاولوا التفاوض مع “داعش” بدون جدوى. ومن بين السكان العرب في منطقة سنجار، تم بناء شبكة من المخبرين والمتواطئين المكلفين بإعادة شراء النساء والأطفال الإيزيديين بأنفسهم عندما تتاح لهم الفرصة.

كان الوسطاء المحليون يعملون بدافع قناعاتهم أو من أجل المال. «إنه عمل خطير للغاية»، يؤكد “خيري بوزاني”، المسؤول في حكومة الإقليم عن ملف الإيزيديين وهو نفسه إيزيدي، بين رشفتي قهوة. ويتابع قائلاً: «ثلاثة عرب عملوا معنا تم اكتشاف أمرهم وقطع رؤوسهم من قبل التنظيم».

«تعقدت العملية عندما اكتشفى التنظيم أخيراً وجود هذه الشبكة. ومنذ ذلك الحين، تم بيع الرهائن الإيزيديين أو التنازل عنهم فقط بين صفوف التنظيم. كما ازدادت المبالغ المطلوبة لإعادة شراء هؤلاء الرهائن.

في المجموع، يقول الأكراد بأنهم أنفقوا ميزانية قدرها /6/ ملايين دولار أميركي لإنقاذ المخطوفين (لم يتم الكشف عن الرقم الدقيق)، بما في ذلك نحو /30/ من “الجنود الأطفال”. «ويتضمن هذا المبلغ الرواتب والخدمات اللوجستية وتكاليف التشغيل لهذا المكتب المتخصص»، وفق “بوزاني”.

وتعتبر الأموال المدفوعة للجهاديين بشكل مباشر أو غير مباشر موضوعاً حساساً عند نقاشه، لأنه يؤدي أحياناً إلى توجيه الاتهامات إلى الأكراد بتمويل الإرهاب.

في (حزيران/ يونيو 2016)، ندد #بان_كي_مون، الأمين العام لـ #لأمم_المتحدة آنذاك، خلال اجتماع عام للمنظمة الدولية بدفع مبلغ /45/ مليون دولار أميركي كفدية في عام 2014 لتنظيم “داعش” لتحرير الإيزيديين. وهو بيان كاذب ومخزي تفوح منه رائحة النفاق، بحسب المسؤول الكردي، الذي أرسل بالمقابل رسالة احتجاج إلى #نيويورك، حيث مقر المنظّمة.

نحو /3523/ من الإيزيديين، نجوا من “داعش”، منهم قرابة /1990/ تحت سن (18) سنة.

يضيف “بوزاني” حانقاً: «الحكومات الغربية لا تتردد في دفع الفدية، بخاصّة إذا تم اختطاف أحد دبلوماسييها على سبيل المثال لا الحصر. (…) إن مثل هذا البيان يعتبر جريمة بحق الإيزيديين».

اليوم، يقول الأكراد إنهم لا زالوا يشعرون بأنهم تركوا وحيدين في مواجهة تحديين جديدين، وهما رعاية الشابات الإيزيديات اللائي لا زلن يعانين من الصدمة من جراء الاعتداء الجنسي الذي تعرضن له، وتحدي إعادة دمج “أشبال الخلافة” السابقين.

«إنهم بحاجة إلى إعادة تأهيل، لكن لا أحد يقدم لنا هذه المساعدة على الأرض، لا المنظمات غير الحكومية ولا الأمم المتحدة ولا الحكومات الأجنبية»، يؤكد بوزاني.

مع ذلك، ذكر تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، صدر في (آب/ أغسطس 2016)، أن «الدعم النفسي والاجتماعي والطبي مطلوب بشكل عاجل، خاصة لضحايا العنف الجنسي والرق. علاوةً على ذلك، يجب القيام بكل شيء للسماح للإيزيديين وغيرهم من مجموعات النازحين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية في ظروف كريمة وآمنة».

يرى “بوزاني” بأن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن العديد من هؤلاء “الجنود الأطفال” السابقين لا يزالون يشكلون خطراً. «إنهم يعرفون كيف يصنعون القنابل. أخبرني أحدهم، بعد مصافحته بقوة ثلاث مرات متتالية، أنه كان قادراً على القيام بصنع قنبلة في أقل من ساعتين، بغض النظر عن مكان وجوده».

«وربما لا يزال البعض منهم على اتصال بتنظيم “داعش”، وهذا يخيفنا. والمفارقة أنكم أيها الغربيون تخصصون الكثير من الموارد لإعادة تأهيل الجهاديين وعائلاتهم، لكنكم لا تساعدون ضحايا التنظيم»، يختتم “بوزاني” حديثه بمرارة.

اليوم، يحاول “فواز ومراد”، إعادة بناء نفسيهما من جديد، محاطين بأحبائهما. إنهم يعرفون أنها معجزة بأن يكونا من الناجين الـ /13/ فقط من كتيبتهم الصغيرة المكونة من /33/ فرداً. ويقال إن العديد من رفاقهم الشباب لقوا حتفهم إبّان معركة #الباغوز في العام 2019.

منذ تلك المرحلة المظلمة في حياتهم، لا يزال الشقيقان يحتفظان في هواتفهم ببعض الصور لأنفسهم كجهاديين، وهم لا يترددون في إظهارها، فبماذا يحلمان الآن؟

أجاب الأصغر سناً بشكل عفوي، مع موجة من الضحك، مبدياً رغبته في الهجرة إلى كندا، فيما يبدو أن الأكبر لا يزال غير قادر على تخيل مستقبله، بعد أن فقد بصره تقريباً. وتتدخل والدتهم لتقول: «لقد دمّر تنظيم “داعش” شبابهم ومستقبلهم! فهم لم يذهبوا إلى المدرسة. وفي أحسن الأحوال، سيعملون في الحقول».

خلال هذا الوقت، يستمر اكتشاف المقابر الجماعية. الكثير من التذكيرات المروعة بالمأساة التي وقعت في سنجار: مقابر جماعية مليئة بالجثث، التي يتم تشريحها من قبل مختصين من معهد الطب العدلي في #بغداد، ليتم بعدها أخذ الحمض النووي بشكل منهجي في محاولة لإثبات هويتهم.

يوجد /360/ ألف نازح إيزيدي في /17/ مخيماً بإقليم كردستان، بينما اكتشفَت /73/ مقبرة جماعية لهم حتى الآن.

كما يتم إرسال هذه المعلومات إلى فريق التحقيق الخاص للأمم المتحدة، والذي تنحصر مهمته في «جمع وحفظ وتخزين الأدلة في العراق على الأعمال التي يحتمل أن تشكل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي».

لا يزال ما يقرب من /3000/ إيزيدي في عداد المفقودين. كما لا تزال العديد من النساء والفتيات محتجزات لدى التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.

«نريد أن يعترف المجتمع الدولي بهذه المجازر على أنها إبادة جماعية، وأن تتم محاكمة هؤلاء الجهاديين على هذه الجرائم ضد الإنسانية، وأن يسنّ العراق قانوناً يعاقب من يختطف هؤلاء النساء»، يقول “بسّام”، وهو كردي يعمل على الأرض نيابة عن مكتب الإنقاذ الايزيدي. وهي قضية قدمتها للعالم #نادية_مراد، الإيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2018.

أما بالنسبة لـ “خضر”، فهو يأمل بعودة وشيكة لبناته الأربعة، اللواتي لا تزلن رهائن لدى مقاتلين في سوريا، في محيط #إدلب وقرب #حلب. ولكن مسألة عودة الأسرة إلى قريتها، الواقعة على بعد /100/ كم فقط من ملجأها الحالي، أمر غير مطروح نهائياً اليوم.

«إنها خطرة للغاية، بسبب الميليشيات الشيعية، والقصف التركي المستمر لمواقع تدعي أنها لحزب العمال الكردستاني. كما أن هناك أيضاً عناصر من تنظيم “داعش” حلقوا لحاهم ليندمجوا مع السكان. ومن المحتمل أن يكون منزلنا قد دمّر أصلاً»، يقول “خضر”. ويتوقف لبضع ثوان قبل أن يختتم: «كل كوابيسنا بقيت في قريتنا».

 

المصدر: (l’actualité)

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة