شهدت أرياف “#الحسكة” شمال شرقي #سوريا، إقبالاً هذا العام على زراعة محصول #السمسم، ذو التكاليف القليلة زراعياً، مقارنة بمحاصيل القمح والشعير والقطن، التي كانت مفضلة لدى المزارعين طوال عقود قبل 2011.

وقال “خوشناف سليمان” وهو مزارع من ريف “القامشلي” لموقع (الحل نت) إنه أنهى عملية حصد موسم #السمسم، متوقعاً أن يكون الموسم جيداً وأكثر ربحاً مقارنة بموسم #القمح، على حد تعبيره.

وأضاف المزارع أن «هناك إقبالا على زراعة السمسم في المنطقة، نظراً لارتفاع أسعاره، وانخفاض تكاليفه مقارنة مع بقية المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير وغيرها»

ولا يزال سليمان ينتظر جفاف محصوله، لكي يفرز الحبوب بعدما جمع سنابل السمسم بعد حصدها يدوياً، على قطعة من البلاستيك، أمام منزله في القرية.

وانتشرت زراعة السمسم، في قرى عديدة، بخاصة تلك القرى التي استمر فيها جريان الأنهار والجداول القادمة من الطرف التركي، خلال #الصيف، كما يقول مزارعون.

لكن أكثر المناطق، التي شهدت زراعة مساحات واسعة من السمسم، هي القرى المنتشرة على سرير نهر الجراح، الذي لم يتوقف جريانه لهذا العام، حيث يمر من بلدة تربسبيه (القحطانية).

ولا يحتاج السمسم إلى السقاية كما حال محاصيل أخرى، كما يمكن زراعته دون رش السماد، عدا أن الدونم الواحد لا يحتاج سوى 10 إلى 12 ألف #ليرة من البذار، ذلك أن كيلو بذور السمسم، اشتراه مزارعو القامشلي وريفها، خلال حزيران الماضي بنحو 8 آلاف ليرة.

وأوضح “سليمان”، أن سعر كيلو السمسم يبلغ حالياً نحو 6 آلاف ليرة، وتبدأ زراعته في أواخر شهر حزيران، وقطافه في تشرين الأول، دون الحاجة إلى تكاليف كبيرة في حال توفرت #المياه لسقايته.

وتوقع أن تتوسع مساحة زراعة السمسم في الموسم المقبل في منطقة “القامشلي”، نظراً لانخفاض التكاليف، وزيادة الصعوبات، التي تواجه المزارعين في زراعة القمح، وضعف المردود.

وأشار “سليمان” إلى أن زيادة الطلب المحلي على السمسم، خلال السنوات الأخيرة، ساهم في إقبال المزارعين على زراعة السمسم.

إطلاق مياه سد الباسل وفَّر المياه لزراعة السمسم

وذكر المهندس الزراعي “محمد إبراهيم” لموقع (الحل نت) أن «الدعم الذي تقدمه #الإدارة_الذاتية للمزارعين قليل»، على حد تعبيره.

وتابع أن «الإدارة الذاتية متخبطة في تحديد تسعيرة شراء القمح وعدم شراء الشعير، قد يدفع الكثير من المزارعين إما للعزوف عن الزراعة، أو اللجوء إلى زراعة محاصيل أخرى كالسمسم، والكزبرة، والكمون، وحبة البركة، على حساب القمح الذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية في #سوريا».

وأشار المهندس إلى أن الكثير من مالكي الأراضي، عزفوا عملياً منذ سنوات عن الزراعة، وباتوا يفضلون الشراكة مع آخرين في زراعتها لتقليل التكاليف واحتماليات الخسارة، مع تحول الزراعة بالنسبة للكثيرين إلى مغامرة، بخاصة خلال السنوات الأخيرة.

وشهدت العديد من القرى على سرير نهر الخابور جنوب “الحسكة”، إقبالاً على زراعة السمسم، بعدما بدأت الإدارة الذاتية بإطلاق مياه سد الباسل، لتوفر كميات فائضة بعد هطول كميات وافرة من الأمطار.

الإدارة الذاتية تتشدد في توزيع المحروقات!

وتوقفت، زراعة السمسم في قرى مدينة “الشدادي”، منذ 2011، لكنها عادت مع توفر المياه في نهر الخابور، وفتح بوابة سد #الباسل.

وقال “صلاح عمر”، وهو مزارع من ريف “القامشلي” الغربي، لموقع (الحل نت) إن «المزارعين يواجهون صعوبات في الحصول على المحروقات من مؤسسات #الإدارة_الذاتية، التي تتبع إجراءات روتينية، وتشديداً قبل أن تقوم بتوزيع مخصصات المحروقات على المزارعين».

وأضاف أن «مؤسسات الإدارة الذاتية، تشترط تفقُّد لجنة خاصة  للحقل، لمعاينة المحصول الزراعي، والتأكد من زراعته قبل توزيع مخصصات المحروقات للمزارع بحسب المساحة».

وأشار المزارع “صلاح عمر” إلى أن «السبب في التشديد من جانب مؤسسات الإدارة الذاتية، يعود إلى قيام بعض المزارعين ببيع ما يحصلون عليه من محروقات والاستفادة منها، دون أن يكون هناك مساحات زراعية».

ولفت إلى أن «التشديد وزيادة الإجراءات الروتينية، يعيق عمل المزارعين بالمجمل، ويجبر البعض لشراء المحروقات بأسعار أعلى من #السوق_السوداء، وبالتالي تكون هناك تكاليف إضافية».

وشهدت قرى ريف ديريك (المالكية) أيضاً، إقبالا على زراعة السمسم، رغم عدم توفر مساحات دقيقة لهذه المحاصيل الصيفية.

وكانت زراعة القمح والشعير، مصدر دخل رئيسي بالنسبة لغالبية أهالي “الحسكة”، لكن لم تعد كذلك، منذ عشر سنوات على الأقل.

ويتوقع مزارعون من المنطقة، أن يعزف الكثير من المزارعين عن زراعة القمح والشعير خلال الفترات القادمة، ويصبح السمسم أحد البدائل، التي يلجأ إليها مزارعو المنطقة، إلى جانب محاصيل عطرية وطبية وزيتية، على حساب القمح، الذي تنخفض أرباحه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.