/٥/ سنوات على وفاة “عَرّاب” إسقاط نظام “صَدّام”: هل اُغتيل”الچلَبي”؟

/٥/ سنوات على وفاة “عَرّاب” إسقاط نظام “صَدّام”: هل اُغتيل”الچلَبي”؟

عُرفَ #أحمد_الچلبي بأنه مُهَندس إسقاط نظام #صدام_حسين عبر تعاونه مع #واشنطن وحثّه لها على إنهاء حقبة حكم “صدّام” لـ #العراق عندما كان مُعارضاً له في التسعينيات.

تمر اليوم الذكرى الخامسة لوفاته عندما استفاق العراق في صبيحة (3 نوفمبر 2015) على نبأ موت “الچلَبي”: إثر سكتة قلبية حادة وسط منزله بالعاصمة #بغداد»، وفق التصريحات الرسمية.

“الچلَبي” – رجل الأعمال البارز – الذي نجح بالفعل في إقناع #أميركا بإسقاط نظام “صدّام حسين” في ربيع 2003، لم ينل مكانته السياسية التي أُريد له أن يحصل عليها في عراق ما بعد 2003.

«جاء موته مُفاجئاً»

يُفسّر الكثير من المراقبين والخبراء أن إبعاد “الچلبي” عن أي منصب سيادي بعد 2003، بالأمرٌ المتعمّد والمقصود من قبل حلفائه من الأحزاب التي كانت حليفة معه إبّان معارضة “صدّام”.

جاء موت “الچلبي” مُفاجئاً للشارع العراقي والمتابع للشأن العراقي، خصوصاً أن الوفاة تزامنت مع ظهور إعلامي شبه يومي لـ “الچلَبي” وهو يعلن عزمه الكشف عن شبكات الفساد في العراق.

إضافة إلى ذلك، فإن “الچلبي” لم يكن يعاني مطلقاً من أي عارض صحّي، ناهيك عن أنه يهتم بشكل جيد بصحته ويمارس الرياضة لمدة ساعتين يومباً، حسب الكثير من المقرّبين منه.

يبحث عن الفساد بمُثابرَة

يقول النائب السابق في #البرلمان_العراقي “أحمد المساري” إن “الچلبي”: «كان رجل اقتصاد متميز، ولديه كفاءة كبيرة في المجال الاقتصادي»، على حد وصفه في تصريح له مع موقع (الجزيرة نت).

كما يُضيف: «حينما عملت نائبا له عندما كان رئيس #اللجنة_المالية، كان “الچلَبي” مثابراً للبحث عن مصادر التزوير والفساد في العراق، ويبحث عن الجهات التي كانت تفسد في المال».

«ملف فساد العملة وبيعها في البنك المركزي كانت أبرز المواضيع التي تابعها “الچلبي”، (…) ناهيك عن امتلاكه لملفات مهمة وخطيرة جداً في هذا الموضوع»، وفق “المساري”.

كذلك فإن “الچلبي”: «كان يحذّر دائماً من انهيار الاقتصاد العراقي إذا ما استمرت الحكومة في سياستها»، يبيّن “المساري”، مُؤكّداً: «العراق اليوم نجده يعيش ما كان يحذر منه الچلبي».

«كوارث لا تُعَد»

إلى ذلك يقول اامحلّل السياسي #إبراهيم_الصميدعي إن: «أبرز محطات “الچلبي” السياسية، عندما كان في المعارضة، إذ كان يرى أن بقاء “صدّام” لفترة أطول، يعني بقاء العراق تحت عقوبات أكثر».

“الصميدعي” ينقل لـ (الجزيرة نت) عن “الچلبي” قوله قبل موته: «حاولنا أن نعيد الدولة وأن نؤسس لديمقراطية في العراق، لكن أسسنا لنظام فاسد وفاشل، ونظام حتى نظام “صدّام” كان أفضل منه».

من جهة أخرى يؤكّد “الصميدعي” أن: «مرحلة رئاسة اللجنة المالية كانت فاصلة بعمل “الچلبي”، (…) إذ تعقَّبَ من خلالها كل عقود الدولة والأموال والإنفاق العام في الدولة، ووجد كوارث لا تُعَد».

«كانت الأشهر الستة الأخيرة من حياة “الچلبي” حافلة بمقابلات تاريخية تكشف حجم الفساد في العراق»، وفق “الصميدعي” الذي يعتقد أنه: «يجب إعادة دراستها في كشف ملفات الفساد».

«لو بقي حياً لأحرجَهُم»

لافتاً: «لدي لحد الآن مدونات عندما كنت أجلس معه وأُسَجّل، لكن حينما ظهر هو سبّبَ صدمة في الرأي العام، لحجم الإنفاق، وحجم الفساد في كل التعاقدات الحكومية، وتتبع مزاد العملة، ومزاد البنك المركزي بالفلس الواحد، ووجد النهايات السائبة فيه».

قائلاً: «لو بقي “الچلَبي” على قيد الحياة؛ لأحرج الجهات القضائية والنزاهة أمام الرأي العام، رغم تعرضه لحملة شعواء عندما تقرب من ملفات الفساد، حيث تحركت ضده مؤسسات إعلامية وأموال ضخمة وتشهير فظيع».

«تركَ “الچلَبي” ملفات فساد كبيرة سُلّمَت لمرجعيات دينية وسياسية، وإلى #البنك_الدولي و #البنك_الفدرالي الأميركي، وهي موجودة، وإذا فتحت ستكون كافية لمحاسبة النظام السياسي بشكل كامل منذ 2003»، يوضّح الصميدعي”.

«جُملَة دأبَ على إطلاقها»

بدوره يؤكد عضو اللجنة المالية النيابية “أحمد حمة رشيد” أن لـ “الچلبي”: «دوراً في كشف فساد مزاد العملة، وما يخسره العراق من هذا المزاد، وعدم ارتباط مزاد العملة بالضريبة والإدخال الجمركي»، كما وردَ في تقرير (الجزيرة نت).

«سترون خلال /10/ أعوام أن الدولة تفلس ولا تستطيع دفع الرواتب»، تلك هي: «تحذيرات دأب “الچلبي” على إطلاقها في كل مناسبة يهاجم فيها اعتماد الحكومة على النفط»، كما يُبيّن “رشيد”.

يعود “أحمد المساري” ليقول إن: «ملاحقة “الچلبي” لملف فساد مزاد العملة، وتحذيره من انهيار الاقتصاد العراقي، وتركيزه على ملفات الفساد، قد تكون السبب في طريقة وفاته الغامضة».

«هُدّدَ بالاغتيال»

في السياق نفسه يُضيف “المساري” بأنّه: «يشك في أن “الچلَبي” قد تمت تصفيته باستخدام السم؛ لأنه كان يبحث في ملفات خطيرة جداً، (…) رغم أن هذا الأمر لم يثبت حتى الآن»، كما ورد في تقرير الموقع القطري.

أما “رشيد” فإنّه شدَّد بأن “الچلَبي: «كان يهتم بأموره الصحية، ولم يشتك يوماً، كان من ملامح وجهه وهندامه، يظهر بصحة تامة. وآن وفاته أصبحت لغزاً مُحَيّراً، ولحد الآن لم تستطع الأجهزة العراقية، ولا المخابرات حل هذه اللغز».

من جانبه يقول السياسي المقرّب من “الچلَبي”، #انتفاض_قنبر لـ (الجزيرة نت) إن: «ملابسات وفاة “الچلبي” حولها الكثير من الشكوك، (…) وأعتقد أنه اُغتيل، خاصة أنه تلقى تهديدات وتلميحات كثيرة من بعض الشخصيات السياسية وقتها».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.