لا يزالُ تنظيم #داعش يُنفّذ عشرات الهجمات شهرياً ولديه أكثر من 85 مليون يورو نقداً. فربما يكون التنظيم قد ضعف، لكنه ما زال حياً ويُشكّل تهديداً مباشراً.

وإن كان قد فقد دولة «خلافته» على الأرض بين سوريا والعراق في ربيع عام 2019، فإنه لم يُقضى عليه حتى الآن، ويواصل الضرب بتكتيكاتٍ جديدة، بينما يُحرّض أنصاره على الهجوم في الخارج، في بلدانهم، وفقًا لتقرير المفتش العام للقوات الأميركية للتحالف المناهض لتنظيم داعش.

فالتنظيم يواصل تمرداً منخفض المستوى في كل من العراق وسوريا، وهو ولا يزال يشكل تهديداً إرهابياً، سواء في هذين البلدين أو على مستوى العالم. وإن كان قد هُزِم على الأرض وبدت قيادته ضعيفة، فإن رجاله يحاولون استعادة الأرض ومواصلة دعم أعمال العنف في الخارج.

اغتيالاتٌ دقيقة الهدف

في سوريا، يتركّز أنصار «داعش» في الصحراء الجنوبية، وكذلك في مناطق دير الزور في الشرق، وحلب في الشمال، وإدلب في شمال غربي البلاد. فهم لم يعودوا قادرين على شنّ هجماتٍ كبيرة ضد #قوات_سوريا_الديمقراطية، أو حتى ضد قوات الجيش السوري النظامي.

لكن في المقابل، يمكن للتنظيم مضايقتهم بزرع ألغام بحِرَفيّة وتنفيذ اغتيالات تستهدف المسؤولين المحليين الذين يُعتَبَرون “كفاراً” أو جواسيس بنظر جهاديي التنظيم.

ويستخدم «داعش» نفس التكتيكات في العراق المجاور، لاسيما في محافظات #ديالى #كركوك #الأنبار. وفي المجموع، سُجّل أكثر من 350 هجمة نفذها التنظيم من هذا القبيل بين شهري حزيران وأيلول من العام الجاري. ويُقدّر عدد مقاتلي التنظيم، الذين يتوزعون بين كل من سوريا والعراق، بنحو 10 آلاف مقاتل.

أفرادٌ منعزلين

برغم كل ما سبق، ووفقاً للاستخبارات العسكرية الأميركية، لم يعد «داعش» قادراً على تنظيم وتوجيه هجمات واسعة النطاق في الدول الغربية. فقادة التنظيم، الذين كان بإمكانهم فعل ذلك في الماضي، تتم اليوم مطاردتهم وتصفيتهم، وهم منشغلون في إيجاد مخبأ لهم في سوريا والعراق، ولم يعد بإمكانهم سوى توجيه نداءات عامة لفروعهم الموجودة في أماكن أخرى من العالم لضرب الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

لكن التنظيم «لا يزال يريد إظهار قدرته على الوصول إلى الغرب»، كما يشير تقرير المفتش العام للقوات الأميركية للتحالف المناهض لـ «داعش»، فهذا التنظيم الإرهابي يعتمد قبل كل شيء على “الأفراد” الذين يحاول “إلهامهم واستغلالهم”.

وقد يكون قطع رأس المدرّس الفرنسي #صموئيل_باتي في ضواحي باريس في 16 تشرين الأول المنصرم، أو اغتيال ثلاثة أشخاص في #كنيسة_نوتردام في مدينة #نيس الفرنسية في 29 من الشهر ذاته، من عواقب التكتيكات الجديدة للتنظيم.

أما من الناحية المالية، فقد عانى «داعش» بسبب الهزائم المتتالية التي مُني بها، لكنه لم يستنزف ثروته تماماً، فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، صادرت قوات التحالف الدولي عشرات الملايين من الدولارات.

وبدون أراضي يفرض سيطرته عليها، جفّ دخل تنظيم داعش بشكل كبير، لكن في المقابل، لا يزال يمارس الابتزاز ويحصل على عائدات من النفط وربما الاتّجار بالتبغ، وعمليات الخطف وطلبِ الفدية. كما أنه لا يزال يتلقّى التبرعات.

ولا يزال الوسطاء قادرين على نقل الأموال بين العراق وسوريا. وتسمح الشبكات، لاسيما من خلال نظام الدفع التقليدي غير الرسمي عبر الحوالات، بإرسال الأموال إلى الخارج عبر تركيا.

وفي المجموع، تُقدّر احتياطيات التنظيم النقدي (الكاش) بنحو 100 مليون دولار (أي نحو 85 مليون يورو). وهو مبلغ قريب لما قدّرته الأمانة العامة للأمم المتحدة في أحد تقاريرها.

 

المصدر: (Libération.fr)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.