خاص ( الحل نت) / باريس

انطلقت في العاصمة الفرنسية #باريس فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان Syrien n’est fait التي تستمر من 9 ولغاية 11 كانون الأول الجاري، و يعنى المهرجان بتقديم المنتج الثقافي والفني السوري المعاصر بحسب البيان الصحفي الذي رافق انطلاقته، والذي تلقى (الحل نت) نسخة منه، كما أنه يعمل على تقديم الفنون الملتزمة بقضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

تأتي الدورة الخامسة من المهرجان ضمن الظروف الصحية الاستثنائية التي تمر بها #فرنسا ومعظم دول العالم والمرتبطة بانتشار فايروس كورونا، وما رافقه من إجراءات صحية احترازية وإغلاق أماكن التجمع العامة.

لذلك اتخذ القائمون على المهرجان خيار العمل على تقديم نسخة افتراضية بالكامل، على أن تشمل معظم الفعاليات الفنية والثقافية التي كان يقدمها المهرجان خلال دوراته السابقة، من معارض تشكيلية وحفلات موسيقية وندوات وعروض سينمائية ومسرحية.

موضوعة المهرجان

اختار المهرجان لهذه السنة موضوعة العدالة والتوثيق لمقاربتها من خلال فعالياته، في محاولة للتذكير بمطلب العدالة لضحايا الصراع الدائر في سوريا من معتقلين ومختطفين وقتلى وضحايا التعذيب، وغير ذلك من الانتهاكات التي عرفتها ساحة الصراع في سوريا خلال السنوات العشر الماضية.

من جهتها مُنسقّة فريق عمل المهرجان إيملين هاردي أكدت خلال فعاليات الافتتاح التي نقلتها صفحة المهرجان عبر فيس بوك وتطبيق زووم أن :” اختيار تنظيم هذه النسخة الافتراضية، أتى للتأكيد على أهمية مواصلة الحديث وطرح المسألة السورية، خاصة مع تراجع الاهتمام بها نتيجة طول فترة الحرب.”
كما أضافت :” إن هذه النسخة الافتراضية بالكامل اليوم ربما تشكل صدى لحياة السوريين، الذين لعبت وسائل الاتصال دوراً مهماً في حياتهم خلال السنوات الماضية، ومن خلالها واصلوا متابعة نقاشاتهم وأفكارهم وحتى أخبارهم الشخصية سواء داخل سوريا أو في منافيهم.”

بدورها قدمت مُنسقة الفريق جاد كحَّالة خلال مداخلتها عرضاً للموقع الإلكتروني الذي تبث من خلاله فعاليات المهرجان، وهو موقع الكتروني مستقل انطلق ليواكب فعاليات هذه السنة، كما أنه يضم أرشيف الفعاليات التي جرت خلال الدورات السابقة من المهرجان.
كذلك أضافت كحّالة في حديثها :” رغم الظروف الصحية الاستثنائية حاولنا الحفاظ على برنامج غني ومنوع، من خلال تقديم مجموعة من الأفلام الوثائقية السورية، والندوات الافتراضية مع عدد من الباحثين والمختصين، إضافة للمعارض والحفلات الموسيقية والعروض المسرحية.”

الموقع الإلكتروني والعروض الدائمة

تبنى القائمون على المهرجان تصميم موقع إلكتروني متصل بموضوع هذا العام أي “العدالة والتوثيق”، وحفظ ذاكرة السوريين حول مجريات الأحداث في بلادهم، فأتت تصنيفات الموقع بأسماء شخصيات من الوسط الثقافي والفني والحقوقي السوري كان لها رمزيتها خلال السنوات السابقة، فعلى سبيل المثال في صالة تحمل اسم المسرحي السوري المعتقل زكي كورديللو وابنه الممثل المعتقل مهيار كورديللو، ستعرض مسرحية وقائع مدينة لا نعرفها لوائل قدور ومحمد آل رشي، والتي تحاكي مجريات قصة حقيقية وقعت في دمشق صيف العام 2011.

أما في صالة نور حاتم زهرة سيقدم المهرجان معرضين فنييين، وزهرة هو الشاب الذي عُرفَ بلقب “الرجل البخاخ” بعد تنفيذه مجموعة من الأعمال الفنية على الجدران، ما أدى إلى اعتقاله ومقتله تحت التعذيب.

وفي تصريح له لموقع الحل نت حول معرض “فن الشارع” يشير الفنان التشكيلي تمام العمر وهو المدير الفني للمهرجان هذا العام إلى أن المعرض :” يحاول تسليط الضوء على فن الشارع أو ما يعرف ب Street art وهو فن لم يكن يحظى بالاهتمام في سوريا ما قبل 2011، إلا أنه استطاع تثبيت مكانته خلال السنوات الماضية على أيدي نشطاء هواة وفنانين محترفين.”

يضيف العمر : ” إن الهدف من الأعمال المعروضة هو سرد التطور الفني الذي عرفه فن الشارع، وإظهار التراكم الذي حققته التجربة، من ناحية الأساليب والتقنيات وحضور الألوان، كذلك من ناحية الرسائل التي تحملها هذه الأعمال والتي تجاوزت في كثير من الأحيان المسألة السورية ولم تقتصر عليها، إنما تقاطعت كذلك مع أحداث وتجارب عالمية سواء فنياً أو سياسياً.”

من جهتها الفنانة والمسرحية مارجوري دوبريه تحدثت خلال الافتتاح عن معرض “غزل في قلب الإبداع”، وهو معرض متعدد الوسائط يجمع التصوير الفوتوغرافي والفيديو والتسجيل الصوتي، ويواكب مراحل تنفيذ العرض المسرحي الذي تعمل على إنجازه ويحمل اسم “غزل”، وتضيف دوبريه أن المعرض يواكب تفاصيل من حياة وشهادات مجموعة من النساء السوريات في رحلة لجوئهن، كما أنه يسلط الضوء على الدور الذي لعبنه في السياق العام للأحداث في بلادهن، ويعالج فكرة :”لا مرئية النساء في الفضاء العام سواء في الوطن أو في المنفى كنقطة أساسية في العمل.”

الأفلام والندوات والحفلات

يعرض خلال أيام المهرجان ثلاثة أفلام وثائقية تقدم نظرةً عامةً عن المنتج الثقافي السوري على صعيد الأفلام الوثائقية، كما أنها تحاكي موضوع المهرجان حول التوثيق، وبالتحديد ما يتعلق بتوثيق أثر الحدث السياسي والواقع الاقتصادي والاجتماعي على حيوات الناس باختلاف انتماءاتهم، واختار برنامج المهرجان تقديم فيلم “ست قصص عادية” للمخرج ميار الرومي، وفيلم “بعدا عمتسجل” للمخرجين غياث أيوب وسعيد البطل، وفيلم “طريق البيت” للمخرج وائل قدللو، وسيعرض فيلم الأنميشن “سليمى” للمخرج جلال الماغوط.

كما يقدم المهرجان ثلاثة ندوات افتراضية وستكون متاحة بشكل دائم عبر موقعه الرسمي، حيث تطرح الندوة الأولى عنوان السينما والتوثيق في #سوريا، في محاولة لربط المنتج السينمائي الوثائقي أو حتى فيديوهات الهواة من النشطاء مع السياق السياسي الذي تعيشه سوريا منذ 10 سنوات، وقراءة الفوارق بين المراحل المختلفة للصراع الذي كانت الفيديوهات أهم شاهد عليه، سواء كانت مشغولة من قبل هواة أو محترفين.

كذلك تقرأ الندوة الثانية واقع الحركة المسرحية السورية منذ عام 2000 وحتى الوقت الحاضر، مع التركيز على أثر الصراع والعنف السياسي واللجوء على المنتج المسرحي في #سوريا ما بعد عام 2011.

فيما تأتي الندوة الثالثة بعنوان “العدالة والمسؤولية” وفيها يعالج مجموعة من الحقوقيين والمختصين، مسألة التقارير الحقوقية المتعلقة بالانتهاكات المرتكبة في #سوريا، والمحاكمات التي بدأت في ألمانيا والتي تتطرق لملف جرائم الحرب في سوريا، وإمكانية محاكمة مجرمي الحرب في الدول الأوروبية.

خلال أيام المهرجان الثلاثة تُعرض مجموعة من الحفلات الموسيقية المباشرة، والتي يقدمها مجموعة من الفنانين والموسيقيين، حيث تقدم فرقة “The last Postman” التي تأسست في استانبول ويقيم أفرادها في برلين الآن حفلة موسيقية، كما يقدم الموسيقي السوري أنس مغربي من برلين حفلاً موسيقيا يقدم فيه منتجه ومجموعة من أعماله الموسيقية، فيما سيجمع اليوم الأخير بحفلة مشتركة من باريس المغني الفلسطيني السوري أبو غابي ومغني الراب الفلسطيني أسلوب، وفيها يواصل الثنائي مشروعهما الذي بدأ عام 2019 في مزج الراب بالإنشاد الصوفي والموسيقا التقليدية والمقطوعات الشعرية.

كذلك يقدم تجمع نفس آخر ما أنتجه على صعيد الرقص وفنون الآداء من خلال عرض يحاكي فكرة العزلة وانعكاساتها على الجسد والروح من خلال عرض بعنوان In motion.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.