طلبت حكومة #إقليم_كردستان العراق رسمياً من #التحالف_الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، نشر مراقبين لتسيير دوريات على حدودها مع شمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

وبحسبِ مسؤولين أكراد، فإن #مسرور_بارزاني، رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان، قدّم الطلب إلى وزير الخارجية الأميركية #مايك_بومبيو في مكالمةٍ هاتفية أمس الثلاثاء، ورفض المسؤولون التعليق على رد فعل “بومبيو”، وفقاً لموقع (المونيتور) الأميركي.

من جانبه، أوضح نائب مدير مكتب “بارزاني” “عزيز أحمد” أن تمركز القوات الأميركية حول معبر #فيش_خابور الحدودي، وهو مركز الإمداد الرئيس لقوات التحالف المتمركزة في شمال شرقي سوريا، تخدم عدة أغراض، بما في ذلك التحقق بشكل مستقل من أيّة عمليات تهريب على طول الحدود.

كما اعتبر “أحمد” أن تلك الخطوة ستكون مفيدة أيضاً لحكومة إقليم كردستان وحليفتها الإقليمية الرئيسية، تركيا. مؤكّداً أن المراقبين سيمنعون حزب العمال الكردستاني من نقل الرجال والإمدادات من قواعده في شمال العراق إلى مناطق (قسد) في سوريا.

مُضيفاً أن وجود الأميركيين «كوسطاء نزيهين» سيحمل وحدات حماية الشعب الكردية السورية، المدعومة من الولايات المتحدة، مسؤولية قطع العلاقات مع #حزب_العمال_الكردستاني.

من جهته، قال مسؤول كبير من قوات سوريا الديمقراطية، أكبر حليف للولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم #داعش، إن قيادة (قسد) لم تكن على علم باقتراح “بارزاني”. وفق (المونيتور).

مؤكّداً أن هذه المسألة لم يجري الحديث عنها مع التحالف أو حكومة إقليم كردستان حتى الآن، «لكننا نرحب بهذه المحادثة».

دعوة حكومة الإقليم جاءت في أعقاب اشتباكاتٍ وقعت الأسبوع الماضي جنوب (فيش خابور) بين قوات البيشمركه ومقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، وأسفر عن سقوط جرحى من الجانبين.

وطُرِحت الفكرة لأول مرة على الأميركيين من قبل المسؤولين الأكراد العراقيين في شهر تشرين الأول 2019، عندما هاجمت القوات التركية شمال شرقي سوريا، واستولت على أجزاء كبيرة من الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.

وشعر حينها مسؤولو حكومة إقليم كردستان بالقلق من أن القوات التركية سوف تنتشر على الحدود العراقية وتتحرك إلى الجانب العراقي من الحدود، ما يؤدي فعلياً إلى قطع الوصول بين الجانبين كما هو الحال منذ فترة طويلة.

وبالتالي، فإن انتشار قوات التحالف في منطقة (فيش خابور) من شأنه أن يساعد في إبعاد الأتراك، وبالمثل، فإن قوات الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين وكذلك الميليشيات الشيعية العراقية المدعومة من طهران ستبقى بعيدة وفي مأزق.

وتواصل تركيا مهاجمة حزب العمال الكردستاني في العراق، ووحدات حماية الشعب في سوريا، وتعتبرهم جميعاً «إرهابيين». فالأول مدرج في قائمة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، بينما وحدات حماية الشعب، التي تثير غضب تركيا، ليست كذلك.

ويقول “آمد حسن محمد”، وهو كادر تركي كردي مسؤول في حزب العمال الكردستاني، إنهم كانوا يحاولون الوصول إلى جبل “جار” في منطقة #دهوك بكردستان العراق، حيث يُعرف بوجود قواعد للحزب هناك.

فيما أكّد آخر، وهو كردي من حلب، إنه تلقى تعليمات من “رفاق” بمغادرة شمال شرقي سوريا، لأن عملهم ضد تنظيم داعش “انتهى”، و”بالعودة إلى الجبال”.

ويتناغم هذا مع تعهّد قوات سوريا الديمقراطية بتقليل عدد كوادر حزب العمال الكردستاني في شمال شرقي سوريا، كجزء من جهدٍ تقوده واشنطن لمعالجة المخاوف الأمنية التركية.

ولعبت التدخلات العسكرية التركية المتكررة عبر كردستان العراق، دوراً رئيسياً في تصاعد التوترات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني وحزب العمال الكردستاني.

حيث تدفع الضربات الجوية والعمليات البرية التركية حزب العمال الكردستاني إلى الخروج من أراضيه التقليدية التي تمتد على طول الحدود الجبلية بين إيران والعراق مع تركيا وإلى عمق أعمق في الأراضي التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردستاني.

واضطر آلاف المدنيين المحاصرين في مرمى النيران إلى إخلاء قراهم، في حين لقي عشرات آخرون مصرعهم في هجمات بطائراتٍ تركية دون طيار، ما زاد الضغط على إدارة حكومة إقليم كردستان وسط غضب شعبي متزايد من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية.

وفي الوقت نفسه، يتم الضغط على حزب العمال الكردستاني لمغادرة مناطق الإدارة الذاتية تماماً، كما يتعرض للضرب في تركيا وكردستان العراق، في حين تتعرض قوات سوريا الديمقراطية للهجوم من تركيا وحلفائها من المعارضة السورية في عين عيسى.

وإن لم تستأنف تركيا محادثات السلام مع الأكراد، والتي انهارت وسط تبادل الاتهامات في عام 2015، فإن هذه اللعبة الدموية المتمثلة في ضرب حزب العمال الكردستاني ستستمر، وستترك قوات سوريا الديمقراطية والحزب الديمقراطي الكردستاني في الوسط. وتكافح واشنطن لإيجاد أرضية مشتركة بين الثلاثة.

وبالتالي، فإن نشر قوات التحالف على طول الحدود العراقية السورية، يمكن أن يقطع شوطاً نحو التخفيف من التداعيات وإذابة التوترات بين الأكراد أنفسهم، وهذا، على أي حال، يبدو أنه ما يريده بارزاني. وموقف واشنطن من هذه المسألة لا يزال غير معروف.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.