قبل وقتٍ طويل من مقتله على يد الكوموندوز الأميركي عام 2019 الماضي، أمر زعيم التنظيم #أبو_بكر_البغدادي بتغطية مناطق خلافته المزعومة في سوريا والعراق بألغامٍ متفجرة مميتة مهيأة لذبح الآلاف بعد رحيله.

لكن فريقاً من المحاربين العسكريين السابقين في المملكة المتحدة متخصص في مجال التخلص من القنابل وفرق البحث المحلية، بقيادة خبير سابق في التخلص من القنابل، موجودون اليوم داخل الأراضي السورية، ويعملون على نزع فتيل هذه القنابل والألغام.

وبحسب صحيفة (ميرور) البريطانية، أخذ هذا الفريق على عاتقه مهمة مرعبة تتمثّل في التخلص من مئات الآلاف من ألغام تنظيم #داعش المدفونة شديدة الانفجار في الموقع الصحراوي، الذي يحتوي على أحدث دفعة من الألغام التي سيتم التخلص منها.

لكن بالنسبة للرائد السابق في القوات الخاصة البريطانية “كريس هانتر” أحد “خبراء الألغام” الأكثر خبرة في المملكة المتحدة، هو يوم آخر في العمل، فمهمته الشخصية هي تفكيك كل لغم يكتشفه، ويقول إنه يشعر “بالسلام” عند القيام بذلك.

ويعمل فريق إزالة الألغام البريطاني اليوم في منطقة روجافا، التي تسيطر عليها #قوات_سوريا_الديمقراطية المدعومة من الغرب بقيادتها الكردية، والتي دفعت بتنظيم داعش إلى العمل السري.

لكن الألغام التي خلفها التنظيم ورائه، مخبأة في جميع أنحاء شمال شرقي سوريا، في انتظار الكشف عنها وتفكيكها قبل أن تفتك بالناس.

مهمةٌ ضخمة وصعبةٌ للغاية

دُفِنت قنابل VS-500، القائمة على ألغام إيطالية ومعبأة بـ 33 رطلاً من نترات الأمونيوم، في أحزمةٍ طولها 30 ميلاً عبر سوريا لحماية معاقل تنظيم داعش، كما دُفِنت عبواتٌ ناسفة أخرى بدائية الصنع مغلّفة بالمعدن ومعبأة بالمتفجرات وقادرة على تفجير الصفائح المعدنية بسرعة تفوق سرعة الصوت لإصابة أهداف بشرية.

يقول الرائد “هانتر” البالغ من العمر  47 عاماً وهو من قدامى المحاربين في #العراق والذي حصل على وسام #الملكة_جالانتري، أثناء مسحه صحراء الجزيرة الشمالية: «من المحتمل أن يكون حزاماً ضخماً من العبوات الناسفة، ونحن بحاجة إلى إزالته حتى يتمكّن المزارعون من العودة إلى منازلهم، لقد تم إنتاج هذه العبوات الناسفة من قبل النساء والأطفال رغماً عنهم، وزُرِعت هنا على نطاق صناعي للقتل وخلق الخوف».

ويقع هذا الحزام المتفجر، الذي تم زرعه في روجافا في وقت كان يستعد فيه تنظيم داعش لهجمات مضادة قبل ثلاث سنوات، في حزام صحراوي من مسارين يمتد من أطراف مدينة #الحسكة باتجاه منطقة #سنجار، التي شهدت إبادة تنظيم داعش الجماعية للإيزيديين عام 2014.

ويعمل هذا الفريق، الذي تستخدمه منظمة ITF غير حكومية ومقرها في سلوفينيا، من داخل سوريا في مقر آمن لم يكشف عنه، ويكتشف السكان المحليون المدربون هذه القنابل والألغام، ويحددون موقعها المشتبه به ويقومون برسم خرائط المناطق قبل انتقال فريق “تقنيات القنابل” البريطاني.

ويقول “روب وود” وهو خبير في صناعة القنابل في المملكة المتحدة: «تنظيم داعش ذكي! ففي بعض الأحيان، يضع جهاديوه أفخاخاً لتقنيات القنابل، ويزرعون أجهزة مضادة إذا ما حاول أحد تفكيكها، نحن نقوم بفك الجهاز ببطء، ونعمل على تحديد مكان القنابل، ونصنع تدريجياً ممرات استكشافية ومسارات آمنة إلى حزام العبوات الناسفة».

في عام 2013، ملأ تنظيم داعش فراغ السلطة الذي خلفته الفصائل المتحاربة، حيث اقتحم سوريا والعراق وأخضع الملايين لحكمه. وقد تراجعت قوته أمام قوات سوريا الديمقراطية، لكن التنظيم زرع ما يصل إلى 285000 عبوة ناسفة في جميع أنحاء سوريا.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.