رغم مرور أكثر من سبعة عشر عاماً على تغيير النظام السياسي في العراق، إلا أن الحكومات العراقية المتتالية لم تتمكن من تلبية أدنى احتياجات المواطنين، مما قد يعرّض النظام السياسي العراقي إلى الانهيار في أية لحظة، خصوصاً في ظل الصراع الإيراني الأمريكي في البلاد.

“الشريف علي بن حسين”، السياسي العراقي، وحفيد العائلة الهاشمية، التي حكمت العراق خلال فترة النظام الملكي، خرج مؤخراً بتصريح ملفت، وهو أن «النظام السياسي الحالي، الذي يحكم البلاد، سيسقط قبل نهاية فصل الصيف المقبل».

وأوضح “بن حسين”، في تصريح صحفي، أن «النظام السياسي الحالي سيسقط، لأنه فاشل وعاجز عن توفير قوت يوم المواطنين والموظفين».

وأضاف أن «الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي يمرّ بها العراق، في الوقت الحالي، تمثل العد التنازلي للنظام السياسي الحالي، والأيام المقبلة ستشهد انهيار هذا النظام تماماً».

 

تحذير سني

“أثيل النجيفي”، القيادي في “الجبهة العراقية”، التي تمثّل المكوّن السني، حذّر بدوره من «انهيار النظام السياسي العراقي الحالي، خلال عام 2021، في حال استمرار الطبقة السياسية، المسيطرة على الحكم، بالعمل على نفس الوتيرة، التي تخدم مصالحها».

ويؤكد “النجيفي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «عام 2021 سوف يشهد تغييراً هائلاً بالنظام السياسي الحالي، خصوصاً في حال قررت بعض الاطراف السياسية العراقية مقاطعة الانتخابات المقبلة، مما سيضعف مصداقية العملية الانتخابية المنتظرة».

ويوضح أن «الخطر الاكبر هو بقاء النظام السياسي الحالي على ما هو عليه، دون إعادة النظر به، وإصلاحه من قبل الأطراف المشاركة به».

 

عجز ومخاوف من الفوضى

“إياد العنبر”، أستاذ العلوم السياسية والخبير الاستراتيجي العراقي، يتحدث عن «ثلاثة ظروف، قد تعجّل من انهيار النظام  السياسي الحالي».

“العنبر” يقول، في حديثه لـ«الحل نت»، إن «هذا النظام عاجز عن أداء أية وظيفة متعارف عليها، ضمن أدبيات الأنظمة السياسية، وتقتصر فعاليته على توفير البيئة المناسبة لمصالح الأحزاب السياسية، التي ما تزال متمسّكة به، كما أن أي دعوة سياسية لإنهاء هذا النظام، من قبل السياسيين المكرّسين، لا يمكن التعويل عليها، لأن الطبقة السياسية الحالية لن تجد نظاماً يخدم مصالحها، مثل الذي يحكم العراق الآن».

ويتابع حديثه بالقول: «النظام، على أرض الواقع، منقطع تماماً عن المجتمع، ولا يتواصل إلا مع زبائنه المستفيدين منه، وهم جمهور الأحزاب السياسية، الذين لا ينتمون للدولة»، حسب تعبيره.

وبيّن أن «نقطة إعلان وفاة هذا النظام لم تحن بعد، وقد لا تتحقق إلا بتحقق واحد من ثلاثة احتمالات: إما تحقيق الإصلاح الداخلي؛ أو حدوث انقلاب سياسي، من داخل المنظومة السياسية نفسها، عبر إعادة النظر ببنية النظام؛ أو خلع النظام عبر تدخّل الخارجي، مبني على رغبة الدول الكبرى والإقليمية بالتخلص منه».

من جهته يؤكد “محمد الدراجي”، عضو #مجلس_النواب_العراقي، أن «النظام السياسي العراقي سينهار بسبب الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد».

وذكر “الدراجي”، في تغريدة عبر منصته بموقع “تويتر”، أن «المتحكّمين بالوضع في العراق منشغلون بالعلاقة مع أميركا، وتفصيل قانون الانتخابات على مقاسهم».

ويضيف: «اسمعوا صوتي: إن انهيار النظام السياسي وما تبقى من الدولة، سيكون بسبب انهيار الوضع الاقتصادي والمالي، وفق الأداء الاقتصادي الحالي، والبلد ذاهب إلى الفوضى»، حسب تعبيره.

 

الانهيار ضرب من الخيال

ويدافع النائب “محمد المنصوري”، عضو “تحالف الفتح”، المقرّب من #إيران، عن النظام السياسي العراقي، قائلاً إن «سقوط النظام وانهياره ضربٌ من الخيال».

ويؤكد “المنصوري”، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الحديث عن سقوط النظام السياسي يمثّل وجهات نظر شخصية، وتحقيقه ضرب من الخيال، والأمل معقود على الانتخابات المبكرة، التي ستشهدها البلاد في حزيران/يونيو 2021، والتي ستأتي بوجوه جديدة، وحكومة نأمل أن تقوم بمعالجة الازمات، التي تمرّ بها البلاد».

إلى ذلك يعتبر “أيوب الربيعي”، عضو مجلس النواب العراقي، ، الحديث عن انهيار النظام العراقي «سياسياً ومقصوداً، لأن هذا الأمر سيقود البلاد إلى الفوضى».

ويوضح “الربيعي”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «ما يقال يمثل رسائل ذات محتوى سياسي، وليس نابعاً عن تحليل منطقي للأوضاع».

واختتم حديثه بالقول: «العراق يمرّ بأزمات متعددة وقاسية، وخاصة في الملفين المالي والاقتصادي، ولكنها لن تقود إلى انهيار النظام السياسي، لأن تداعيات ذلك تعني الفوضى».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة