خاص/ متابعات

تسيطر حالة من التوتر على محافظة #السويداء منذ مطلع الأسبوع، وذلك على خلفية الإهانة التي تلقاها شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري من قبل رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية لؤي العلي، وفي التفاصيل طلب الهجري عبر الهاتف من العلي العمل على إطلاق شاب من السويداء كان اعتُقل في محافظة #حمص، إلا أن العلي ردّ بطريقة مهينة على الشيخ، بحسب ما أكّدت مصادر محلية للحل نت.

بعد هذه الحادثة شهدت بلدة #قنوات مقرّ الشيخ الهجري توافد وفود شعبية وشخصيات اجتماعية من مناطق مختلفة في السويداء، إضافة لوفود قادمة من مناطق #جرمانا و #صحنايا في ريف دمشق وجبل الشيخ لتؤكد على تضامنها مع الشيخ الهجري، ورفضاً لما اعتبروه تجاوزات من قبل السلطة.

ما حصل دفع بالسلطات السورية للسعي إلى التهدئة، خاصة وأن السويداء شهدت تجمّعات محدودة مزّقَ خلالها محتجون صور الرئيس السوري بشار الأسد مطالبين إياه بالاعتذار عن الحادثة، لذلك وصل إلى مقر الشيخ الهجري، أمس الأربعاء، وفد مكون من محافظ السويداء وأمين فرع الحزب وقائد شرطة السويداء في محاولة للتهدئة، إلا أن مصادر مقربة من الحدث أكّدت للحل نت أن هذه المساعي لم تصل إلى نتيجة، مع إصرار الشيخ الهجري والأهالي وبقية المشايخ المقربين منه على الاعتذار الرسمي ونقل العميد العلي من السويداء.

بينما أظهر تسجيل بثته شبكة السويداء 24 المحلية أحد قادة الفصائل المحلية وهو يندد بالحداثة أمام الوفد الرسمي، ويطالب بالاعتذار من الشيخ، مهدداً بالتصعيد إذ قال: “الجبل لم يتحرك بعد، وبكلمة يتغير الأمر !” في إشارة منه إلى ضرورة الاعتذار وإلا سيلجأ الأهالي إلى التصعيد.

إلى ذلك ألقى مجهولون قنبلة صوتية على ساحة دار شيخ العقل الثاني يوسف جربوع الكائنة في مدينة السويداء، غير أن الأضرار اقتصرت على الماديات ولم يسجل وقوع ضحايا، بينما طالب الشيخ جربوع الجهات الرسمية بفتح محضر تحقيق كي يأخذ القانون مجراه بحسب ما أكّدَت مصادر مقرّبة من مشيخة العقل في السويداء.

في السياق تداول نشطاء من مدينة السويداء أنباء عن محاولة السلطات السورية التدخل بشكل أكبر على خط الأزمة التي تشهدها المحافظة، وذلك في سبيل إيجاد حل يحفظ ماء وجه السلطة، ويرضي الأهالي المحتجين لإهانة واحد من شخصياتهم الدينية بهذه الطريقة.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء كغيرها من المحافظات السورية الواقعة تحت سلطة الحكومة السورية تشهد خروقات وتعديات دائمة من قبل مسؤولين وقادة أمنيين بحق الأهالي، إذ سبق لأهالي السويداء أن اتهموا بشكل مباشر فرع الأمن العسكري باغتيال الشيخ وحيد البلعوس مؤسس حركة رجال الكرامة في أيلول عام 2015، يضاف إلى ذلك سوء الأحوال المعيشية التي تعانيها المحافظة والتي أدت لخروج الاحتجاجات فيها أكثر من مرّة وآخرها كانت حملة بعنوان “بدنا نعيش”، كذلك تشكل المسألة الأمنية ونشاط عصابات الخطف واحدة من أكبر المشاكل التي يعاني منها الأهالي، ويحملون مسؤوليتها بشكل مباشر للحكومة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.