“ملكة الشيخ”.. لاعبة كاراتيه تتحدى العادات والتقاليد وتحقق المراكز الأولى في البطولات

“ملكة الشيخ”.. لاعبة كاراتيه تتحدى العادات والتقاليد وتحقق المراكز الأولى في البطولات

تُعد “ملكة طلال الشيخ”، واحدة من الفتيات القلائل اللواتي اقتحمن مجال الرياضة الذي كان ولا يزال في كثير من أنشطته حكراً على الرجال، وخاصة في مجتمع لا تزال تهيمن عليه عادات وتقاليد صارمة.

وحازت “ملكة” على المركز الأول لبطولة الكاراتيه على مستوى الجمهورية، كما حصدت المركز الأول لأكثر من 25 جائزة على مستوى المحافظة وإقليم الجزيرة.

ورغم الحرب التي تعصف بسوريا منذ ما يقارب العشر سنوات، لا تزال الكثير من الأنشطة الرياضية النسائية مستمرة، وتقول “ملكة” لـ(الحل نت): «المرأة مُقيدة ومُغيبة في أغلب الألعاب الرياضية وخاصة في رياضة الكارتيه، ودورنا الأساسي اليوم يكمن في سعينا لإثبات قدرتنا على الإبداع مهما كان الثمن، فنحن النساء قادرات على صناعة التاريخ والإنجازات في هذه اللعبة».

وعن بداياتها قبل خمس سنوات تقول “ملكة”(16 عاماً): «كنت أبحث عن لعبة رياضية تجمع بين المهارة الحركية والذهنية، ومارست العديد من الرياضات الممتعة حتى وجدت نفسي في الكاراتيه، كونها تعزز الأخلاق العالية وتهذب النفس وتنمي المهارات والخفة، لذا بدأ شغفي بممارسة اللعبة يكبر، وكوني طالبة مدرسة فقد كنت أحاول أن أنتهز فرص الإجازات الصيفية في الالتحاق بالأندية التي تختص بتدريب الكاراتيه».

وتضيف: «لعبت باسم عدة نوادي، ومنها “نادي الجهاد”، و”مركز القامشلي التدريبي”، و”نادي القامشلي”، وأكاديمية “ريزان” للفنون القتالية، ونادي “روج آفا”، وشاركت في البطولة العام الماضي على مستوى الجمهورية تحت إشراف مدربي الخاص “ريزان شيخموس” ونلت المراكز الأولى في كل بطولاتي».

رياضة وفن

إلى جانب الكاراتيه تتقن “ملكة” رياضات أخرى وتُمارسها وشاركت في بطولاتها وفازت بالمرتبة الاولى فيها أيضاً، فتقول: «أمارس لعبة “الكيوكو شنكاي” وشاركت في عدة بطولات للتايكوندو ونلت المراكز الأولى في الدورات الرياضية التي كانت تقيمها رابطة الرياضيين الكورد لشمال شرقي سوريا».

كما تتقن “ملكة” العزف على آلة الكمان وتجيد الغناء، فيما تؤيد الطالبة نشر لعبة الكاراتيه في المدارس، وتضيف: «اللعبة ترفع من مستوى تحصيل الطالبة العلمي، كذلك ترفع مستوى الإبداع والدقة والتركيز، علاوة على ذلك، تُهذب الطالبة وتعلمها الانضباط وتحقيق الهدف بالإصرار والمثابرة، كلها مهارات تكتسبها اللاعبة من خلال ممارستها للعبة الكاراتيه».

وعن الصعوبات التي واجهتها تقول “ملكة”: «الدراسة تحتاج لوقت منظم مثل الرياضة، وخلق التوازن بين دراستي ومواهبي الرياضية والفنية يحتاج للمزيد من الجهد»، وأضافت «التنظيم هو من حقق التوافق في ممارستي لكل ما احب وارغب في متابعته من دراسة ورياضة وفن».

وتُشير “ملكة” إلى أن عائلتها كانوا الداعمين الأساسيين ولا يزالوا مصدر قوة وتفاؤل وتشجيع لها في مسيرتها الرياضية، إلى جانب المشرف على تدريبها المدرب “ريزان” وأصدقائها.

من جانبه، قال والد “ملكة”، “طلال الشيخ”، إنه أنجب عائلة رياضية، فشقيق “ملكة” وشقيقتها حققوا المراكز الأولى في ذات الرياضة، وأضاف لـ(الحل نت): «يشارك مع “ملكة” أيضاً أخوها في نفس البطولات “وليد”، وقد نال في العام الماضي المركز الثالث على مستوى الجمهورية، كما أن شقيقتها “زكية” كانت بطلة على مستويات مختلفة بسوريا في رياضة الكاراتيه».

وأشار “الشيخ” إلى أن ابنته “ملكة” هي: «بطلة العروض القتالية، وكانت تُشارك في جميع الفعاليات التي تقيمها “الإدارة الذاتيّة” ومحافظة الحسكة، كما تلقت دعوة للمشاركة في البطولة الدوليّة في السليمانية عام 2019».

وتحدثت “ملكة” عن الفوائد العديدة لرياضة الكاراتيه على المستوى النفسي والبدني والاجتماعي، وقالت: «إلى جانب تقويم الأخلاق والانضباط، فإنها رياضة تخلق توازناً نفسياً من سكون وطمأنينة وثقة بالنفس، فضلاً عن قوة تحمل وقوة تحكم بالانفعالات السلبية والإيجابية».

ولفتت إلى أن اللاعبات تحصلن على جسم سليم متوازن البنية واللياقة والمرونة والسرعة، بالإضافة إلى قوة التركيز وقوة العزيمة والإصرار لبلوغ الهدف والتغلب على المعوقات.

منوهةً إلى أن الكاراتيه رياضة تجمع كل القوى الداخلية والخارجية لتُكون لاعباً مميزاً متكاملاً ومتوازناً صحياً ونفسياً وجسدياً وعقلياً.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.