«لقمان سليم خائن وعميل» و«حزب الله شرف الوطن» و«المجد للصمت»، كانت هذه جزء من العبارات التي كتبها موالون لـ #حزب_الله على جدرانٍ خلال تجمّعهم أمام منزل الناشط اللبناني #لقمان_سليم في كانون الأول 2019.

قبل ذلك، كان موالو الحزب قد أحرقوا الخيمة التي كانت تستضيف (الملتقى The Hub) الذي أسسه “سليم” وكان يشهد مناقشات ومناظرات عن الاحتجاجات وسط مدينة بيروت.

رغم كل التهديدات التي كان يتلقّاها، إلا أنه رفض العيش في العتمة، لكنه في الوقت ذاته لم يكن مستهتراً، ورفض فكرة مغادرة لبنان، وكان شعاره «لا للخوف».

“سليم” الذي كتب بنفسه بياناً العام الماضي يُحمّل حزب الله المسؤولية عن أي عمل من شأنه إلحاق الضرر به أو بأحد أفراد أسرته، اُغتيل في جنوبي لبنان، معقل حزب الله، على بُعدِ ميلٍ واحد من مجمّعٍ تابع للأمم المتحدة.

تقريرٌ لـ موقع (Foreign Policy)، أوضح أن عملية اغتيال الناشط والكاتب اللبناني “لقمان سليم” كانت قيد التحضير منذ سنوات، وتوقيت العملية كان مناسباً لقتل هكذا ناشط، حيث أراد حزب الله من خلاله إرسال رسالة واضحة وجلية.

الأهم من ذلك، أن الناشط اللبناني قُتل بطريقةٍ من شأنها أن توصل رسالة واضحة إلى النشطاء الآخرين، ورسالة إلى المجتمع الدولي لاختبار حدوده لمعرفة متى وكيف سترسم إدارة بايدن خطوطها الحمراء.

إذ لاتزال المناصب الرئيسة لدى الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط والتي سوف تتعامل مع لبنان وحزب الله شاغرة، مع وجود دلائل على أن ملف لبنان يمكن تخصيصه للرئيس الفرنسي #إيمانويل_ماكرون.

اليوم، يشعر العديد من زملاء “لقمان سليم” والناشطين، بالقلق من أن حزب الله قد يبدأ موجة جديدة من الاغتيالات على غرار تلك التي أعقبت مقتل رئيس الوزراء السابق #رفيق_الحريري عام 2005، والتي توقفت عندما سيطر حزب الله على مؤسسات في الدولة عام 2008.

ويواجه حزب الله في لبنان العديد من التحديات، فقد سلّطت الاحتجاجات التي اندلعت تشرين الأول 2019 الضوء على الاقتصاد اللبناني المنهار، ومن ثم جاء تفجير مرفأ بيروت في العام الماضي، ليترك حزب الله في وضع لا يحسد عليه على المستوى المحلي، بعد عودة الاحتجاجات مجدداً مستهدفةً حزب الله بشكلٍ مباشر.

وشجع ذلك العديد من اللبنانيين على البدء في توجيه الانتقادات له بشكلٍ علني. وبالرغم من حملة الاعتقالات والاستجواب التي شنتها قوات الأمن ضد المتظاهرين، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تفيض بالمنشورات ومقاطع الفيديو التي تنتقد حزب الله وحلفاءه وتسخر منهم.

ويدرك حزب الله ما يعنيه ذلك على المدى الطويل. فالانتخابات النيابية قادمة في شهر أيار من العام 2022، وبناءاً على الانتخابات الجامعية والنقابات المختلفة التي جرت في العام 2019 و2020، من المرجح أن يخسر حزب الله وحلفاؤه وجميع الأحزاب السياسية في لبنان جزءاً كبيراً من مقاعد البرلمان.

وقد وقف “لقمان سليم” في قلب كل هذه الأحداث، ويعرف أولئك الذين يعملون معه عن كثب أنه كان يحلل جميع الروابط بين المتفجرات المخبأة في مرفأ بيروت وحزب الله والحكومة السورية.

كان يعلم أيضاً أن نقطة ضعف حزب الله الرئيسة تكمن في طائفته، وكان الأخير يدرك ذلك، لذلك قد يكون ذلك مؤشراً على أن قادة الحزب سيضاعفون الآن حملتهم ضد استياء الشيعة.

وستُستَخدم أسلحتهم ضد الطائفة الشيعية لا لحمايتها، فهم يريدون إسكات المعارضة قبل المحادثات المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران وقبل الاضطرابات الاجتماعية المتوقعة في لبنان.

وقد لا يمكن لحزب الله اليوم تحمّل موجة أخرى من الاحتجاجات في لبنان مع خطاب أقوى مناهض لإيران.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.