نظرةٌ نادرة غير مألوفة عن الرئيس السوري #بشار_الأسد انعكست خلال اللقاء الخاص مع الصحفيين السوريين في وقتٍ سابق من شهر كانون الثاني الماضي، والذي بدا منفصلاً عن المخاوف الحقيقية التي تعكّر صفو شعبه ويعجز عن فعل أي شيء حيالها.

تقريرٌ لـ صحيفة (The New York Times)،  أكّد أن الأسد ظلَّ متمسّكاً بالابتذال الذي يميز خطاباته العامة، متحدثاً بطريقة أستاذ محاضر، ألقى حينها باللائمة على مجموعة من القوى فيما آلت إليه سوريا من ويلات.

فخلال لقاءٍ خاص أجراه صحفيون موالون مع “بشار الأسد”، سُئل الأخير عن الانهيار الاقتصادي في سوريا، وانهيار العملة الذي أضرّ بدخل المواطن، والارتفاع الهائل في أسعار السلع الرئيسة، والنقص الحاد في مادتي الوقود والخبز. كان جوابه: «أعلم».

وأضاف مؤكداً: «أنا أدرك ذلك». إلا أنه لم يقدّم أية خطوات ملموسة للحد من الأزمة، ما عدا طرح هذه الفكرة: «يجب على القنوات التلفزيونية إلغاء عروض الطهي، حتى لا تسخر من السوريين بصور الطعام الذي أصبح بعيد المنال».

وأوضح الرئيس السوري للصحفيين أن سوريا «لن تقدم على خطوة صنع السلام مع إسرائيل، ولن تصدر قانوناً يجيز زواج المثليين»، وذلك خوفاً من أن يُقلِق الشعب السوري الذي يبدو أن هاتين القضيتين لا تقلقانه، بحسب الصحيفة.

يأتي ذلك، في وقتٍ يعاني الاقتصاد السوري أسوأ مراحله منذ بدء الاحتجاجات الشعبية ربيع 2011، بعد أن وصلت الليرة السورية لأدنى مستوياتها مقابل الدولار، والذي تسبّب بانخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات، مقابل ارتفاع أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف في العام الماضي.

وأمام الوضع المزري للعوائل السوريّة، اضطرّت النساء اليائسات إلى بيع إما شعرهن أو أجسادهن لإطعام أسرهن.

حيث تقول أمٌ لثلاثة أطفال للصحيفة: «اضطررت إلى بيع شعري أو جسدي». فزوجها، الذي يعمل نجاراً، كان مريضاً ويعمل بشكل متقطع، وكانت بحاجة إلى مازوت تدفئة للمنزل ومعاطف شتوية لأطفالها. لكنها بكت من العار لمدة يومين بعد ذلك.

“الأسد” ليس لديه مخرج سهل، حيث تقع معظم حقول النفط في البلاد ومعظم أراضيها الزراعية في الشمال الشرقي، الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة.

ومن جهة أخرى، صرف أقرب حلفاء الأسد، روسيا وإيران، بشكل كبير لمساعدته على الانتصار في الحرب، لكن كلاهما يعاني من مشاكل اقتصادية خاصة بهما، ولا يمكنهما تقديم الكثير من المساعدة اليوم.

فقد واصلت روسيا تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لسوريا، ولكن مساعداتها الإنسانية محدودة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.