يبدو أن #البرلمان_العراقي قد قرّر أخيراً تشريع قوانين تردع كل من يحرّض على التطرف وكذا الإرهاب، بعد إعلان “لجنة التعايش السلمي” في البرلمان عن اتجاه #مجلس_النواب لتشريع قوانين تحمي المجتمع من كل تحريض.

رئيس اللجنة “عبود العيساوي” قال للصحيفة الرسمية للبلاد إن: «الهدف من المشروع هو إعداد خارطة طريق على قواعد ثابتة للتعايش السلمي في البلد بين الطوائف والمكونات، لذلك كانت هناك ضرورة ملحة لوضع خارطة ورسم سياسة استراتيجية وقواعد للسلم المجتمعي في العراق».

مُردفاً أن: «مقترح قانون الهيئة قُرئ للمرة الأولى وجرت تعديلات عليه، وشكلت لجنة برلمانية للتعايش من /11/ عضوا يمثلون المكونات الدينية والقومية الاساسية بالبلد، كانت لهم أنشطة فردية وجماعية في مناطقهم».

كذلك أكد “العيساوي” أن: «مسألة السلم المجتمعي في البلد بحاجة إلى ثقافة تبدأ بالمناهج المدرسية للتعريف بالتعايش والمكونات والمواطنة، وكيفية تقبل الآخر».

كما أشار بذات حديثه إلى أن: «البرلمان لديه قوانين رادعة لكل من يدفع باتجاه التحريض والإرهاب والتطرف في اللجنتين القانونية والأوقاف داخل المجلس».

كاشفاً عن: «وجود اتفاق أولي على مراجعة القوانين النافذة وإعادة تفعيلها بالواقع العراقي وطرحها في البرلمان وإضافة الأشياء غير الموجودة كالجانب الجزائي بالعقوبات ليطال كل من يخرق التعايش ويدعو للإرهاب ويحض على الكراهية».

علماً أن العراق عانى من آفة اسمها التطرف منذ 2003، وهذا التطرف كان بشتى أنواعه، عرقي، مذهبي، قومي، ديني، وليس آخره ولا أوله الإرهاب والسلاح المنفلت.

إذ شهدت البلاد منذ 2004 وحتى 2009 حرباً أهلية بين أكبر طائفتين فيها، كان يقتل الفرد وقتها على الهوية، وحتى على أساس انتمائه العشائري، ناهيك عن قتله بناءً على اسمه.

لم تكن الديانات بمنأى عن ذلك، خصوصاً أبناء الأقلية المسيحية، فكان التهديد يلاحقهم ليل نهار، وكانت التفجيرات على الكنائس لا تتوقّف حتى تقلّص عددهم من مليون ونصف إلى أقل من /300/ ألف مسيحي بكل البلاد بعد هجرتهم.

أما فيما يخص الإرهاب، فقد نشأ #تنظيم_القاعدة فرع العراق في 2004 بقيادة #أبو_مصعب_الزرقاوي واتخذ من #الفلوجة في #الأنبار غربي البلاد معقلاً له، وشن هجمات إرهابية كثيرة، حتى إنهاء التنظيم ومقتل “الزرقاوي” في 2006.

ما أن انتهت البلاد من “القاعدة” حتى بدأ رئيس الحكومة الأسبق #نوري_المالكي بحملة قمع واسعة لتظاهرات المدنيين والشيوعيين منذ 2011 وحتى انتهاء ولايته في 2014.

في 2014 عاد الإرهاب ليجتاح البلاد من جديد، وكانت العودة وقتها من بوّابة تنظيم #داعش الذي اجتاح ثلث مساحة العراق من غربه لشماله، وارتكب العديد من المجازر.

لعلّ أكثر المجازر بشاعة هي التي ارتكبها بحق الأقلية الإيزيدية في #سنجار بمحافظة #نينوى فقتل الآلاف منهم، وخطف الأطفال والشباب، ناهيك عن أسره لآلاف الإيزيديات، وخلّفَ زهاء /72/ مقبرة جماعية دفنَ بها أبناء تلك الأقليّة.

ثم خاضت معه #القوات_العراقية حرباً شرسة امتدّت لـ /3/ سنوات، حتى أعلن رئيس الوزراء الأسبق #حيدر_العبادي النصر عليه في ديسمبر 2017، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الكراهية.

إذ بدأت تسيطر الميليشيات الموالية إلى #إيران على الشارع العراقي وتقمع وترهب وتخطف وتعذّب وتقتل الناس لمجرّد رفضهم للتدخل الإيراني بشؤون العراق، ولا تزال الميليشيات ترهبهم حتى اللحظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.