البابا يحيي آمال الموصليين: هل ستتمكّن الشخصية المسيحية الأهم عالمياً من حماية ما تبقى من مسيحيي العراق؟

البابا يحيي آمال الموصليين: هل ستتمكّن الشخصية المسيحية الأهم عالمياً من حماية ما تبقى من مسيحيي العراق؟

تكتسبُ زيارةُ بابا #الفاتيكان للعراق أهميةً كُبرى، ويعتقد كثيرون أن ستؤدي لنتائج مهمة، على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وبالرغم من التطورات الأمنية الأخيرة في العراق، واستمرار القصف، الذي يطال القواعد العسكرية الأميركية، فضلاً عن تصاعد الإصابات بفيروس #كورونا في البلاد، يُصرُّ البابا فرنسيس على زيارته للعراق، التي ستشمل مواقع مختلفة.

وضمن برنامج زيارة البابا لمدن متعددة في العراق تحظى مدينةُ #الموصل، مركز محافظة #نينوى، بنصيب خاص من اهتمام الأب الروحي للمسيحيين الكاثوليكيين في العالم، نظراً لما عانته أثناء وقوعها تحت سيطرة تنظيم #داعش، والاضطهاد الذي لاقاه مسيحيو المدينة، على وجه الخصوص، قبل وبعد تحريرها من التنظيم.

من جهتهم ينتظر أهالي الموصل الزيارة بفارغ الصبر، على أمل أنَّ تكون لها نتائج إيجابية على واقع المدينة المدمرة.

 

رفعُ الظُلم

“معن عجاج”، رئيس لجنة التقييم والمتابعة في ديوان محافظة نينوى، أشار إلى أنَّ «زيارة البابا للموصل تحظى بحفاوةٍ شعبيةٍ، من جميع الأديان والمكونات التي تسكن المدينة».

مبيّناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «المواطنين ينتظرون من زيارة البابا أنْ تساهم في رفع الحيف والظلم عن المدينة، التي تعرّضت لدمار كبير، وخاصةً المدينة القديمة، التي وصلت نسبة الدمار فيها إلى أكثر من 90%».

وأضاف أنَّه «بالرغم من تحرير المحافظة، منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما تزال جهودُ إعادة الإعمار والخدمات ضعيفةً جداً، ولا توازي حجم الدمار، الذي لحق بنينوى، والموصل بشكلٍ خاصٍ».

معرباً عن أمله بأن «تساهم الزيارة في إحداث تغيير اجتماعي كبير، خاصةً بعد انعدام الثقة بين المكونات الدينية في المدينة، نتيجة الظلم الذي تعرّض له الناس، وخاصة المسيحيون، على يد تنظيم داعش، أثناء سيطرته على الموصل. لذلك يُنتظر من هذه الزيارة المساهمة في إعادة جسور الثقة، وتقليل الحيف الذي وقع على المسيحيين في المدينة، وعموم العراق».

وتعرّضت مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، لدمارٍ كبيرٍ، نتيجة سيطرة تنظيم داعش عليها، صيف عام 2014، والتي استمرت لثلاث سنوات، ما أدى لمقتل وتهجير آلاف من المواطنين.

وتضمّ المدينة القديمة، في الجانب الأيمن من الموصل، إحدى أقدم الكنائس في نينوى، والعراق بشكلٍ عام، وهي كنيسة “حوش البيعة”، التي سيزورها البابا أثناء زيارته المقبلة. كما تضمّ محافظة نينوى آلافاً من أبناء المكوّن المسيحي، الذين يتوزعون على مناطق مختلفة من المحافظة، لكن العدد الأكبر منهم يقيم في قضاء “الحمدانية”.

 

مدينة آمنة

الأب “رائد عادل”، مسؤول كنائس الموصل، يرى أنّ «زيارة البابا ستساهم بتسليط الضوء إعلامياً على المدينة المنكوبة والمدمّرة».

لافتاً، في تصريحات خاصة لـ«الحل نت»، إلى أنّه «من الناحية المعنوية فإن زيارة أهم شخصية مسيحية في العالم يمكن لها أن تفتح أعين المجتمع الدولي، ليقوم بمساعدة الموصل، من خلال بناء المشاريع الخدمية، وتعويض المتضرّرين من الحرب».

وأشار إلى أنَّ «هذه الزيارة يمكن أن تعطي انطباعاً بأنَّ الوضع في المدينة بات آمناً، على العكس مما يُنقل في وسائل الإعلام، لذلك فبإمكان الشركات والمنظمات الدولية والإنسانية العمل في المدينة والاستقرار بها».

موضحاً أنّ «الزيارة يمكن أنْ تسهم أيضاً في إيقاف هجرة العوائل المسيحية من مناطقها، نتيجة الظلم، الذي تعرّضت له على أيدي التنظيمات المتطرفة المختلفة، وكذلك لفت أنظار #الحكومة_العراقية للاهتمام بالمسيحيين، ومعاملتهم بوصفهم مواطنين من الدرجة الأولى، ورعايتهم، وهذا سيساهم بالتشجيع على عودة العوائل المهاجرة».

 

تغيير نظرة الحكومة للموصليين

“أحمد الزيدي”، الصحفي المختص بالشؤون المحلية لمحافظة نينوى، يشارك بقية المتحدثين آمالهم في زيارة البابا، مؤكداً أن «المواطنين في الموصل لديهم ترقب كبيرة، وتطلعات عديدة بعد زيارة البابا».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «أهالي الموصل أصابهم اليأس من وعود الحكومة العراقية الكاذبة، بإعمار المدينة المنكوبة، وتعويض المتضرّرين، الذين تعرّضت منازلهم وممتلكاتهم للدمار، أثناء سيطرة تنظيم داعش على المدينة، وأيضاً جرَّاء العمليات العسكرية، التي دارت لتحريريها».

واستكمل حديثه بالقول: «المواطنون يعتقدون بأنَ الحكومة العراقية ستستمر بإهمالها للموصل، إلا إذا تعرّضت للنقد من شخصية بحجم البابا، لذلك فإن هذه الزيارة قد تدفع الحكومة والمجتمع الدولي لرعاية المدينة مجدداً».

مشيراً إلى أنَّ «هنالك نظرة قاسية لسكان الموصل، تعتبر أنهم تعاونوا مع تنظيم داعش، لذلك ما تزال الحكومة العراقية تتعامل معهم بحذرٍ وتخوفٍ، وهذه الزيارة قد تقلب الموازين».

وكان #البرلمان_العراقي قد صوّت، في وقتٍ سابقٍ، على اعتبار الموصل مدينة منكوبة، نتيجة الدمار الذي لحق بها، والذي يُقدّر بأكثر من 80% من عموم أحياء المدينة، بجانبيها الأيمن والأيسر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.