“تحرير الشام” تعتقل قادتها: تفكك في البنية التنظيمية للهيئة أم محاولة لإرضاء التحالف الدولي ضد الإرهاب؟

“تحرير الشام” تعتقل قادتها: تفكك في البنية التنظيمية للهيئة أم محاولة لإرضاء التحالف الدولي ضد الإرهاب؟

قام الجهاز الأمني في #هيئة_تحرير_الشام باعتقال مسؤول التصنيع فيها “عبد الغني العراقي”، إلى جانب مرافقيه “أبو صالح طعوم” و”أبو مصعب طعوم”، بسبب قربهم من تنظيم #حراس_الدين.

وإثر ذلك قام قسم التصنيع في الهيئة بتعليق عمله، ما دفع “أبو حسن 600″، القائد العسكري في الفصيل، لبدء مفاوضات مع القسم لاستئناف العمل.

ويُعتبر “العراقي” من أهم الشخصيات المطلوبة للتحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة، في محافظة #إدلب، كما أنه مقرّب من القيادي في الهيئة “أبي ماريا القحطاني”.

 

ضغط دولي

ويرجّح “عرابي عرابي”، الباحث بشؤون الجماعات الجهادية في “مركز جسور للدراسات”، «وجود ضغط، من بعض الجهات دولية، لاعتقال “العراقي” أو تسليمه، لأنه كان يعمل مع تنظيم #داعش قبل قدومه لسوريا، وبالنسبة لـ”أبي صالح طعوم” و”أبي مصعب طعوم” فهما من معاونيه، ويُحسبان على التيار الجهادي».

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الاعتقالات تأتي ضمن سياسة عامة، لاحتواء أي تمرّد من قبل الجهاديين داخل الهيئة، وربما ستتم عمليات اعتقال للمنظّرين الشرعيين، إذا شعرت الهيئة أنهم سيقومون بتصعيد ضدها».

وحول الأحاديث عن احتمالية تفكك الهيئة وانشقاقها نتيجة هذه الاعتقالات أكد “عرابي” أنه «من غير المتوقع حدوث انهيارات في البنية التنظيمية للهيئة، لأنها تقوم بدراسة أي خطوة، من شأنها التأثير عليها، ويكون هناك احتواء مسبق لردود الفعل قبل تنفيذ أية عملية اعتقال ، وقد شاهدنا سابقاً اعتقال قيادات رفيعة المستوى في الهيئة، مثل “أبي مالك التلي”، دون أن يؤدي ذلك لنتائج لا يمكن احتواؤها».

ولفت إلى أنه «من غير المستبعد أن يتم اعتقال الجهادي المصري “يحيى الفرغلي”، وهو من أهم شرعيي الهيئة، رغم أنه ينتهج خط قيادتها، إذا أظهر أي بوادر لقيادة تمرّد داخلي».

وحول أسباب الاعتقالات ضمن صفوف الهيئة أشار إلى أنها  «تأتي في سياق تفكيك تنظيم حراس الدين، فالأمر يتطلّب مواجهة أي شخصية في الهيئة، تبدي تعاطفاً مع التنظيم، وخصوصاً فئة “المستقلين”، الذين كانوا يلعبون دور الوساطة بين حراس الدين و”تحرير الشام”».

وبحسب مصادر مقرّبة من الهيئة فإن “أبا مصعب طعوم” كان جزءاً من “تحرير الشام” منذ كان اسمها #جبهة_النصرة، فيما انضم “أبو صالح طعوم” إلى التنظيم، بعد بدئه بتوزيع رواتب على عناصره.

ونفّذت “تحرير الشام” حملة أمنية في محافظة إدلب، اعتقلت خلالها “أبا عبد الله السوري”، وهو أحد كوادر حراس الدين، ونجل القيادي السابق في الهيئة “أبي فراس السوري”، الملقب بـ”النموس”، وذلك بعد مداهمة مكان إقامته في مدينة #سلقين، بريف المحافظة الغربي.

 

استهداف الشخصيات الأجنبية

من جهته كشف “عباس شريفة”، المحلل السياسي والباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن «أهمية “عبد الغني العراقي” عائدة إلى أنه من أقدم الكوادر في جبهة النصرة وداعش، و هو شخصية مقرّبة من “أبي محمد الجولاني”  و”أبي ماريا القحطاني” في الوقت نفسه».

وأشار، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «”العراقي” مطلوب للتحالف الدولي على ما يبدو، ومن المعلوم أن “تحرير الشام”، في الآونة الأخيرة، بدأت تستهدف الشخصيات الأجنبية المطلوبة للتحالف، وقد اعتقلت من قبل “عمر أومسين”، الجهادي الفرنسي المطلوب للحكومة الفرنسية»

ويستدرك بالقول: «رغم هذا فبعض المعلومات تشير إلى أن الخلاف هو خلاف مالي أساساً، متعلّق بقضايا فساد واختلاسات، وليس له بعد أمني».

وحول تأثير الاعتقالات على الهيئة يقدّم “شريفة” وجهة نظر مغايرة لما يراه “عرابي عرابي”: «هذه الاعتقالات ستؤثر على تماسك “تحرير الشام”، التي باتت تُدار بطريقة أمنية بحتة، رغم أن الهدف من الاعتقالات تجنّب خطر الاختراق الداخلي أو الاستهداف الخارجي».

 

رفع التصنيف

العميد المنشق “محمد مصطفى” رجّح أن «هذه الاعتقالات مقدمة لاعتقال قيادات المهاجرين في الهيئة، وذلك ضمن خطة “الجولاني” لتحويلها إلى فصيل محلي، من أجل كسب التأييد الغربي، وإزالتها من لائحة الإرهاب الأميركية».

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الهيئة ماضية في عملية تفكيك الفصائل الجهادية في إدلب، والقضاء على أي تشكيل من شأنه أن يهدد نفوذها في المنطقة، وإبعاد الشخصيات التي تحمل الفكر الجهادي الأكثر تطرفاً عن الساحة».

يُذكر أن وزارة الخارجية الأميركية صنّفت هيئة تحرير الشام، بتاريخ الثامن من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، بوصفها «كياناً يشكّل مصدر قلق خاص».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.