«في المدرسة الابتدائية، يجب أن يتعلّم كل طالب كيف يصبح حارساً للأخلاق في المنزل، وأن يتعلّم انتقاد الأفعال التي تُعدّ بُدع، ستصبح المدرسة المتوسطة مرحلة مهمة للغاية، نحن نطلب المزيد من اللقاءات الدينية والمسابقات الإسلامية في المدارس بدلاً من الأماكن العامة، في هذه المرحلة، يجب علينا تكثيف التعاليم [المتطرفة] حتى يتعلّم الطلاب أساليب التعامل مع الأسلحة الفردية وتكتيكات الحرب».

هذه جزءٌ من مضامين 29 كتاباً مدرسياً عُثِر عليها محفوظة في ذاكرة تخزين مؤقّتة لـ 67 وثيقة استُرِدّت من أنقاض تنظيم #داعش في #الموصل، وفق تقريرٍ صادر عن مركز “هدايا” المختص في التطرف (يتّخذ من #أبو_ظبي مقراً له).

وكان هدف مؤلفي تلك الكتب المدرسية، هو إنشاء جيل من الموالين مدى الحياة لديهم عقليات متطرفة ومتأصلة بعمق، بحسب تقريرٍ لـ (The National).

ففي المدارس التي كان يديرها التنظيم، تظهر الدلائل أن السمة الرئيسية للفصول الدراسية كانت تدريب الأطفال على القتل أو الاستعداد لأن يُقتَلوا في بعض ساحات القتال المستقبلية.

كما أُجبِر الأطفال على مشاهدة وتنفيذ عمليات الإعدام، لقد تعرّضوا لمشاهدة مقاطع فيديو تُظهر الهجمات الانتحارية، إلى أن أصبح مفهوم الموت أمراً طبيعياً لديهم.

ويشير تقرير (زرع بذور الشجر السام) إلى بحثٍ أجري في العام 2018 يوضح أن 2.2 بالمائة فقط من الأطفال قد التحقوا حقاً بمدارس تنظيم داعش في إحدى المناطق في مدينة الموصل خلال ذلك العام، مقارنةً بـ 80.3 بالمائة قبل سبع سنوات.

لكن رغم النقص الواضح في تلقي الأطفال في الموصل لتلك المناهج خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المواد بحدِّ ذاتها لا تزال خطيرة. ومن المهم على وجه الخصوص ملاحظة أن التنظيم يعمل على إعادة تجميع صفوفه في معاقله السابقة من خلال  بناء قاعدته في مناطق جديدة عبر الإنترنت.

ومنذ أن فقد قبضته على المدارس، طوّر «داعش» أساليب مماثلة مع ألعاب الكمبيوتر، وأصدر تطبيقاً يستهدف الأطفال بأغاني إسلامية ومليء بصور القتال الحربي، بما في ذلك صور الرشاشات والدبابات.

ويشير كل هذا، إلى حقيقة أن التنظيم يعيد تخصيص المناهج المدرسية، التي بدأ في تجسيدها لأول مرة عندما سيطر على مساحة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، عبر الإنترنت هذه المرة.

فقد تضاعفت المخاطر التي تتسبب بها دعاية التنظيم بسبب إغلاق المدارس وفرض الحجر الصحي والبقاء في المنزل خلال جائحة فيروس #كورونا، حيث أُصدِرت تحذيرات جديدة من قبل المسؤولين فيما يخص تزايد نسبة الشباب المعتقلين خلال عمليات مكافحة الإرهاب في الأشهر الأخيرة الماضية.

وكشف وزير الخارجية البريطاني “دومنيك راب” عن زيادة بنسبة 7 بالمائة في المواد المتعلقة بالإرهاب على الإنترنت، ذلك إلى جانب المزيد من عمليات الاعتقال في صفوف الشباب. كما حذّر من أنه «يمكننا أن نرى زيادة مقلقة في نسبة الأطفال والمراهقين الذين يتم اعتقالهم الآن بسبب ارتكابهم جرائم إرهابية».

ومن خلال التمييز بين الدعاية اليومية والمواد التعليمية، وجد الباحثون أن داعش استخدم «الرموز والقصص والمراجع الإسلامية في مناهجه التعليمية بشكل متكرر أكثر من دعايته على الإنترنت».

ونقلاً عن دراسة أجريت عام 2016، وجد أن ما يقرب من أربعة أخماس دعاية التنظيم على تويتر تستخدم حججاً غير دينية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.