تُعرّف الحركة النسويّة السوريّة الرجل النسوي بأنه المؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل، وبدور المرأة الأساسي في تطور المجتمعات، والمدافع عن حقوق النساء، قولاً وفعلاً، في وجه السلطة الذكورية (الأبويّة) والمجتمعية، رغم الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها لكونه نسوياً.

سأل (الحل نت) بعض النساء عن صفات (الرجل النسوي)، وكانت الإجابات على الشكل التالي:

المحاميّة والمستشارة القانونيّة بالكتابة الصحفية لمفهوم الجندر وحق التعبير، “رهادة عبدوش” أجابت: «الرجل النسوي هو الذي يؤمن بالمساواة بين البشر بغض النظر إلى الجنس أو الدين أو اللغة أو الجنسية، ويفهم هذه المساواة دون التحجج بفوارق الأديان والمعتقدات بينهم».

الصحفية المهتمة بالشؤون النسوية “هدى أبو نبوت”، تحدثت عن صفات موجودة في زوجها، مثل أنه لا يعترف باختلاف الواجبات بين الأب والأم، لا يقيّم التصرفات والسلوكيات بناءً على الجنس، ولا يحدد خيارات الإنسان في الحياة والتعليم والعمل حسب جنسه.

وتصف العضوة في تجمع المرأة السوريّة، “ميادة قدور”، الرجل النسوي، بأنه السند للمرأة والداعم لها والمؤمن بحقوقها والعامل بما يقوله وبما يؤمن به.

وتضيف “قدور”: «الرجل النسوي هو الذي يتقاسم الأدوار في المنزل والعمل مع المرأة، وهو أيضاً الذي يشجع المرأة في ماتقوم به، من خلال تقاسم مهام التربيّة معها بصفته أب أو بتقديم النصح له بوصفه أخ وكذلك بإفساح فرص الترفيه للمرأة من خلال تقاسم مهام البيت معها»، وتضيف: «الرجل النسوي يحب النقاش ويحب المشاورة والنصح وتبادل الآراء، كما يبتعد عن السخرية من قدرات النساء وأحلامهن، ويحب الإستماع إلى آراء وأفكار المرأة ويقدس الأفكار الجيدة بغض النظر عن جنس قائلها».

الرجل النسوي هو الذي يعترف بأنه كان يوماً ما مُتحرِشاً أو مُعنِّفاً

تقدم ناشطة في الشأن النسوي، “رشا النداف”، وجهة نظر مختلفة بخصوص رأيها في الرجل النسوي، فهو برأيها الذي يعترف بأنه كان يوماً ما مُتحرِشاً، أو أنه كان يوماً ما مُعنِّفاً، أو أنه كان يتمتع بممارساته الذكوريّة وأنه بعدما تراكم لديه الوعي بدأ بتغيير نفسه.

وتضيف “رشا”: «لا أصدق بوجود رجل ولد نسوياً أو يؤمن بالمساواة مع المرأة منذ طفولته أو في أيام مراهقته، لأنه بلاشك مارس وتمتع بالسلطة الممنوحة له مند ولادته بصفته ذكراً».

وتصف الناشطة في الشأن النسوي الرجل الذي يدّعي بأنه من عائلة منفتحة وعصرية وتربى على قيم المساواة والنسوية ومارسها منذ طفولته بأنه «منافق»، لأن سطلة المجتمع برأيها أقوى وأشد تأثيراً من التربية المنزلية، فإنه حتى لو تربى الرجل على احترام والدته وأخته في المنزل إلا أنه سوف يتأثر بلاشك بأصدقائّه في المدرسة وسينجر إلى ممارساتهم بالتحرش وملاحقة الفتيات.

وتضيف “رشا” متسائلة: «هل يمتلك المراهق الوعي الكافي الذي يمكنه من عدم مشاركة طلاب المدرسة بالتحرش ولو اللفظي بالطالبات؟ أو هل يمتلك المراهق المناعة التي تمنكه من مواجهة أصدقاءه، بأن مايفعلونه عيب وأنه عليهم احترام حقوق المرأة وحرية جسدها؟».

وتردف بالقول: «لا ألوم الشباب على ذلك، فهذه الممارسات خلقت معهم ومنحهم إياها المجتمع لمجرد كونهم ذكوراً، والمطلوب منهم اليوم الاعتراف بأنهم مارسوا المميزات الذكوريّة في وقتٍ ما، وأنهم أقلعوا عنها عندما شعروا بمدى سخفها، عليهم مراجعة الممارسات الذكوريّة التي علمهم إياها المجتمع، وأن يعترفوا بأنهم كانوا جزءاً من آلة المجتمع المنتجة للسلطة الأبويّة في وقتٍ ما، وبأنهم تغيروا فيما بعد»، الرجل القادر على هذا الاعتراف هو برأي الناشطة النسويّة “رشا النداف” «الرجل النسوي».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.