من المتوقع أن يرى مؤتمر “القوى والشخصيات الديمقراطية”، الذي يسعى #مجلس_سوريا_الديمقراطي لعقده، النور منتصف العام الجاري، إذا تمكّنت اللجنة المكلّفة بالتحضير له من إقناع مجموعات المعارضة السورية المُستهدفة بالحضور.
وظهرت فكرة إطلاق المؤتمر عام 2018، بوصفها إحدى مقررات جلسات الحوار السوري-السوري، الذي رعاه مجلس سوريا الديمقراطية في الداخل السوري، عبر ثلاث جلسات، ليعززها فيما بعد بست جلسات تشاورية في أوروبا، شاركت فيها شخصيات وقوى معارضة، تنتهج خطاً سياسياً يوصف بـ”العلماني”.
وانبثق عن الجلسة التشاورية السادسة، في العاصمة البلجيكية #بروكسل، تشكيل لجنة من عشرة أشخاص عبر الانتخاب، مهمتها رفد اللجنة بسبعة أشخاص أخرين من الداخل السوري، والتحضير لعقد مؤتمر “القوى والشخصيات الديمقراطية”، «عبر التواصل مع الشخصيات والقوى، التي تؤمن بالديمقراطية والحل السياسي للأزمة السورية»، بحسب تعبير القائمين على المشروع.
مسار الإخوان العقيم
“رياض درار”، الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطي، يشير إلى أن «أهداف عقد “مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية السورية” هي تشكيل منصة للقوى الديمقراطية، تستطيع من خلالها متابعة الاستحقاقات المطلوبة منها، في مواجهة المسار السياسي العقيم، الناتج عن سلوك المعارضة، التي يهيمن عليها #الإخوان_المسلمون، والذي أعطى صورة سلبية عن الثورة، وتسبب بتسلّحها، والتدخّل الخارجي في البلاد، وهو ما قاد سوريا إلى المآسي التي نراها اليوم»، حسب تعبيره.
“درار”، يربط، في حديثه لموقع «الحل نت»، المسار السياسي للمعارضة، الذي وصفه بـ”العقيم”، بسياسات #الحكومة_السورية، وانتهاجها «الفكر القومي الشوفيني المتطرف»، منوهاً إلى «تشرّب بعض الفئات المعارضة لذهنية النظام هذه، عبر استئصالهم المعارضين لرؤيتهم، وإقصاء منْ لا يسايرهم».
«هذه المعارضة مثل الإخوان المسلمين، تتبع المسار التركي». يقول الرئيس المشارك لـ”مسد”، الذي يرى أن أهمية مؤتمر “القوى والشخصيات الديمقراطية” تكمن في «فرض حضور الديمقراطيين في الميدان السياسي السوري، فلا بد من قوة ديمقراطية، تواجه التوجه الشوفيني للنظام السوري، الذي يتمسّك برؤية أحادية، عفى عنها الزمن، لم تعد تستطيع أن تحقق التقارب بين السوريين، بكل مكوناتهم».
بدوره يؤكد “زياد وطفة”، عضو المكتب السياسي لـ”حركة التغيير الديمقراطي”، وأحد الأعضاء السبعة عشر الحاليين للجنة التحضيرية للمؤتمر، أن «تواصل اللجنة مع الشخصيات والقوى المعارضة السورية، التي تنتهج الديمقراطية والعلمانية في تعاطيها مع الملف السوري، متواصل»، إلا أنه لم يكشف عن الشخصيات والقوى التي يعنيها.
وكان من المقرر اتمام تحضيرات عقد المؤتمر نهاية العام المنصرم، إلا ان “درار” كشف عن «ضعف آلية التواصل المباشر بين أعضاء اللجنة المنتخبة والشخصيات والقوى الواجب دعوتها للحضور»، عازياً ذلك إلى «انتشار جائحة #كورونا، وتوقف حركة السفر، الأمر الذي جعل اللجنة مضطرة للاكتفاء بالتواصل الافتراضي».
أين سيُعقد المؤتمر؟
يفضّل “درار” عقد المؤتمر على الأراضي السورية، لكنه يرجّح، في الوقت نفسه، عقده في دولة أوروبية أو عربية، في حال تعذّر دخول بعض المدعوين إلى سوريا.
وعن الدول، التي قد يُعقد المؤتمر على أراضيها، قال “درار”: «نحن على تواصل مع عدد من الدول، من ضمنهما #السويد وفرنسا، وكذلك #مصر، وقد رحّبت هذه الدول بالفكرة، وتكفّلت بتقديم الدعم المعنوي، وتأمين مكان الاستضافة، واستقبال الوفود المشاركة».
لكنّ “درار” يشدّد في الوقت ذاته على أن «المؤتمر سيُعقد دون تدخّل خارجي، فهو ناتج عن نشاط داخلي بين قوى المعارضة الديمقراطية. وبالتالي فإن دعم أي دولة خارجية، سيكون غير مشروط، ويقتصر على موافقتها على عقد المؤتمر في أراضيها، لا أكثر».
“وطفة” يؤكد على النقطة ذاتها بالقول: «هناك إصرار من قبل اللجنة المنظّمة على استقلالية القرار والتوصيات، التي سيخرج بها المؤتمر، دون أي تأثير داخلي أو خارجي، بما في ذلك تأثير القوى المحلية الداعمة للجنة، أي “مجلس سوريا الديمقراطي” نفسه».
ومنذ اندلاع #الاحتجاجات_السورية عُقدت عشرات الاجتماعات لقوى المعارضة المختلفة، ولكن القاسم المشترك بين هذه الاجتماعات تبعيتها لدول خارجية، لها تأثير على الملف السوري، وخاصة #روسيا وتركيا.
«لا توجد معارضة حقيقية»
“درار” يعتقد أن «المعارضين السوريين أضاعوا كثيراً من الوقت وهم يكتبون ويرفعون الشعارات، ما دفعتهم للارتهان للقوى الخارجية. من هنا نريد من المعارضة أن تنجز شيئاً واقعياً، للوصول إلى الحل السياسي. وقد صار بالإمكان دعم هذا التوجه، بفضل وجود أراضٍ تم تحريرها شمال وشرق سوريا، وإمكانيات التنظيم الذاتي، التي تم تطويرها عبر #الإدارة_الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، التي واجهت تنظيم #داعش، وأقامت علاقات قوية مع دول #التحالف_الدولي ضد الإرهاب. وهي مستمرة في الدفاع عن الأرض السورية، والمساهمة في صياغة حل حقيقي سوري- سوري، يغيّر نظام الاستبداد، ويجعله من سمات الماضي»، حسب تعبيره.
يُذكر أن “مسد” وقّع مذكرة تفاهم مع “حزب الإرادة الشعبية”، ويسعى لتوقيع مذكرة مشابهة مع “هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي”، إلا أن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق نهائي بعد.
وعن موقف الحكومة السورية من إمكانية تشكيل جسم سياسي للقوى المعارضة الديمقراطية قال “درار” إن «الحكومة السورية اعتبرت دوماً أنه لا يوجد في سوريا جسم معارض حقيقي»، موافقاً هذا الرأي إلى حد ما بالقول: «يبدو أن هذه النظرة كانت صادقة، لأنه بسبب حالة الجمود السياسي لم نستطع تأسيس جسم معارض حقيقي، يتفهّم معنى المعارضة، وكيفية مواجهة نظام الاستبداد، لذلك ضاعت الأوقات والدماء هدراً».
“وطفة” يتفق مع هذا الطرح بالقول: «إن استمرار نظام الاستبداد لعشر سنوات لا يعود لقوته ومشروعيته، بقدر ما هو عائد لضعف خصومه السياسيين».
فرص النجاح
وعن مدى إمكانية نجاح المؤتمر بتشكيل كيان سياسي موحّد، يشمل كافة أطراف المعارضة السورية الديمقراطية، يؤكد “درار”: «قد يصبح هذا المؤتمر قوة حقيقية، تستطيع المواجهة، وفرض إرادتها على النظام المستبد، وإجباره على الرضوخ لحوار حقيقي، ما قد يُفضي لنتائج أكثر واقعية، بدلاً من التلاعب وتضييع الوقت، الذي يتم في #جنيف وأستانة، أو في مشاورات اللجنة الدستورية».
لكن “زياد وطفة” يقلّل من تأثير المؤتمر، الذي لم يعقد بعد، على الواقع السوري، ويقول: «لست متفائلاً، لأسباب موضوعية وذاتية، لا داعي لذكرها الآن»، إلا أنه ركّز على أن المؤتمر «خطوة إيجابية ومؤثرة باتجاه حوار السوريين فيما بينهم. وفي حال استطعنا إيجاد رؤية وبرنامج مشترك لقوى المعارضة، ينتج عنه توحيد جهودها، سنكون قد بدأنا بسلوك الطريق الصحيح، لتقوية الداخل في مواجهة الاطماع الخارجية، ومواجهة طموح النظام بالعودة للسيطرة الكاملة على البلاد، وتأبيد حكمه»، حسب تعبيره.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.