حذرت مجموعة من المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في شمال وشرقي سوريا من احتمالية استغلال الحكومة السورية سياسياً، للقاحات فايروس #كورونا المتوقع وصولها عبر برنامج “#كوفاكس” العالمي.

وطالبت منظمة الصحة العالمية، بالتّنسيق مع المنظمات المدنية المحلية أو السلطات المحلية في شمال وشرق سوريا، لتوزيع اللقاحات.

وجاء ذلك في نداء أطلقته منصة منظمات المجتمع المدني في شمال وشرقي سوريا بخصوص توزيع لقاحات فايروس #كورونا، أوضحت فيه أن مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا” من المفترض أن تصل إلى سوريا خلال الدفعات الأولى، من بينها (336) ألف جرعة إلى مناطق سيطرة المعارضة السّوريّة، و (90) ألف جرعة إلى مناطق #الإدارة_الذّاتية في شمال وشرقي سوريا.

وبحسب زانا محمد “منسق منصة مجموعة منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا” فإن هدفهم من إطلاق هذا النداء هو «لفت أنظار المنظمة الدولية إلى الغبن الذي سيتعرض له المحتاجون للقاح في منطقتنا جراء تخصيص (90) ألف جرعة، لمنطقة جغرافيّة تضمّ أكثر من (5) مليون إنسان، بعضهم يعيش في مخيّمات لجوء ونزوح».

وأضاف محمد في تصريح لموقع (الحل نت) أن «وضع هذه #اللقاحات القليلة بيد النّظام السّوريّ، غير المُسيطر على المنطقة، والّذي من المحتمل أن يستغلّ هذا الأمر في صالح تمرير سياساته وفرضها على المدنيين في شمال وشرق سوريا”.

وتابع محمد، أن «على ما يبدو إن المنظمة، لم تأخذ بعين الاعتبار التوزّع السّكاني والتقسيمات الإدارية حسب مناطق السيطرة والخلافات السياسية الموجودة في سوريا حالياً، والّتي يُمكن أن تؤثّر على آليّة توزيع هذه اللقاحات وشفافيتها؛ أو أنها تجاهلت كل هذه المعطيات».

وأشار محمد إلى «أنّ النظام، خلال السّنوات السّابقة، قد أثبت عدم امتلاكه للشّفافيّة في توزيع المساعدات الإنسانية، ولم يول أي اهتمام لتفشي جائحة كورونا في مناطق شمال وشرق سوريا».

وشدد منسق منصة مجموعة منظمات المجتمع المدني في شمال وشرق سوريا على أن «توزيع هذه المساعدات عبر النظام السّوري، يعني، بالضّرورة، أن الفئات الّتي من المفترض أن تستفيد من اللقاح، كموظفي قطّاع الصّحة والمسنّين وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالأمراض المزمنة سيكونون أكبر الخاسرين»، بحسب تعبيره.

ولفت محمد أن «محافظتي الرّقة والرّيف الشّمالي لمحافظة #دير_الزور، ومدينة كوباني، والّتي تضمّ كثافة سكّانية كبيرة، خالية تماماً من أيّ وجود لمؤسّسات النظام السّوريّ أو مقرّات للأمم المتّحدة، وليس ثمّة إمكانيّة للوصول إليها بأيّ شكل من قبل النظام السّوري، وبالتالي فإن هذه المناطق ستكون استثناء عن هذه المساعدات».

وتتجه هيئة الصحة في الإدارة الذاتية إلى اتخاذ اجراءات وقائية قد تشمل فرض حظر كلي أو جزئي خلال الفترة القادمة، بالتزامن مع ارتفاع عدد الإصابات بفايروس كورونا في شمال وشرقي سوريا.

ومؤخراً، أعلنت ممثّلة منظّمة الصّحة العالميّة في سوريا، (أكجيمال ماجتيموفا)، أن سوريا ستتلقّى خلال الأسابيع القادمة، أوّل شحنة من لقاحات فايروس كورونا، عبر برنامج “كوفاكس” العالمي.

والمبادرة هي إطار عالمي للتعاون يهدف إلى تسريع استحداث اختبارات كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحتها بشكل منصف، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وأسترازينيكا هي شركة بريطانية سويدية متعددة الجنسيات يقع مقرها الرئيسي في كامبريدج ببريطانيا، ودار جدل عن آثار سلبية للقاح، غير أن منظمة الصحة العالمية نفت ذلك.

كما أكدت الشركة أن خبراءها لم يحددوا أي مخاوف بشأن اللقاح وهو فعال بنسبة ٧٩٪ في منع أعراض الإصابة بفيروس كورونا.

يذكر أن خبراء صحيون حذرواً من الهجمة الثالثة لفيروس كورونا التي تجتاح سوريا، إذ سجلت مناطق السلطات السورية أمس ١٦٠ إصابة جديدة، وأعلن مسؤلون صحيون أن نسبة إشغال أسرة العناية المشددة بمرضى كورونا في المشافي العامة بلغت 100%.