على غير عادتها في شهر رمضان.. أسواق دمشق دون مُتبضّعين والسفرة الشامية اختفت

على غير عادتها في شهر رمضان.. أسواق دمشق دون مُتبضّعين والسفرة الشامية اختفت

شهدتِ أسواقُ العاصمةِ السوريّةِ #دمشق، الاثنين، انخفاضاً في الحركة الشرائيّة، بالرّغم من بقاء يوم على بدء شهر #رمضان، الذي يتميز بالإقبال على التجهيزات للأيام الأولى من الصيام.

وقالت مصادر محليّة، لـ (الحل نت)، إنّ: «الأسواق شبه خالية من الزبائن، ولا سيما أن ارتفاع الأسعار شهد قفزةً واضحةً مع اقترابِ شهرِ رمضان».

وأضاف “علي إسماعيل”، أحد باعة الموادّ الغذائيّة في حيّ الميدان، «أنّ ارتفاع سعر تصريف #الدولار ولا سيّما في الأيام الأخيرة، ساهم في كساد البضائع، وإضّعاف الحركة الشرائيّة، الذي سيتسبب بخسائر كبيرةٍ للتجّار الذين دفعوا أموالاً طائلة من أجل تعزيز السّوق بمواد رمضانية».

سعر صرف الدولار الأميركيّ في مدينة دمشق، وصل إلى 3300 ليرة سورية، بعدما وصل إلى 4700 في منتصف آذار الماضي.

وأشار “إسماعيل”، إلى أنّ الشلل التامّ في الأسواق يلاحظه المارّة، حيث اقتصرت المشتريات على مواد سفرة السّحور الأساسية كـ (الزيتون، واللبن، والتمر)، وبكميات قليلةٍ تكفي لعدة أيام.

من جهته، قال مدرس الرياضيات في مدرسة “خولة بنت الأزّور”، “أحمد الرازي”، لـ(الحل نت)، إنّ: «جلّ أهالي دمشق يتدبرون أمور طعامهم بأنواع محدودة من المواد الغذائية، مثل الحلاوة والزعتر وكذلك البيض، الذي يبلغ سعر طبقه 8000 ليرة سوريّة».

وأوضح “الرازي”، أنّ «رمضان هذه السنة اختلف عن سابقيه، فالعديد من الأهالي لا يستطيعون تجهيز موائدهم، فكلفة إفطار ليوم واحد تتراوح بين 8 إلى 10 ألف ليرة سوريّة، دون أن تحوي المائدة على اللّحوم أو تشكيلة أطباق كما كانت تعرف السفرة الشامية».

في المقابل، لاقى إعلان وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عن طرح سلة غذائية في شهر رمضان، للبيع بصالاتها وبسعر يبلغ 50 ألف ليرة سورية، امتعاضاً واضحاً، لمعادلة سعر السلة بمتوسط الراتب الشهري للموظف الحكومي، علماً بأنّ السّلة لا تكفي احتياجات الأسرة إلاّ لأسبوع على أبعد تقدير.

وتحتوي السلة الرمضانية، وفق السورية للتجارة، على علبة سمنة نباتية 2 كيلوغرام، و2 كيلو سكر، وعلبة زيت صويا ليتر واحد، وتونة عدد 2، وعدس مجروش 1 كيلو، وعدس حب 2 كيلو، وشعيرية 350 غراماً عدد 2، وعلبة حلاوة 400 غرام، وعلبة طحينة 400 غرام، وعلبة مربيات عشتار 660 غراماً، وعلبة رب بندورة وزن 1350 غراماً.

وتكتفي كثير من الأسّر في دمشق وريفها، بالاعتماد على المساعدات الغذائية الموزعة عن طريق “برنامَج الغذاء العالمي”، و”الهلال الأحمر السوري”، في حين بلغت نسبة الفقر في سوريا 90%، حسب إحصائيات الأمم المتّحدة.

وتشتّد أزمة السوريين الاقتصادية يوماً بعد يوم، في ظل التضخّم المستمر، وانهيار قيمة الليرة السورية بشكل متسارع، ما زاد من الفساد والرشاوي وحالات السّرقة، في محاولة كثيرين للبقاء على قيد الحياة.

لكنّ أغلب الأسر لا تزال تحاول الاندماج في الوضع الراهن دون ممارسات غير شرعية، ما يدفعها إلى تغيير عاداتها الاستهلاكية عمومًا، والغذائية بشكل خاص، لمواجهة التحديات المعيشية قدر الإمكان.

ويبلغ متوسط راتب الموظف في القطاع العام ستين ألف ليرة سورية، وفي القطاع الخاص مئة وخمسين ألف ليرة، وهي مبالغ لا تكفي نهائياً لسد احتياجات الأسرة لأسبوع واحد فقط، وفقاً لمن استطلع موقع «الحل نت» آراءهم في وقت سابق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة