أعضاء في لجنة المصالحة بدرعا لـ«الحل نت»: «لدينا تسجيلات تكشف التعاون بين الفرقة الرابعة وتنظيم داعش»

أعضاء في لجنة المصالحة بدرعا لـ«الحل نت»: «لدينا تسجيلات تكشف التعاون بين الفرقة الرابعة وتنظيم داعش»

عاد الحديث عن وجود خلايا نائمة لتنظيم #داعش في محافظة #درعا، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلدة #طفس، وقيام #الفرقة_الرابعة، التابعة للقوات النظامية، والمقرّبة من #إيران والميلشيات الموالية لها، وعلى رأسها #حزب_الله اللبناني، بحشد قواتها على مشارف البلدة، والتهديد باقتحامها.

وجود التنظيم في المحافظة ظل مثار أخذ ورد طيلة السنوات الماضية، خاصة بعد المصالحة، التي رعتها #روسيا بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، ولكنّ المفاجأة، التي ظهرت مؤخراً، هي ادعاء اللجنة المركزية للتفاوض في درعا الحصول على تسجيلات، تُظهر ما يمكن أن يكون دليلاً على الكيفية التي عاد فيها داعش إلى المنطقة.

 

تهديدات الفرقة الرابعة

في التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2021 بدأت موجة نزوح، هي الأولى من نوعها في المحافظة، منذ اتفاقية المصالحة التي شهدتها عام 2018، فقد ترك نحو ثلث سكان بلدة طفس منازلهم، ونزحوا نحو مناطق مختلفة، فأصبحت شوارع البلدة شبه خاوية، وخاصة خلال ساعات المساء والليل.

«هددتنا الفرقة الرابعة باقتحام البلدة، بحجة وجود خلايا لتنظيم داعش فيها»، وفقاً لما قاله “أبو محمد الجلم”، عضو لجنة التفاوض في طفس، لموقع «الحل نت».

وبحسب “الجلم” فإن «المفاوضات بين اللجنة المركزية للمصالحة وضباط الفرقة الرابعة استمرت لأيام، في محاولة للتوصّل إلى تفاهم، والخروج باتفاق، يحول دون التصعيد العسكري في المنطقة».

ويواصل الوجيه المحلي سرده بالقول: «خلال اجتماع، حضره ضابط روسي، أبلغ ضباط الفرقة الرابعة أعضاء اللجنة المركزية بشروطهم لإنهاء التصعيد العسكري، ومن بينها ترحيل ستة أشخاص إلى #إدلب، وتسليم السلاح المتوسط، والسماح لقوات الفرقة بدخول المنطقة، وإجراء عمليات تفتيش، وهو ما ردت عليه اللجنة برفض بند الترحيل».

تهديدات الفرقة الرابعة لم تكن الأولى من نوعها في درعا، فطبقاً لما أفاد به “الجلم” فإن «الفرقة بدأت في شهر أيار/مايو 2020، بأولى تحركاتها غربي درعا، باستقدام دبابات وجنود، والتفاوض مع اللجنة المركزية والوجهاء لنشر قواتها، على مراحل عدة، في أكثر من  أربعين نقطة، تمتد من بلدة “اليادودة” قرب مدينة درعا، وصولاً إلى بلدات حوض اليرموك الحدودية مع #الأردن والجولان».

ويتابع بالقول: «واجتمع مؤخراً عدد من قادةِ الفصائل المعارضة، المنّتمين حالياً للواء الثّامن من #الفيلق_الخامس، بتاريخ الثاني عشر من نيسان/إبريل 2021، مع وفد روسي، في مدينة “جاسم”، وذلك بطلب من الأجهزة الأمنية السورية، بعد تلقي مدراء المدارس الثانوية في المدينة تهديدات من مجهولين، بسبب عدم التزام الطّلاب والطّالبات بلباس معين، يراه المُهدّدون “شرعياً”. الوفد الروسي أبلغ الحضور بوجود خلايا من تنظيم داعش في المدينة، يقومون باستهداف عناصر من #القوات_النظامية، وشخصيات مقرّبة من الشرطة الروسية، معتبراً أنّ الأمر غير مقبول».

 

تسجيلات عن تحالف سري

وكشف “الجلم” عن «حصول اللجنة المركزية للمصالحة في درعا على تسجيلات، أظهرت التنسيق بين قادة الفرقة الرابعة، ومنتمين سابقين لتنظيم داعش، من أجل تنفيذ مخططات لتسهيل دخول الفرقة لمناطق تخضع لاتفاق التسوية. وترد في التسجيلات محادثات للعميد “غياث دله”، قائد الفرقة الرابعة في درعا،  وعقيد يُسمّي نفسه “عبد القادر” (أبو وسام)، من اللجنة الأمنية التابعة للحكومة السورية، مع شخص يدعى “أبا عمر الشاغوري”، من بلدة “المزيريب” غربي درعا، وهو أحد المبايعين لتنظيم داعش».

وبحسب “الجلم” فإن «”الشاغوري” هو أحد المطلوبين الستة، الذين اشترطت روسيا والفرقة الرابعة ترحيلهم باتجاه الشمال السوري. وفي التسجيلات تعّهد “دله” لـ”الشاغوري” بحمايته، وإبعاد أي خطر عنه، مقابل تنفيذ مخططات الفرقة الرابعة في طفس، وإحداث جلبة، لتمهيد دخول الفرقة للبلدة. فيما أكد العقيد “عبد القادر” لـ”الشاغوري” أن ترحيله نحو الشمال سيكون لبعض الوقت فقط، وهو لمصلحته أساساً، فإذا لم يُرحّل سيتهمه  بقية المبايعين لداعش بالخيانة، ولذلك لن يكون إبعاده إلا “فترة نقاهة” لأشهر معدودة، ثم يعود إلى درعا، حسب تعبير العقيد».

التسجيلات كشفت أيضاً «ضلوع “دله” و”عبد القادر” بافتعال مشاكل في بلدة #الصنمين، مهّدت للسيطرة عليها، وقد اعتبر الضابطان أن حرب طفس ستكون على منوال ما حدث في الصنمين، التي تم ترحيل بعض الموالين لداعش منها، ليعودوا إليها بعد فترة، بعلم ومساعدة قيادة الفرقة الرابعة»، وفقاً للمعلومات التي أدلى بها “الجلم”.

 

«تعاون حزب الله مع داعش ليس جديداً»

العقيد “إبراهيم المقداد”، وهو قائد في “جيش الثورة”، أحد فصائل المعارضة في درعا سابقاً، يرى بدوره أن «الميلشيات الموالية لإيران، عبر الفرقة الرابعة، ذراعها الأساسي في المنطقة، لن تكف عن محاولة اقتحام قرى وبلدات المحافظة في المستقبل، حتى لو وافق الأهالي على ترحيل عشرات من أبنائهم إلى شمال سوريا، ولن تتوقف عن تهديداتها، حتى تقبل كل مناطق درعا بتنفيذ شروطها كاملة».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «التنسيق بين تنظيم داعش والأجهزة الأمنية ليس جديداً، وبات مكشوفاً قي الآونة الأخيرة، خاصةً عند اقتحام القوات النظامية لحوض اليرموك، الذي كان معقلاً للتنظيم، واعتقالها عديداً من قادته، في آب/أغسطس 2018، لتعقد معهم فيما بعد اتفاقاً، أخرجتهم بموجبه من السجون، وباتت تنسّق معهم، بل وينفذون اغتيالات لصالحها».

وأشار “المقداد” إلى أنّ «التهديد باقتحام القرى والبلدات، بحجة وجود داعش، ليس سوى شمّاعة تعلّق عليها الفرقة الرابعة أطماعها بالسيطرة على المنطقة، وبالتالي تقديمها لقمة سائغة لإيران وحزب الله».

وانتشرت، في وقت سابق، تسريبات لقياديين من تنظيم داعش، في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، اعترفوا فيها، خلال تحقيقات أجراها التنظيم قبل عام 2018، بتعاملهم المباشر مع ميلشيا حزب الله اللبناني.

وأوضحت التسريبات، وفق “المقداد”، أنّ «هناك بعض العناصر السابقين في تنظيم داعش، من الذين كانوا يعملون في منطقة حوض اليرموك، يتلقون الآن حوالات مالية شهرية، ويحملون بطاقات أمنية، تابعة للأجهزة الأمنية في الحكومة السورية».

وعليه يؤكد “المقداد” أن «هنالك تعاوناً بين حزب الله وداعش، بهدف استكمال المشروع الإيراني للسيطرة على كامل المحافظة، دون معرفة روسيا، الغافلة عمّا يحدث، بسبب تركيزها على مناطق وجبهات أخرى في البلاد».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة