انتقد الميليشيات ورجال الدين.. سعدي يوسف يُشعل أزمة ثقافية وسياسية في العراق

انتقد الميليشيات ورجال الدين.. سعدي يوسف يُشعل أزمة ثقافية وسياسية في العراق

بعد أن أصدر وزير الثقافة العراقي #حسن_ناظم، رسالة إلى #وزارة_الخارجية دعا فيها إلى «الإسراع بالاتصال بذوي الشاعر #سعدي_يوسف والاطمئنان على صحته، وزيارته نيابةً عن الوزير».

وأكد ناظم في رسالته، حرصه على «متابعة حالة الشاعر، وتلبية احتياجاته، على أن يجري ترتيب مكالمةٍ هاتفية».

إلا أن هذه الرسالة، تسببت بأزمة بين الأوساط الثقافية التي تدعم الشاعر سعدي يوسف الذي يستقر في #بريطانيا، وبعض الأوساط السياسية التي تخشى قصائد الشاعر، لا سيما انتقاداته اللاذعة للميليشيات الموالية لإيران، ودور رجال الدين السلبي في #العراق.

وعقب رسالة وزير الثقافة، شنت وسائل إعلام تابعة للميليشيات الولائية في العراق، حملة إعلامية شرسة ضد سعدي يوسف، وقد تداولت قصائد كتبها الشاعر قبل سنوات، وتحديداً تلك التي انتقد فيها “#الحشد_الشعبي” والمرجع الديني “#علي_السيستاني”.

وفي السياق، ردَّ نائب رئيس #مجلس_النواب حسن الكعبي، على رسالة وزير الثقافة، أن «سعدي يوسف أساء إلى رمز الجمال والذوق والإنسانية جمعاء النبي محمد (ص)». مطالباً وزير الثقافة بـ«إلغاء الكتاب المتعلق بدعم الشاعر».

من جهته، قال عضو لجنة الثقافة والإعلام في #البرلمان_العراقي علي الحميداوي، إنه «بغض النظر عن موقف سعدي يوسف من العملية السياسية، فإن دعمه واجب من قبل الحكومة».

وأضاف الحميداوي في تصريحات صحافية أن «سعدي يوسف قامة من قامات الشعر العراقي والعربي، وهو معروف عالمياً وله ثقله ومن واجب الوزارة العناية بالمثقف سواء في داخل العراق أو خارجه».

مبيناً أن «مرض سعدي يوسف شيء ومواقفه شيء آخر، بل يجب ان يتم دعمه لتجاوز محنته مهما كانت إساءته، كونه مغترباً ووضعه الصحي سيئ جداً، بعيداً عن جميع مواقفه وتوجهاته، فالتعامل معه ينبغي أن يكون إنسانياً».

أما رئيس اتحاد الأدباء والكتّاب في #البصرة سلمان كاصد، أكد أن «موقف وزير الثقافة أمر غريب، حيث أنه لا يحضر جنازة أديب من داخل #العراق، لكن سعدي يوسف صحته مستقرة، وخرج من المستشفى كما سمعنا ووضعه جيد».

مشيراً في تدوينة على “فيسبوك” إلى أنه «على الوزير بناء صرح ثقافي مهم كي يشار له ويبقى باسمه في المستقبل، بدلاً من هذه الخطوات كون أن سعدي يوسف تكفلت به الديمقراطية الأوروبية منذ 50 عاماً، ومن يجب الاعتناء به هو الأديب والمثقف العراقي حيث نشاهد يومياً سقوط أحدهم بسبب “#كورونا” مع صمت من قبل الوزير».

ولفت إلى أن «سعدي يوسف أساء للجميع والمكونات ووقف مع تنظيم “#داعش” واعتبرها الجهة المناضلة».

وعقب ذلك، أصدر وزير الثقافة حسن ناظم، رسالة ثانية، ذكر فيها أن «هدفي من الكتاب (الذي أرسله إلى وزارة الخارجية) أن أرسل رسالة إلى الذين يقولون دوماً إن بلدهم يخذلهم في الملمّات، رسالة أن دولة العراق الجديدة لا تتخلى عنهم رغم كلّ شيء، وهدفي أبعد من العناية بسعدي، أبعد من رعاية مريض».

مبيناً أن «سعدي مات شاعراً منذ سنوات، منذ التسعينيات لم يكتب قصيدة، وما يكتبه من نصوص هي أوعية لأحقاد وسموم ترتدّ عليه».

مستدركا «تصرّفتُ كوزير في دولة جديدة وليس كناقد للشعر. ما سيبقى من سعدي شيء واحد وهو الشاعر الكبير الذي حجز مكانه في تاريخنا الشعري ومعتمدنا الأدبي منذ امرئ القيس حتى السياب».

ويُعد سعدي يوسف، إضافة إلى #محمود_درويش وأدونيس من عمالقة  الشعر العربي في النصف الثاني من القرن العشرين، لما قدموه من إنجازات أدبية، وقد ولد يوسف في أبي الخصيب، بالبصرة عام 1934، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954، وعمل في التدريس والصحافة الثقافية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.