بدت شوارع العاصمة السورية دمشق، خالية من المواطنين قبيل ساعات من دخول عيد الفطر، في صورة لم يسبق لها أن حدثت حتى خلال أيام الحرب في العشر سنين السابقة.

وخلال جولة في شارع “الحمرا”، تحدث (الحل نت)، مع عدد من الأهالي، وسألهم عن أسباب عزوف الناس عن شراء الاحتياجات ومستلزمات العيد.

ويقول المواطن، “سمير دربالة”، إنّه «في إحدى الصالات الحكومية التابعة لـ #السورية_للتجارة، وفي عرض نهاية الموسم على الألبسة فقط بـ 25 ألف #ليرة_سورية، أي ما يعادل نصف راتب الموظف الحكومي، ونصف المنحة التي قدمها الرئيس السوري #بشار_الأسد للعاملين في مؤسسات الحكومة قبل أيام».

وأضاف “دربالة”، أنّ «راتب الموظف يمكن أن يشتري في أحسن الأحوال، ثلاث قطع ألبسة من الصالة الحكومية التي من المفترض أنها مدعومة، فكيف ستكون الأسعار في المتاجر الخاصة والعلامات التجارية المشهورة».

فرحة العيد وبحسب الأهالي، لم يفسدها اجتياح وباء “كورونا” كما في الدول المجاورة لسوريا، ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة هي من عصفت بالمواطنين وأجبرتهم على فرض حظر تَجْوال على أنفسهم والتزام بيوتهم.

لن يستطيع أغلب المدنيين في محافظة دمشق، خلال الأيام الأخيرة من رمضان شراء كسوة عيد الفطر لأطفالهم، إذ بلغت نسبة ارتفاع الأسعار ثلاثة أضعاف بالليرة السورية عن العام الماضي، وسعر كل قطعة من اللباس بعشرات آلاف الليرات.

ويتراوح سعر بنطال الجينز بين 35 – 60 ألف ليرة سورية في الأسواق، بينما تراوح سعر الكنزات بين 18 – 30 ألف ليرة، والقمصان بين 20 – 40 ألف ليرة، بينما تراوحت أسعار الألبسة الولادي بين 30 – 50 ألف ليرة للفستان البناتي، وألبسة الذكور ضمن ذات المتوسط الخاص بالبالغين للجينزات والكنزات.

وشكّل قلة الحركة الشرائية مفاجأةً لأصحاب محال بيع الألبسة الجديدة، وانخفاض أعداد المتسوقين خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، التي تعدّ موسم البيع والتسوق الأبرز للألبسة الجديدة خلال العام.

يقول تاجر الألبسة، “محمد ربيعة”، لـ(الحل نت)، إنّ: «الزبائن يكتفون بالسؤال عن الأسعار، دون محاولة طلب تخفيض السعر، ومن ثم المغادرة، وقبل الإفطار بساعات وحتى الساعة 12 ليلاً تخلوا الأسواق من متبضعيها».

وأشار “ربيعة”، إلى أنّ «التجار كانوا يأملون بإرسال المغتربين أموالاً إلى سوريا، وأن التجّار تأملوا خيراً بعد تداول صورٍ لزحام في دمشق على أبواب محال الصرافة»، مضيفاً أنّ «الأموال يبدو أنها ذهبت لأمور أهم من فرحة العيد».

أمل “ربيعة” كان مثل حلم #الحكومة_السورية، إذ قدر رئيس قسم المصارف في كُلْيَة الاقتصاد بجامعة دمشق، “علي كنعان”، في تصريحات له الشهر الماضي، أن معدّل حوالات الأشخاص بالقطع الأجنبي المرسلة إلى ذويهم في سوريا، بنحو 3 إلى 4 ملايين دولار يومياً، وترتفع عادة في شهر رمضان إلى أكثر من 10 ملايين دولار يومياً.

ووفقاً لحديث “كنعان”، فإن هناك 300 مليون دولار دخلت سوريا خلال شهر رمضان، حيث تعتمد نحو 70% من الأسر السورية على #الحوالات في معيشتها سواء كانت تصلها بشكل منتظم أو غير منتظم.

وأصبح سعر صرف الدولار في دمشق، الأربعاء، 3100 ليرة سورية، بعد أن كان، الثلاثاء، بـ 3080 ليرة سورية.

ومع ساعات رمضان الأخيرة، يستذكر السوريون أنّ أسعار معظم المواد تسجل ارتفاعاً جنونياً في مناطق السلطات السورية، في حين يعيش أكثر من ٩٠ في المئة منهم يعيش تحت خط الفقر، أي لا يستطيعون تأمين الحاجات الأساسية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.