وُلدَت في #الكويت، نشأَت في #بغداد، وتعيش في #كوبنهاغن منذ 20 عاماً وأكثر بقليل.

رغم بعدها وتركها لبلدها الأم #العراق منذ صغرها، إلا أنّها أبَت نسيان أمها #دجلة وأبيها #الفرات.

أكملت دراستها الثانوية بكوبنهاغن، ودرست التسويق، وانتقلت لدراسة الخدمة الاجتماعية لشغفها بالعمل المنظماتي المجتمعي.

بالنسبة لكثيرات مثلها، أن تتوفّر لهن هكذا حياة هادئة نوعاً ما في #أوروبا، لا يفكّرن بالمآسي في بلدهن الأم.

لكن “تمارا عامر” أحبّت العمل التطوعي والمنظماتي بالفطرة، وما زاد ذلك لديها، هو حال المرأة العراقية.

تقول: «دخول الإنترنت للعراق ونشر حالات العنف بكل أنواعه بحق المرأة بمنصات التواصل، لم يتركها صامتة».

من أحد نشاطات منظمة “حقوق المرأة العراقية”

تعرّفت “تمارا” على عدّة ثقافات عبر سفرها واغترابها، الأمر الذي حفّزها للنهوض بنسوة بلدها لواقع أفضل، ولتحريرهن من العبودية الذكورية

لم يكن البعد المكاني عائقاً عليها بوجود الشبكة العنكبوتية، فبدأت مشوارها بتأسيس “حقوق المرأة العراقية“.

لاحقاً، وبعد مرور عقد على تأسيسها، أمست اليوم من بين أبرز المنظمات المعنية بالمرأة في العراق.

كانت الخطوة الأولى عبر إنشاء صفحة فيسبوك للمنظمة في 2011، ثم صفحة إنستجرام، وصولاً للموقع الإلكتروني.

أطلقت “تمارا” المنظمة من #الدنمارك حيث تقطن، وهي المديرة لها، وللمنظمة مكتب فرعي في بغداد.

تصل للمنظمة يومياً عشرات القصص من نسوة معنّفات، ويعانين من حياة صعبة تدفعهن عادة للتفكير بالانتحار.

“تمارا عامر” – فيسبوك

لكن “تمارا” ومعها متطوعات عديدات بالمنظمة، يساعدنهن، وينتشلنهن بشتى الطرق، النفسية منها، والقانونية.

لم يقتصر دور المنظمة على معالجة مشاكل المرأة، بل تعدّاه لنشر التوعية بحقوقها، والمطالبة بالعدالة الاجتماعية.

على عكس جل المنظمات التي تطالب بالمساواة بين المرأة والرجل، اتخذت “تمارا” التوعية بالعدالة الاجتماعية.

«أنا أؤمن بالواقع. الواقع في الشرق غير الغرب. في الغرب يمكن المطالبة بالمساواة، في الشرق لا».

«في الشرق وبسبب المجتمع تجد المرأة اتكالية نوعاً ما، لذا العدالة الاجتماعية هي الأمثل»، تبيّن “تمارا”.

أقامَت منظمة “حقوق المرأة العراقية” العديد من الورش للنساء في العراق، تعلّمهن كيفية الدفاع عن النفس قانونياً.

من أحد نشاطات منظمة “حقوق المرأة العراقية”

غير الدفاع عن النفس، هناك ورش كثيرة أخرى، هذا ناهيك عن المطالبة بتشربع قانون يناهض العنف الأسري.

دفعت النجاحات والسمعة التي حقّقتها المنظمة بالحكومة العراقية للتعاون والتعامل معها بشكل متكرّر.

«اليوم هناك تعاون وثيق مع وزارة الشباب والرياضة، وحتى مع أمانة مجلس الوزراء»، تقول “تمارا”.

كان الحلُم بالنسبة لـ “تمارا” هو تأسيس منظمة ترعى المرأة المضطهدة بالعراق وتنهض بها، وقد تحقّق، بحسبها.

لكنها اليوم، تحلم برؤية المرأة العراقية تعيش بسلام وحرية وطمأنينة، وأن ينتهي التحرش والعنف بحقها.

«هو حلم صعب، لكنه ليس بالمستحيل، طالما هناك كثيرات مثلي يعملن بهذا الطريق، وسننجح»، تختتم “تمارا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة