يستعد #العراق لتوقيع عقدٍ بمليارات الدولارات مع شركة ZhenHua الصينية ضمن خطة إنقاذ من #بكين للحكومة العراقية، التي تعاني من ضائقة مالية والتي ستتلقى أموالاً مقدماً مقابل إمدادات النفط طويلة الأجل.

هذه الصفقة هي أحدث مثال على قيام #الصين، من خلال الشركات التجارية والبنوك التي تسيطر عليها الدولة، بإقراض منتجي النفط المتعثّرين مثل #أنجولا #فنزويلا #الإكوادور، مع السداد على شكل براميل النفط بدلاً من النقد.

فقد أضرّ انهيار أسعار النفط هذا العام بميزانية العراق وفشلت الحكومة في دفع رواتب المدرسين وموظفي الخدمة المدنية في الوقت المحدد.، وقد تضرر جميع المنتجين الرئيسيين من هبوط أسعار النفط الناجم عن فيروس #كورونا.

لكن العراق، حيث يمثل النفط الخام كل الإيرادات الحكومية تقريباً، في وضع أسوأ من غيره من البلدان. ومن المقرر أن ينكمش اقتصاد العراق بنسبة 12٪ هذا العام، أي أكثر من أي عضو آخر في #منظمة_أوبك، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وتكافح الحكومة للوفاء بالتزاماتها تجاه منظمة أوبك، التي وافقت في ذروة الوباء في شهر نيسان الماضي على خفض الإنتاج. وضاعفت #بغداد سقف إنتاجها في عدة مناسبات، ما أغضب #السعودية زعيمة أوبك الفعلية.

واختارت الشركة العراقية المكلفة بالصادرات البترولية “سومو”، شركة ZhenHua بعد أن طلبت من تجار النفط تقديم عطاءات، بحسب مصادر مطلعة.

وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء العراقي “حسن ناظم”: كانت هناك «عدة عروض وإنها قيد الدراسة» قبل أن يتخذ رئيس الوزراء #مصطفى_الكاظمي القرار النهائي.

وبموجب شروط خطاب أرسلته #سومو الشهر الماضي، سيشتري العارض الفائز 4 ملايين برميل شهرياً، أو حوالي 130 ألف برميل يومياً. وسيدفع مقدماً مقابل عام واحد من التوريد، والذي سيحقق بالأسعار الحالية أكثر من ملياري دولار. وهذه الصفقة سارية لمدة خمس سنوات، لكن الدفعة المقدمة لمدة عام واحد فقط.

وقد جذبت هذه الصفقة اهتماماً واسعاً بين كبار تجار النفط. ومُدّد الموعد النهائي لتقديم العطاءات حتى نهاية الشهر الماضي لإتاحة مزيد من الوقت للشركات لتقديم العطاءات.

صفقةٌ نادرة 

غالباً ما اعتمدت الدول الغنية بالطاقة والتي تعاني من نقص في الإيرادات على صفقات الدفع المسبق لجمع الأموال، لكن بغداد لم تفعل ذلك حتى الآن. وقد استخدمت حكومة #إقليم_كردستان عقوداً مماثلة في الماضي، كما فعلت تشاد وجمهورية الكونغو.

ففي صفقة الدفع المسبق، يصبح مشتري النفط فعلياً مقرضاً للبلد المنتج، وتصبح براميل النفط هي ضمان تسديد القرض.

لكن مشاكل العراق اليوم تجعل من الصعب على الحكومة جمع الأموال بطريقة تقليدية، مثل سوق السندات. ويبلغ متوسط عائدات الدولة بالدولار 7.5٪، وهو من أعلى المستويات لأي دولة ذات سيادة.

وقالت مجموعة #غولدمان_ساكس إن العراق كان من بين أكثر مصدري السندات ضعفا حتى نهاية هذا العام,

ويعد جزء الدفع المسبق من العقد العراقي من أكبر العقود في التاريخ الحديث، على الرغم من أنه أقل من الرقم القياسي البالغ 10 مليارات دولار الذي جمعته روسنفت الحكومية الروسية في عام 2013 من شركات التجارة فيتول جروب وجلينكور بي إل سي.

وإلى جانب حجمها، تعتبر الصفقة العراقية نادرة لأنها تسمح للفائز بشحن النفط الخام إلى أي مكان يرغب فيه لمدة عام.

وعادةً، يُباع نفط الشرق الأوسط الخام بشروط صارمة تمنع التجار ومصافي التكرير من إعادة بيع البراميل إلى مناطق مختلفة.

وربما كان يُنظر إلى استبعاد هذا البند في العقد الصيني كون أموال الدفع المسبق خالية فعلياً من الفوائد بالنسبة للعراق. فعادة ما يدفع البلد عائداً للنقد الذي يتلقاه مقدماً.

إنعاش الصين مجدداً 

تنتج شركة ZhenHua النفط وتتاجر فيه. وقد لعبت هذه الشركة دوراً كبيراً فيما يسمى بسياسة بكين “العالمية” للطاقة. واستثمرت في امتيازات نفطية في الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وميانمار، وتداول النفط الخام من دول مثل الكويت والبرازيل وجمهورية الكونغو.

وتأسست الشركة في عام 2003 كشركة تابعة لأكبر مقاول دفاعي صيني مملوك للدولة والمعروف باسم Norinco ، وفقاً لموقعها على الإنترنت. وتتاجر ZhenHua بنحو 1.3 مليون برميل يومياً من النفط ومنتجاته النهائية.

وتكتسب هذه الشركات المملوكة للدولة الصينية، التي كانت محاطة بالسرية النسبية في الماضي، مكانة بارزة مع ارتفاع استهلاك الصين من النفط. ومن المقرر أن تتفوق قريباً على الولايات المتحدة كأكبر مستورد للخام في العالم.

وكانت ZhenHua، التي تعني “إنعاش الصين من جديد” بلغة الماندرين، قد بدأت مشروعاً مشتركاً مع شركة “سومو” لتسويق براميل النفط إلى الصين في العام 2018، لكن تم إلغاء المشروع لاحقاً.

 

المصدر: (Bloomberg.com)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.