بعد استهداف “العمال” للبشمركة: هل يمكن للحكومة العراقية منع اندلاع حرب أهلية في إقليم كردستان؟

بعد استهداف “العمال” للبشمركة: هل يمكن للحكومة العراقية منع اندلاع حرب أهلية في إقليم كردستان؟

عقب فترةٍ من الهدوء والاستقرار يعودُ إلى الواجهة مشهدُ الصراعِ في #إقليم_كردستان العراق، بين #حزب_العمال_الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود #بارزاني، فيما يتبادل الطرفان الاتَّهامات، حول سعي كلَّ جهةٍ لمحاولة إشعال فتنةٍ، وحربٍ داخليةٍ بين الكُرد.

واستهدف عناصرُ من حزب العمال الكردستاني، في الخامس من شهر حزيران/يونيو الجاري، قوةً من #البيشمركة، التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحديداً ما تُعرف بقوّات “الزريفاني”، ما أدَّى لمقتل خمسة من البيشمركة، وإصابة أربعة آخرين.

وبحسب البيان الرسمي لحكومة إقليم كردستان فإنّ «قوّات البيشمركة كانت تقوم بمهمةٍ رسميةٍ على جبل “متين” في محافظة #دهوك، فنصب لهم عناصر حزب العمال كميناً، أدّى لمحاصرتهم، ومقتل الجنود الخمسة».

ومُنذُ أكثر من شهر تقوم القوّات التركية بعمليات واسعة في شمال العراق، وتحديداً في محافظة دهوك، سيطرت خلالها، بحسب وسائل إعلام كردية، على أكثر من خمسين قرية، ووسّعت نفوذها بإنشاء ثلاث قواعد عسكرية جديدة، تضاف لقواعدها المنتشرة في إقليم كردستان.

ويحذّر مراقبون من تحوّل الصراع بين “الديمقراطي” و”العمال” إلى حربٍ داخلية بين الكُرد، تكون #تركيا المستفيد الأكبر منها.

 

“العمال”: «”الديمقراطي” ينفّذ مخططاً تركياً»

“كاوه شيخ موس”، عضو لجنة العلاقات في حزب العمال الكردستاني، يقول إنّ «تركيا، بعد عجزها عن إيقاف مقاومة مقاتلي حزب العمال، الذين تصدوا لأخطر مشروع توسعي لأنقرة في المنطقة، لجأت لأساليب أخرى، لضرب الحزب».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «من بين تلك الأساليب إدخال #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني بالصراع معنا، وهو ما نرفضه رفضاً قاطعاً، لأنّ قضيتنا هي قضيةُ شعبٍ يبحث عن حقوقه، ولن نقاتلَ إخواننا، مهما اختلفنا معهم»، حسب تعبيره.

وأضاف أنّ «الحزب الديمقراطي الكردستاني هو من يجرّنا لساحةِ الحرب، من خلال قيامه بمساعدة الجيش التركي بتنفيذ عملياته، وهذا الأمرُ معيبٌ جداً، لأن تركيا دولةٌ معاديةٌ للكرد، وتريد السيطرة على إقليم كردستان واحتلاله بالكامل، وليس هدفها محاربة حزب العمال وحده، كما تزعم».

وحول مسؤولية حزب العمال عن مقتل خمسة من البشمركة أكد “موس” أنَّ «الحزب الديمقراطي هو المسؤول عن الحادث الأخير، فقد أعطى أوامر للبشمركة  بالتقدم نحو مقراتنا ومهاجمتها، تنفيذاً لمخطط الجيش التركي».

 

“الديمقراطي”: «صبرنا بدأ ينفذُ»

بالمقابل يقول “ريبين سلام”، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني: «حزب العمال يمارس أعمالاً يمكن وصفها بالإجرامية، وحاولنا عديداً من المرات التغاضي عن تلك الأعمال، إلا أن لصبرنا حدوداً، وقد بدأ ينفذ، فهل من المعقول أن يتم استهداف المنشآت النفطية وجنود البيشمركة والبعثات الدبلوماسية ومحطات الكهرباء، ثم نبقى صامتين؟!».

وبيّن، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «مسعود برزاتي، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكد، في أكثر من مناسبة، أنَّ الدم الكردي محرمٌ، ولن نقبلَ بقتال الأخوة، لكنَّ حزب العمال يستغلّ هذا الأمر، ويستمر بتنفيذ الاعتداءات ضدنا».

وحول الاتهام الموجه للحزب الديمقراطي الكردستاني بتنفيذ المخططات التركية يرد “سلام” بالقول: «ليس نحن من ينفذ المخطط التركي، بل حزب العمال هو من يعطي ذريعةً لأنقرة للتوغّل داخل الأراضي العراقية، وتحويل مناطق إقليم كردستان لساحة حرب وتصفية حسابات».

وحدثت قبل أشهر مناوشاتٌ بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال، نتيجة اتَّهام حكومة الإقليم لـ”العمال” بالوقوف وراء تفجير أنبوب نفطي رئيسي في الإقليم.

وتم التوصّل إلى هدنة بين الطرفين، نتيجة تدخّل مجموعة من الوسطاء، من أحزاب كردية داخلية وخارجية، ما أدّى آنذاك لإيقاف الصراع العسكري، والتصريحات المتشنجة بين الطرفين على وسائل الإعلام.

 

“الاتحاد الوطني”: «لم نعد قادرين على لعب دور الوسيط»

موقع «الحل نت» التقى بـ”غياث سورجي”، القيادي في #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، ليسأله عن رأي بقية الأحزاب الكردية بالصراع الدائر في الإقليم، فأكد أنّ «الاشتباكات الأخيرة بين “الديمقراطي” و”العمال” تنذر بكارثة ستحلّ على الشعب الكردي، وتكون تركيا المستفيد الأكبر منها».

ويتابع بالقول: «تركيا تخطط لإشعال الصراع الداخلي بين الطرفين، وتحرّض عليه عبر وسائل إعلامها، وهي العدو اللدود للشعب الكردي، ولا تفرّق بين عدو وصديق وسط الأحزاب الكردية، فهي تعتبر جميع الكُرد أعداءً لها»، حسب تعبيره.

وحول إمكانية أن يقوم حزبه بدور الوساطة بين الطرفين أوضح “سورجي” أن «الاتحاد الوطني الكردستاني قام سابقاً بالتوسّط لتهدئة الأوضاع، ولكن في الوقت الحالي، وبسبب الخلافات بينه وبين الحزب الديمقراطي، لن يستطيع لعب هذا الدور مجدداً».

واستدرك بالقول: «الأطراف التي يمكن لها لعب دور الوساطة هي الأحزاب الكردية الأخرى، مثل “حركة التغيير” والأحزاب الإسلامية، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع “الديمقراطي” و”العمال”». مطالباً أيضاً #الحكومة_العراقية بالتدخّل، «لأن من واجبها في النهاية منع وقوع القتال على أراضيها، وهناك أطرافٌ داخل حكومة #بغداد لديها تواصل مع حزب العمال، وتستطيع لعب الوساطة، لإنهاء هذا الصراع، وتجنيب الإقليم الاقتتال الدموي بين الكرد».

وكان “مسرور برزاني”، رئيس حكومة إقليم كردستان، قد طالب عناصر حزب العمال بمغادرة أراضي الإقليم، وتجنيب المنطقة مزيداً من القتال والحرب، داعياً، في الوقت ذاته، الأحزاب الكردية للتوحد تجاه ممارسات حزب العمال الأخيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.