تعيش حركة حماس أزمة تخبط في صفوف قياداتها، بعد تلقيها رسالة من القيادة الإيرانيّة الداعمة لها، تحتوي على أوامر للحركة بضرورة عزل أحد أعضاءها وهو “عبد الرحيم أبو فنّه” إثر انتشار تسجيل مصوّر للأخير في أحد الفنادق، يعتذر موقع الحل نت عن نشره كونه مخل بالآداب العامة.

وضجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتسجبل المصوّر للقيادي في حماس “عبد الرحيم أبو فنّه” وهو ما اعتُبر بمثابة «الفضيحة»، ما أثار مخاوف إيران بحسب رسالتها إلى قائد حركة حماس في فلسطين، من تأثر سمعة «المقاومة» والمكاسب التي حققتها إيران والحركة في المنطقة بدعوى «مقاومة الاحتلال».

وبلهجة صارمة وجّه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني “إسماعيل قآني” خطاباً رسميّاً إلى قائد حماس “يحيى السنوار” يأمره بضرورة عزل “أبو مطيع عبدالرحيم أبو فنه“، وتجريده من كافة صلاحياته كمسؤول جمع الزكاة اللوائية، وتجريده من كافة صلاحياته كمسؤول جمع إشتراكات الإخوان المسلمين في فلسطين.

ويعتبر “أبو فنّه” من أبرز القياديين في حركة حماس وهو نائب رئيس الحركة، ومسؤول «جمع الزكاة اللوائيّة»، كما أنه معروف بحثّه المسلمين على «التصدّق ودفع الزكاة في سبيل محاربة الاحتلال»، إضافة إلى ظهوره بشكل دوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتشجيع على الأعمال الخيريّة.

وتواجه حركة حماس اتهامات بممارسة الإسلام السياسي، حيث أعادت حادثة أبو فنّة الأخيرة حماس إلى دائرة الاتهامات باستغلال الشعارات الدينيّة الإسلاميّة، لجعل نفسها «وصيّة على المسلمين» في قضيتهم المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى، وذلك في سبيل تحقيق مصالحها السياسيّة كحركة وكأفراد.

وتؤكد هذه الحادثة إلى جانب العديد من مثيلاتها في السابق، أن قادة حماس بعيدون كل البعد، عن الشعارات التي ينادون بها ليل نهار في سبيل حشد الرأي العام الفلسطيني والعربي لمساندتهم بحربهم مع إسرائيل.

ويقول الناشط الفلسطيني “زيد أبو غدة” تعليقاً على الفيديو المتداول: «الفيديو هاد ما فضح شي جديد، الأعمى بس عاد ضل يصدق الشعارات الإسلاميّة اللي بتطلقها حماس، هدفها فقط استغلال مشاعر المسلمين لتحقيق مصالحها السياسيّة الوسخة».

بينا تضيف “عائشة أم الحسن” بالقول: «حماس حركة وأفراد لا تعنيها القضية الفلسطينيّة ولا القدس، هدفهم فقط تحقيق مصالحهم الشخصيّة، والشعارات الدينيّة بتشتغل منيح بعالمنا العربي، وهم بعيدون كل البعد عما يصدّعون رؤوسنا به في الإعلام».

ويرى مراقبون أن قضية “أبو فنّة” الأخيرة تعكس مدى استغلال حماس للشعارات الكاذبة التي تستخدمها في خطاباتها، بهدف جمع التعاطف دعماً لملفاتها السياسيّة البعيدة عن القضية الأساسيّة (قضية القدس والاحتلال)، إضافة إلى محاولاتها المستمرة في إثارة القلق على المقدسات، في استدعاء غير صريح للمشاعر الدينية تارةً والقوميّة تارةً أخرى، كل ذلك لتضعه في جعبة مصالح الحركة السياسيّة ومصالح أفراد قياداتها الشخصيّة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.