ضمن مساعيها الأخيرة لتحقيق موطئ قدمٍ لها في القطاعات الحيوية في البلاد، بدأت #روسيا مشروعاً لإعادة ترميم قطعٍ أثرية بمدينة تدمر السورية القديمة، وذلك تطبيقاً للاتفاقيات الثلاث التي وقعتها مع #الحكومة_السورية.

فأما الاتفاقية الأولى، التي وُقِّعت في تشرين الثاني 2019 بين #متحف_الأرميتاج الحكومي في #سانت_بطرسبرغ والمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، فتنص على ترميم #متحف_تدمر الأثري ومجموعاته.

وأما الاتفاقية الثانية، التي وُقِّعت مع الأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد الثقافة، فتنص على تدريب الكادر السوري وتبادل المعلومات بصيغة صور ثلاثية الأبعاد، عند تقييم الأضرار التي أُلحِقت بالمدينة الأثرية بسبب #داعش والقصف الحكومي.

أما الاتفاقية الثالثة، فوقِّعت مع رابطة صناعة الأحجار الروسية في تشرين الثاني 2020 لترميم #قوس_النصر في #تدمر.

مصلحة روسيا الأساسية

تقريرٌ لموقع (Al-Monitor) الأميركي، أكّد أن اهتمام روسيا بترميم آثار المدينة القديمة في تدمر، نابعٌ ليس لأهميتها الثقافية فحسب؛ بل لوقوعها بالقرب من مناجم الفوسفات وحقول الغاز، ما يجعلها من الأولويات بالنسبة لموسكو.

ويوضح التقرير نقلاً عن “محمد حسن العايد” مدير شبكة تدمر الإخبارية، قوله، إن المدينة «تحوّلت إلى محور للتنقيب عن الآثار، بعد سيطرة القوات النظامية على المدينة ودخول الميليشيات الروسية والإيرانية إليها».

ويرى التقرير أن روسيا «تسعى إلى لفت أنظار العالم نحو الدمار الذي لحق بتدمر؛ للحصول على أموال لتمويل عمليات الترميم هذه، رغم عدم تمتعها بالخبرة في ترميم الآثار».

كما تهدف موسكو أيضاً إلى الاستيلاء على المدينة من خلال الآثار وعملية إعادة الإعمار، بهدف سرقة أموال #اليونسكو وفتح استثمارات جديدة في المدينة.

ويُضيف الموقع، أن روسيا تسعى للسيطرة على معظم القطاعات في سوريا، بما يخدم مصالحها الاقتصادية في المستقبل.

كذلك تُبدي اهتماماً خاصاً بمدينة تدمر ومعالمها، نظراً لأهميتها السياحية وإمكانية تنفيذ مشاريع كبرى في حالة استقرار الوضع في البلاد، وبالفعل أقام الجيش الروسي قاعدة عسكرية داخل مدينة تدمر الأثرية، بهدف منع الميليشيات الإيرانية من الاستيلاء على المنطقة.

استحواذٌ على المكاسب الاقتصادية 

ويذكر التقرير، نقلاّ عن “وائل علوان”، باحث في مركز جسور للدراسات، قوله:  «تسعى روسيا للاستحواذ على جميع الملفات التي من شأنها تحقيق مكاسب اقتصادية في سوريا، بما في ذلك المواد الخام وملف إعادة الإعمار والسياحة، والتي تتمركز بشكل رئيسي في المناطق الساحلية والأثرية في سوريا».

موضّحاً أنها (أي روسيا)، «تسعى لإثبات انتصار “الأسد” في المعركة، وأنه يسعى بنشاط لتحقيق الاستقرار الاجتماعي وأن المشاريع السياحية والاستثمارية في سوريا قد بدأت بالتعافي».

ويختتم “علوان” حديثه بالقول: «تحاول روسيا إبعاد #إيران عن المدينة القديمة، لأن الميليشيات قد سرقت الآثار مسبقاً وهرّبتها عبر #لبنان، وبما أنها تسيطر على المنطقة، فهي تسعى لمنع حدوث عمليات تهريب لصالح #طهران».

وتسبب تنظيم داعش بدمار (معبد بل ومعبد بعل شمين وقوس النصر)، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية المعروضة في متحف المدينة.

كما دمّر التنظيم  (تيترابايلون- البوابات الأربعة) التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها جريمة حرب.

كذلك استهدفت قوات الحكومة السورية المواقع الأثرية في المدينة القديمة بحجة مطاردة خلايا التنظيم المختبئة هناك.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة