في تطورٍ لم يستغربه ناشطون ومراقبون للحراك الاحتجاجي بالعراق، تبلورت ظاهرة جديدة تدعم امتداد تظاهرات “تشرين”، عبر بروز “أمهات الضحايا” في المطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم إلى القضاء.

وتنفرد حالياً، أمهات قتلى الاحتجاجات العراقية، من خلال التصدي لقضايا المطالبة بالكشف عن قتلة أبنائهن، وأخذن على عاتقهن الاستمرار برفع صوت المطالبة بدمائهم وتوجيه الاتهامات للجهات السياسية والتكتلات المسلحة دون خوف.

وبرزت أسماء عديدة في محافظات مختلفة من العراق، وأقدمن أمهات الضحايا على أفعال مختلفة في الإعلام وعلى مستوى الساحات والميادين، وعدم التردد في اتهام التيار الصدري وفصائل مرتبطة بالحشد الشعبي.

ومن بين تلك الأسماء، والدة مهند القيسي الذي سقط قتيلاً في أحداث ساحة الصدرين بمحافظة النجف، بعد مصادمات بين متظاهرين ومسلحين من التيار الصدري واقتحام الساحة واحتراق الخيم.

إضافة إلى والدة الناشط الضحية عبد القدوس قاسم، الذي قضى باغتياله من قبل مسلحين مجهولين، في محافظة #ميسان، حيث خاضت والدته نشاطات مختلفة مطالبة بدم ولدها وتبنيها قضية “تشرين”.

وأخيراً، برز “حراك الأمهات” بشكل أكثر تطوراً، من خلال والدة الضحية الناشط #إيهاب_الوزني، والذي اتهم باغتياله آمر لواء الطفوف في الحشد الشعبي #قاسم_مصلح في مدينة #كربلاء.

وقادت والدة الوزني حراكاً شعبياً يستهدف القضاء العراقي، وحاولت لأكثر من مرة نصب خيمة اعتصام أمام محكمة كربلاء، إلا أن العناصر الأمنية منعتها واستخدمت القوة، الأمر الذي شجع باقي عوائل الضحايا في مختلف المحافظات للإقدام على خطوات مشابهة.

ويُطالب أهالي الضحايا بالتحقق من المراحل التي وصلت إليها قضايا التحقيق في اغتيال ومقتل أبنائهم، ومن بين المتضامنين والدة الناشط عبد القدوس قاسم وأمجد الدهامات، فيما تضامن شقيق #صفاء_السراي، مع حملة ذوي الضحايا.

يُشار “تظاهرات تشرين”، التي انطلقت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، تعرضت إلى قمعٍ عنيف من قبل الأجهزة الأمنية والفصائل المسلحة، ما أدى إلى مقتل نحو 800 متظاهر وإصابة 25 ألفا آخرين.

إلا أن عمليات الاغتيال استمرت طيلة الفترة الماضية، وسقط ضحيتها العشرات من الناشطين البارزين، دون أن تكشف السلطات العراقية عن الجهات التي تقف خلف عمليات الاغتيال.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.