تزوجت مئات النساء الأجنبيات اللواتي تربطهن صلات بتنظيم #داعش في #مخيم-الهول المترامي الأطراف في سوريا، رجالاً قابلوهم عبر الإنترنت، وهُرِّبت عدة مئات منهن باستخدام الرشاوى النقدية التي قدمها أزواجهن الافتراضيين الجدد.

فقد أُرسِلت حوالات بنكية لسكان المخيم يصل مجموعها إلى ما يزيد عن 500 ألف دولار (360 ألف جنيه إسترليني)، وفقاً لشهادة 50 امرأة داخل وخارج مخيم الهول، ومسؤولين أكراد محليين، وعضو سابق في تنظيم داعش في أوروبا الشرقية على علم بشبكة تحويل الأموال، ومقاتل أجنبي في محافظة #إدلب، متورطون في عمليات التهريب.

وبحسب تقريرٍ لصحيفة (the Guardian) البريطانية، فإن تلك الممارسات تمثّل خطراً أمنياً كبيراً داخل سوريا وكذلك للحكومات الأجنبية التي ترفض إعادة مواطنيها إلى بلادهم. لكن وفق  العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، فإن الزواج الافتراضي بات وسيلة هروب سهلة وشائعة بشكل متزايد.

تؤكّد الصحيفة أن محاولات الهرب من مخيم الهول، لا تتوقف، خاصةً مع عودة محدودة لنشاط خلايا التنظيم في مناطق متفرقة من شرقي سوريا، وهو ما يجعل البحث عن وسيلة لتهريب زوجات عناصر داعش من ضمن أولويات مؤيّديه.

وسيلة وحيدة للمساعدة

يبدو أن الزواج عبر الإنترنت، وسيلةٌ ناجعة لمساعدة هاتيك النسوة المحتجزات في مخيماتٍ تديرها #قوات_سوريا_الديمقراطية، وهو كما يعتقد أزواجهن الافتراضيين، ترفع من مكانتهن الاجتماعية، وطريقة لتأمين دخل يمكن أن يجعل الحياة في المخيم أكثر احتمالاً، عبر إرسال مبالغ مالية شهرية لهن.

كما قد يساعد الأزواج الجدد الافتراضيين، زوجاتهن على الهروب من المخيم، عبر مهربين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة تصل لنحو 15 ألف دولار لكل امرأة.

ولا توجد تقديرات رسمية لعدد النساء اللواتي استطعن مغادرة الهول بهذه الطريقة، ولكن عندما وصلت العائلات التابعة لداعش لأول مرة إلى المخيم قبل عامين، لم يكن هناك مساحة كافية وكان على العائلات القتال من أجل الخيام والموارد.

واليوم، نُقِل بعض الأجانب إلى مخيم آخر وهرب البعض، تاركين عدة صفوف من الملحق الذي يأوي الأجانب فارغاً تماماً. كما أنه ليس من الواضح أين توجد معظم النساء الهاربات الآن، لكن امرأة واحدة تحدثت إليها صحيفة (الغارديان) تعيش الآن مع زوجها الجديد في إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق.

كيف تتم العملية؟

لا يزال بعض الأزواج الحقيقيين لهاتيك النسوة على قيد الحياة في سجون (قسد)، لكنهن يزعمن أنهن أحرار في الزواج، لأنهن لم يعد بإمكانهن التأكد من أن أزواجهن  لا يزالون مسلمين بعد الآن. وإذا لم يفِ الزوج الجديد بوعوده، فإن البعض منهن على استعداد للزواج أكثر من مرة.

والجزء الصعب من هذا الزواج هو جعله جسدياً، حيث يمكن أن يكلف الخروج من الهول ما يصل إلى 15000 دولار، بحسب جنسية الزوجة وعدد أطفالها وطريقة التهريب التي يمكن تحملها.

وعادةً ما يتم تنظيم عمليات الهروب من قبل سماسرة في إدلب، آخر منطقة في سوريا لا تزال خارج سيطرة دمشق. وتُرتّب العمليات على أسس عرقية ولغوية! فالوسيط الناطق باللغة الروسية، على سبيل المثال، عادة ما يتعامل فقط مع المتحدثين الآخرين بالروسية.

وأغلى وسيلة للخروج هي السيارة الخاصة، حيث يتم رشوة نقاط التفتيش التابعة لقوات سوريا الديمقراطية والإسلاميين حتى الوصول إلى منزل آمن في إدلب.

والطريقة الأفضل التالية هي الاختباء في صهاريج المياه أو الحافلات أو المركبات الأخرى التي تدخل المخيم، بمعرفة السائق. أما الخيار الأرخص، فهو الخروج مشياً بعد رشوة الحراس والجري أثناء الليل.

وتدرك قوات سوريا الديمقراطية حجم المشكلة، وأن الحراس والعاملين في المخيم إما على استعداد لتلقي الرشاوى أو يتم إجبارهم على المساعدة في محاولات الهروب.

يقول “كينو غابرييل” الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية: «لا تزال بعض شبكات تهريب داعش الموجودة مسبقاً تعمل، لكن فيما يتعلق بالهول، أعتقد أن معظم من يتعاون في التهريب هم انتهازيون يتم رشوتهم بالمال، أو يواجهون تهديدات».

العديد من الحكومات، بما في ذلك المملكة المتحدة، مترددة في إعادة 9000 من الرعايا الأجانب وأطفالهم الذين يعيشون في الهول. وتدرك العديد من النساء أنهن قد يواجهن السجن في الوطن.

الزواج ثم تحويل الأموال

تؤكد الصحيفة، أن كل “زواج” يتبع نفس النمط: امرأة في الهول تنشئ صفحة ملف شخصي على الفيسبوك أو أنستغرام، وتنشر صوراً للأسود وغيرها من الأيقونات المرتبطة بداعش، وتدعو المجتمع الإسلامي لإنقاذها.

ويمكن للمحتوى أو المحادثات المتطرفة بشكل صريح مع الأزواج المحتملين الانتقال إلى تيليغرام، وهو تطبيق مشفر، حيث يكون من الصعب اكتشاف النشاط الإرهابي.

ويرسل الأزواج الأموال مباشرةً إلى تركيا عن طريق التحويل البنكي العادي، أو إذا كانوا يخشون أن يتم اكتشافهم، فإنهم يرسلون الأموال إلى بلد آخر من الدول الغربية، عادة من دول البلقان أو أوكرانيا. ومن هناك تذهب الأموال إلى تركيا، حيث ستعبر الحدود نقداً، أو يتم إرسالها عن طريق الحوالة مباشرة إلى سوريا.

يتجه كل من يغادر مخيم الهول تقريباً إلى محافظة إدلب، التي تبعد 400 كيلومتر (250 ميلاً). أما الخيار الآخر، فهو الانضمام إلى خلايا داعش النائمة في صحراء دير الزور الشرقية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة