في ذكرى الإبادة: كتابٌ جديد يُوثّق تجربة الناجية الإيزيدية “ليلى تَعلو”.. هذه حكايتها

في ذكرى الإبادة: كتابٌ جديد يُوثّق تجربة الناجية الإيزيدية “ليلى تَعلو”.. هذه حكايتها

صدر حديثاً للباحث الإيزيدي، ورئيس المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، “حسو هورمي” كتاب حمل عنوان “شمس في وجه الظلام”، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية.

وجاء إصدار الكتاب، ضمن سلسلة مائة عام من الإبادة الجماعية (من إبادة الأرمن إلى إبادة الإيزيديين)، وذلك عن “مؤسسة مسارات” في #بغداد بالتعاون مع “دار الرافدين” في #بيروت.

وتضمن الكتاب مجموعة من المقالات، عن تجربة الناجية الإيزيدية “ليلى تعلو”، والفريد في الكتاب، هو أن المقالات كتبت من قبل باحثات نسويات من أماكن وقارات وثقافات مختلفة.

ومن أبرزهن: “أمان السيد من سوريا – أستراليا، وحكمت حنا من مصر – النمسا، ونادية أبكري من المغرب، وجنار نامق من إقليم كردستان العراق، وخيرة خلف الله من تونس، ونجاح هوفاك من سوريا – ألمانيا”.

وأشار المنسق العام لمؤسسة مسارات، #سعد_سلوم بتصريح صحفي إلى: «أهمية توقيت صدور الكتاب والمنظور النسوي الذي تضمنه في مقاربة تجربة الناجية “ليلى تعلو”، لا سيما وأنه يصدر بإشراف رئيس المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية»، بحسبه.

 كتاب “شمس في وجه الظلام” – إنترنت

كما تأتي أهميته لصدوره: «ضمن مشروع رائد للنشر بالعربية عن الإبادة الجماعية، والذي أطلقته مؤسسة مسارات عام 2015 لتوثيق الفظائع التي واجهت #المجتمع_العراقي بكافة أطيافه ومواطنيه»، وفق “سلوم”.

إذ تضمّن المشروع، حسب “سلوم”: «رسالة مهمة موجّهة إلى الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، أو بعبارة أدق دعوة إصلاحية حول تطوير الهياكل والأطر المؤسسية الوطنية والدولية لمنع الإبادة المقبلة»، على حد تعبيره.

يُذكر أن للباحث “حسو هورمي” في هذا المجال مجموعة من المؤلفات، منها: “الفرمان الأخير، الطفولة المفقودة، عن جحيم الدولة الإسلامية، داعش وتجنيد الأطفال الإيزيديين، عَنْ داعِش أُحَدِّثُكُمْ، المرأة الإيزيدية والإبادة الجماعية”، وغيرها الكثير.

و”ليلى تعلو” امرأة إيزيدية، ووالدة لطفلين، وكانت أسيرة لدى تنظيم “داعش”، ودفعت عائلتها نحو 19.500 دولار كـ “فدية” لاسترجاعها، حسب وسائل إعلام كُردية

واختطف “داعش”، 19 فرداً من عائلتها، تم تحرير 10 أفراد منهم، بينهم 5 أطفال و5 نساء، ولا يزال مصير البقية غامضاً، وذات الحال ينطبق على زوجها، وفق مواقع إخبارية عراقية.

وكُرّمَت “تعلو” في وقت مضى بجائزة “الأم تيريزا للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية” في #الهند، وسبق وأن صدر كتاب حمل عنوان “ليلى وليالي الألم”، يحكي تجربتها طيلة سنتين و8 أشهر من التعذيب النفسي والجسدي والاغتصاب والخوف، قضتها تحت يد “داعش”.

 كتاب “ليلى وليالي الألَم” – إنترنت

وجاء الإصدار الجديد “شمس في وجه الظلام”، بمناسبة الذكرى السابعة لـ “الإبادة الجماعية” كما اعترفت بها #الأمم_المتحدة وعدة دول، التي ارتكبها تنظيم #داعش بحق الأقلية الإيزيدية في قضاء #سنجار التابع لمحافظة #نينوى شمالي #العراق.

إذ هاجم التنظيم في (3 أغسطس/ آب 2014) قضاء سنجار، وارتكب جرائم عديدة، «فقد ذبح 1298 إيزيدياً في اليوم الأول فقط من اجتياحه للقضاء»، وفق “مؤسسة يزدا” المعنية بشؤون الأقليات.

كما اغتصب واستعبد مئات الإيزيديات، واختطف الآلاف من الرجل والنساء والأطفال، ودمّر 68 مرقداً ومزاراً دينياً، وخلّف 82 مقبرة جماعية للإيزيديين، دفن العديد منهم بها وهم أحياء، ناهيك عن عشرات المقابر الفردية للعديد من الضحايا.

وفي آخر إحصائية لمكتب “إنقاذ المختطفين الإيزيديين” المعتمدة من قبل الأمم اامتحدة، فإن عدد الإيزيديبن كان قبل مجزرة “داعش”، يبلغ 550 ألف نسمة، فيما بلغ عدد النازحين بعد المجزرة 360 ألف شخص.

وبلغ عدد الذين هاجروا إلى خارج #العراق 100 ألف إيزيدي وإيزيدية، أما عدد المختطفين من التنظيم، فهو 6417 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال، وبلغ عدد الناجين والناجيات 3545 شخصاً، بينما بلغ عدد الباقين والباقيات أسرى لدى “داعش”، 2768 شخصاً، 1298 أنثى، و1470 رجلاً.

وأعلن فريق التحقيق الأممي عن جرائم “داعش”، في مايو الماضي، تورط 1444 عنصراً من التنظيم بارتكاب جرائم ضد الإيزيديين بسنجار، من بينهم 469 عنصراً تم تحديد أماكنهم، وطالب بإنشاء محكمة دولية خاصة بهم.

ويُحيي الإيزيديون والعديد من المنظمات المحلية والدولية هذا اليوم سنوياً بمؤتمرات وندوات لاستذكار المأساة الإيزيدية، والتشديد على إعادة الحياة لسنجار وإرجاع النازحين إلى بيوتهم وتوفير الخدمات لهم وإعمار القضاء.

وبعد 7 سنوات على الإبادة، و6 سنوات على تحرير سنجار، بالضبط في (13 أكتوبر 2015) من قبضة “داعش”، عادت 20 ألف عائلة إيزيدية نازحة فقط، والبقية معظمها بالمخيمات، وفق تصريح أدلى به قائمقام سنجار، “محما خليل” لـ (الحل نت).

ويتمثّل سبب عدم عودة العوائل النازحة إلى سنجار، بانعدام الخدمات الأساسية، فالكهرباء لا تتوفر سوى ساعتين يومياً فقط، بالإضافة إلى عدم وجود الماء الصالح للشرب.

كما أن انتشار أكثر من جهة عسكرية، خصوصاً الفصائل المسلّحة الموالية إلى #إيران في القضاء، يُثير القلق لدى الناس، ويمنعهم من العودة إلى سنجار، حسب تقرير أعدّه (الحل نت) بالتزامن مع الذكرى السابعة للإبادة الإيزيدية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة