تُقدِّم فرقٌ أميركية وأوروبية خبراتها للعراقيين، بهدف تجميع القطع الأثرية التي دمرها تنظيم داعش عام 2015 في متحف الموصل. حيث وصل خبراء وفنيون من متحف اللوفر الفرنسي إلى الموصل في حزيران الماضي.

فخلال سيطرته على مدينة الموصل العراقية، بعد عامٍ واحد من إعلان خلافته المزعومة في 2014، دمّر التنظيم منحوتاتٍ داخل المتحف يعود تاريخها إلى نحو ثلاثة آلاف عام.

تقريرٌ لصحيفة (Le Monde) الفرنسية، أوضح أن «داعش» أحرق 25 ألف كتاب وأفرغ غرفة الفن الإسلامي من مقتنياتها، وباعها في السوق السوداء.

مساعدةٌ دولية

يعرض متحف الموصل الذي أسس عام 1952، آلاف السنين من التاريخ العراقي في أربع قاعات عرض، وتم تأمينه منذ ذلك الحين وإجراء إصلاحات فيه، بما في ذلك السطح الذي أصيب بقذائف هاون.

لكن لا يزال المتحف في حالةٍ سيئة، ولا يزال مغلقاً أمام الجمهور اليوم، حتى لو تمكن من إعادة فتح أبوابه لبعض الأحداث الفنية منذ عام 2019.

اجتمع متحف اللوفر الفرنسي ومؤسسة “سميثسونيان” الأميركية للبحث العلمي في التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع، الذي بادر بمشروع إعادة الإعمار بناءً على طلب الحكومة العراقية بإطلاق مبلغ 1.3 مليون دولار.

وتقول “أريان توماس” مديرة دائرة الآثار الشرقية في متحف اللوفر والتي تشارك في المشروع: «ما حدث في الموصل هو كابوس بالمعنى الحقيقي للكلمة، لقد قمنا بإجابة النداء بخبرتنا في المجموعات الموجودة في اللوفر، لاسيما تلك الخاصة بدائرة الآثار الشرقية، والتي هي بطريقة ما قريبة  مما تم تدميره».

مهمةٌ في غاية الصعوبة

حطّم تمثال الثورين المجنحين اللذين لهما وجوه بشرية وأسد ضخم لـ نمرود، وهو معادل لأسد موجود في المتحف البريطاني. وكانت زيارة مجموعة الخبراء بتكليف من متحف اللوفر بمثابة البداية الحقيقية للتعاون.

ويقود الفريق الفرنسي “دانيال إبليد” وهو مرمم متخصص في النحت على الحجر، وكان قد ساعد في الحفاظ على التراث الأفغاني. ويركز العمل التعاوني حتى الآن على قاعدة العرش، التي فجّرت، ما أدى إلى حفرة ضخمة في الأرض.

«تمكنت الفرق من العثور على 80٪ من قطع قاعدة العرش، وذلك لتحديد مواقعها لتكون قادرة على وضعها مع بعضها البعض»، يوضح “إبليد” خلال مكالمة فيديو مع صحيفة (لوموند).

ويتابع قائلاً: «لقد تم التعرف على الأجزاء المتناثرة في جميع أنحاء الغرف، والتي تتراوح من كتل كبيرة تزن بضعة أطنان إلى قطع بحجم ظفر، بواسطة ملصقات بلاستيكية بيضاء. وبالتالي، فإن التأكد من تطابق كل قطعة مع التمثال الصحيح هي مهمة في غاية الصعوبة».

يضاف إلى ذلك ترميم القطع التالفة، فإعادة هذه التحف إلى الحياة هي عملية شاقة تتطلب الكثير من الوقت والموارد، «لكن هذا ممكن، وهذه هي رسالة الأمل التي نريدها أن تصل»، تقول “توماس”.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.