دولٌ عدة ستكون مستفيدةً من سيطرة “طالبان” على السلطة في أفغانستان، ومعظمها إما استضافت الحركة الجهادية أو دعمتها ضمنياً، في وقتٍ سعت دولٌ أخرى، مثل تركيا، إلى أن يكون لها دور في أفغانستان ما بعد الانسحاب الأميركي.

تقريرٌ لصحيفة (The Jerusalem Post) الإسرائيلية، أكّد أن أبرز المستفيدين والرابحين من صعود “طالبان”، هم قطر، روسيا، الصين، باكستان، تركيا وإيران، وكلٌّ منهم يستفيد بشكلٍ مختلف عن الآخر.

فبالنسبة لـ قطر وتركيا، ستستفيدان من استيلاء “طالبان” على السلطة، بسبب صلاتهما بالجماعات الإسلامية والدعم العام للحركات الإسلامية اليمينية المتطرفة.

وأما إيران، التي تريد وتتمنى كذلك خروج الولايات المتحدة من العراق، فستستخدم الفوضى الأفغانية لدفعها إلى مغادرة العراق أيضاً.

فيما ستعمل تركيا مع روسيا وإيران في سوريا لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بالرحيل، وفق التقرير، حيث تتفق كل هذه الدول على ضرورة خروج أميركا من المنطقة.

اعترافٌ دولي بـ طالبان

تسعى كل من روسيا والصين اللتان استضافتا وفود “طالبان” في السنوات والأشهر الأخيرة، بفتح قنوات معها،  والنظر في الاعتراف بها كحكومة جديدة.

إذ تقول الصحيفة الإسرائيلية، إن ذلك مهم في مجلس الأمن، وتؤكّد أن ذلك سيُمكّن طالبان من الحصول على النفوذ الدولي الذي تحتاجه للحصول على اعترافٍ أوسع.

فاللقاء الذي من المقرر أن يجريه السفير الروسي في أفغانستان “دميتري جيرنوف” يوم غدٍ الثلاثاء، مع منسق قيادة حركة “طالبان” المحظورة في روسيا، لمناقشة ضمان أمن السفارة الروسيةً هناك، يبدو أنه بدايةٌ لاعترافٍ روسي بـ “طالبان”.

وبالتالي رغبتها في تأمين آسيا الوسطى، بما في ذلك جناحها الجنوبي، مع سقوطٍ مبكر للحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن.

كل ذلك، يعني أن الفوضى في أفغانستان يجب ألا تنتشر، بحسب التقرير الإسرائيلي، لذلك سترغب موسكو في العمل مع بكين وإسلام آباد وأنقرة وطهران للتأكد من احتواء “طالبان” ووصولها إلى السلطة بطريقة مستقرة.

تقاسم المكاسب

لدى كل تلك الدول مصالح مشتركة، فإلى جانب مصلحتها بخروج الولايات المتحدة من المنطقة، فأنها ترغب بتقاسم الطاقة والموارد المعدنية التي قد تتدفق عبر أفغانستان، ومن هنا تأتي دعوتها للمساعدة في جعل انهيار الولايات المتحدة والغرب أسرع.

وتؤكّد الصحيفة الإسرائيلية، أن هذه الدول لديها أجندات أيديولوجية مختلفة، فلدى تركيا وباكستان وقطر رؤية إسلامية يمينية متطرفة للعالم. وقد أرادوا العمل مع ماليزيا وحتى مع إيران على مفاهيم جديدة تتعلق بنظام إسلامي للتجارة أو البرامج التلفزيونية لمواجهة “الإسلاموفوبيا”.

فيما تشكّل تركيا وقطر محوراً يدعم الإخوان المسلمين، وفي ذات الوقت، فإن لدى الصين وروسيا أفكار أخرى حول كيف يمكن أن يفيدهما وصول “طالبان” إلى سدة الحكم على المسرح العالمي.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.