“حزب الله” بنسخةٍ سوريّة.. هل تدعم روسيا إسرائيل في السر بضرب مواقع إيرانيّة؟

“حزب الله” بنسخةٍ سوريّة.. هل تدعم روسيا إسرائيل في السر بضرب مواقع إيرانيّة؟

لاتزال روسيا محافظة على لهجتها الجديدة للغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقعاً عسكرية في الأراضي السورية خلال الشهر الماضي، إلا أن مؤشرات مستجدة دلت على رغبةٍ روسيّة غير مباشرة في تحديد المناطق المسموح لإسرائيل بقصفها في سوريا، دون منعها بشكل كامل من القيام بالتصعيد ضد الوجود الإيراني هناك.

خلال الأسبوع الماضي، قصفت إسرائيل يومي الثلاثاء والخميس، مواقع عسكرية في القنيطرة، ثم اتبعتها بقصفٍ آخر طال أهداف في محيط مدينتي دمشق وحمص، في ساعةٍ متأخرة مساء الخميس.

اللافت في ردة الفعل على عمليات الإغارة تلك، أن وزارة الدفاع الروسية علّقت فقط على القصف الذي طال كل من حمص ودمشق، فيما لم تبدِ موسكو أي تعليق حيال القصف الذي استهدف القنيطرة، في إشارةٍ إلى أن روسيا تعمل على تحديد مجال الضربات بحيث يتم استهداف مناطق القنيطرة بالتحديد.

وذلك في مسعى يبدو أنه يأتي لمراعاة التخوفات الإسرائيلية لمنع أي تواجدٍ لكيان شبيه لـ ‘‘حزب الله’’ بنسخةٍ سوريّة بالقرب من الجولان، وهو ما تتخوّف منه إسرائيل، ويبدو أن روسيا تتفهمه في ظل آلية التنسيق المشترك بينهما التي جددت الحديث عنها إسرائيل مؤخراً.

وأكد الجيش الروسي، الجمعة، أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من اعتراض 22 صاروخا أطلقتها طائرات إسرائيلية، في غارة جوية على أهداف في الأراضي السورية.

وقال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، ‘‘فاديم كوليت’’، إن 6 مقاتلات إسرائيلية استهدفت مرافق في محافظتي دمشق وحمص من المجال الجوي اللبناني، في وقتٍ متأخر من الخميس.

وأضاف “كوليت” أن وحدات الدفاع الجوي السورية، تمكنت من اعتراض 22 من أصل 24 صاروخاً أطلقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، باستخدام أنظمة دفاع جوي روسية من نوع ‘‘بانتسير إس’’ و‘‘بوك إم2’’.

وهو ليس التصريح الروسي الأول من نوعه، حيث بيّنت وزارة الدفاع الروسية أواخر شهر تموز/يوليو الماضي أن منظومات الدفاع الجوي ذاتها أسقطت 7 صواريخ إسرائيلية من أصل 8 أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية على مواقع عسكرية بمنطقة السفيرة في ريف حلب.

نسخةٌ سوريّة من ‘‘حزب الله’’

الكاتب المتخصص في الشؤون الإيرانية، ‘‘علي عاطف’’، قال خلال حديث لـ (الحل نت) أن إيران و ‘‘حزب الله’’ يحاولان بالفعل استنساخ تجربة جنوب لبنان مرة أخرى وبالتحديد في القنيطرة، «وهو ما تسعى إيران لاستغلاله لصالحها كورقة مساومة مع الولايات المتحدة، بخاصة في حالة حدوث اضطرابات كبرى في علاقات طهران مع واشنطن»
.
وأضاف: «إسرائيل لن تقبل النشاط الإيراني في هذه المنطقة واستنساخ تجربة حزب الله مرة أخرى، كما أن روسيا هي الأخرى لن تقبل بتوسع النشاط والنفوذ الإيراني في هذه المنطقة، بخاصة وأن موسكو ترغب في استقرار الأوضاع في الداخل السوري، وكذلك الولايات المتحدة التي لن تقبل بمثل هذا المشروع».

وذكرت صحيفة ‘‘وول ستريت جورنال’’ الأميركية في تقرير سابق لها، أن ‘‘الحرس الثوري’’ الإيراني ووكلائه في سوريا، نجحوا في إرساء الأساس لجبهة إيرانية ثانية مع إسرائيل بالقرب من مرتفعات الجولان السوري المحتل، لتكون نسخة محدثة عن الجبهة الأولى في جنوب لبنان التي يتولاها “حزب الله”.

فيما كان مركز ‘‘ألما’’ للبحوث والتعليم الإسرائيلي قال أواخر العام 2020 إن وحدتيّ ‘‘القيادة الجنوبية’’ و‘‘ملف الجولان’’، التابعتين لـ ‘‘حزب الله’’، أقامتا تحت رعاية ‘‘فيلق القدس’’ الإيراني، بنيةً تحتية عسكرية على الحدود السورية مع إسرائيل، ما يتيح للحزب فتح جبهة أخرى تعادل الجبهة اللبنانية ضد إسرائيل.

وادعى التقرير حينها، بأن عدد مواقع ‘‘حزب الله’’ في جنوب سوريا، هو أكبر بكثير مما تم الكشف عنه سابقاً، إذ أقام الحزب نحو 58 موقعاً، 28 منها لـ ‘‘القيادة الجنوبية’’، و30 لـ ‘‘ملف الجولان’’. وهما وحدتان أساسيتان في “حزب الله”، تعملان تحت رعاية إيرانية.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي أورد في تقرير سنوي أنه قصف في 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.

وخلال السنوات الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفةً بشكل خاص مواقع للقوات الحكومية السورية، وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ ‘‘حزب الله’’ اللبناني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.