إيران في دير الزور: ما الممارسات التي تدفع ما تبقى من أهالي المحافظة إلى الفرار من بيوتهم وأراضيهم؟

إيران في دير الزور: ما الممارسات التي تدفع ما تبقى من أهالي المحافظة إلى الفرار من بيوتهم وأراضيهم؟

سيطرت #إيران والميليشيات الموالية لها على  #دير_الزور والبوكمال والميادين نهاية عام 2016، بدعم من سلاح الجو الروسي، ويتحدث محللون استراتيجيون عن أنها ضمنت بذلك فتح ممر بري، يصل #طهران ببيروت، فيمكن للجندي الإيراني أو عنصر الميلشيا الخروج من الحدود الإيرانية، والمرور بالأراضي العراقية، ومن ثم دخول سوريا عبر #البوكمال، وصولاً إلى #لبنان. وهو طريق كان مقطوعاً إبان سيطرة المعارضة السورية، ومن ثم تنظيم #داعش، على محافظة دير زور.

إلا أن القوى الموالية لإيران لا تكتفي بضمان أمن طريقها هذا، بل تسعى إلى إجراء تغييرات كبيرة في المنطقة، من النواحي الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية، فبحسب مصادر محلية، تقوم الميلشيات بتهجير سكان مدن وبلدات محافظة دير الزور، بحجج مختلفة، مثل كونهم معارضين للحكومة السورية أو موالين لداعش، ودفع بعضهم، بالترهيب والترغيب، لاعتناق المذهب الشيعي، وسط تعتيم إعلامي كامل، ومنع الصحافة المستقلة من دخول المنطقة.

 

«إيران تفعل ما يحلو لها»

موقع «الحل نت» استطاع التواصل مع مجنّد في #القوات_النظامية، متواجد في مدينة دير الزور، لسؤاله عن الأوضاع فيها، فأكد أن «الوضع مأساوي، وإيران تفعل ما يحلو لها في المدينة»، حسب تعبيره.

وقال “أحمد المحمد” (اسم مستعار)، الذي يؤدي خدمته الإلزامية منذ ثلاث سنوات في دير الزور، إن «السكان يهربون إلى مناطق #الإدارة_الذاتية، بسبب عدم توفّر الكهرباء والماء والغاز ومقومات الحياة، وتقوم الميلشيات بالسيطرة على منازل الهاربين»، إلا أنه نفى الأنباء عن إجبار الناس على اعتناق المذهب الشيعي.

واختتم إفادته بالقول: «الوضع في مدينة دير الزور، على سوئه، أفضل من الأوضاع في #الميادين والبوكمال، ومدينة #معدان في محافظة #الرقة، حيث تجري عمليات تهجير ممنهجة، فإيران تعتبر هذه المدن مراكز استراتيجية لها».

 

«اثنتا عشرة ميلشيا»

حديث المجنّد السوري دفعنا لمحاولة الوصول إلى من تبقّى من سكان الميادين والبوكمال، فحصلنا على إفادة “طارق يوسف” (اسم مستعار أيضاً)، المقيم حالياً في الميادين، والذي أكد أن «المدينة مُسيطر عليها من قبل اثنتي عشرة ميلشيا تابعة لإيران، هي #الحرس_الثوري الإيراني، #لواء_القدس، “كتائب الإمام علي”، “المركز العسكري الاستشاري الإيراني”، “لواء أبي الفضل العباس” العراقي، “لواء حيدريون” العراقي، ميليشيا #حزب_الله_العراقي، #لواء_فاطميون الأفغاني، #لواء_زينبيون الباكستاني، “حركة النجباء” العراقية، “لواء ذي الفقار علي”، “كتائب سيد الشهداء العراقية”».

ويتابع “يوسف”: «المنطقة شبه فارغة من سكانها الأصليين منذ فترة وجود داعش، ومع وصول القوات النظامية والميلشيات الموالية لإيران استمر الوضع على ما هو عليه، فقد عاد في البداية عدد محدود من السكان، لكنهم سرعان ما فرّوا من المنطقة، بسبب ممارسات الميلشيات».

وعن عمليات التشييع أكد المصدر أنها «تجري بشكل صريح، وهي أحد أسباب هجرة السكان، إضافة إلى الضغوطات الأمنية والاعتقالات التعسفية، التي تجري على مبدأ “إن لم تكن معنا فأنت ضدنا”».

ويشير “يوسف” إلى أن «الميلشيات حوّلت عديداً من المساجد إلى مراكز ثقافية للطائفة الشيعية، فضلاً عن نبع “عين علي”، الذي تمت إعادة تأهيله، وأصبح مزاراً دينياً، يحجّ مقاتلو الميلشيات إليه».

متابعاً: «أضافة إلى هذا تقوم الميلشيات بشراء العقارات والأراضي، والاستيلاء على الأملاك والمنازل والمزارع، التي هجرها أصحابها، بحجة أنهم إرهابيون. ويتم إسكان عوائل مسلحي الميلشيات، من عراقيين وطاجيك وباكستانيين وأفغان، في تلك البيوت والأراضي. وتم وضع أغلب المشافي في المنطقة تحت الوصاية الإيرانية، ومنها “مشفى النور” بمدينة دير الزور».

واختتم المصدر حديثه بالقول: «هناك حالات نزوح بشكل يومي إلى مناطق #قوات_سوريا_الديمقراطية، عبر معابر عشوائية على نهر #الفرات، ويقطن بعض النازحين في مخيمات عشوائية في تلك المناطق، فيما يواصل أغلبهم طريقه إلى #تركيا، أو إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية الموالية لأنقرة».

 

«هناك نزوح بشكل يومي إلى مناطقنا»

وللوقوف على حقيقة عمليات النزوح إلى مناطق الإدارة الذاتية التقى «الحل نت» مع “أبي عمر الإدلبي”، القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، الذي أكد أن «الميليشيات الإيرانية تنّفذ عملية تغيير ديمغرافي ممنهج في مدن دير الزور والبوكمال والميادين، فضلاً عن جنوبي محافظة الرقة».

وأشار “الإدلبي” إلى أن «نحو خمسين عائلة تهرب أسبوعياً من تلك المناطق إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية. وبحسب مصادرنا فقد سيطرت الميلشيات الإيرانية على ألف وخمسمئة منزل في مدينة دير الزور لوحدها، بعد طرد أهلها منها، واستولت، في المنطقة ما بين الميادين والبوكمال ودير الزور، على ألف وخمسمئة هكتار من الأراضي الزراعية، تعود ملكيتها للمدنيين».

من جهته أكد “محمد عارف البوحمدون”، الناطق باسم قبيلة “الشرابين” المتواجدة في المنطقة، المعلومات السابقة، مشدداً، في حديثه لـ«الحل نت»، على أن «إيران وميلشياتها تنفذ عمليات تشييع في دير الزور، من خلال الإغراءات المادية».

وحاول الموقع الحصول على تصريحات من مسؤولين في #الحكومة_السورية حول هذا الموضوع، إلا أن كل من تواصل معهم رفضوا الحديث مع جهات إعلامية غير تابعة لحكومة دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة