خلال إحاطة له في مجلس الأمن الدَّوْليّ، أمسِ الثلاثاء، حول مستجدات الأوضاع الإنسانية في سوريا، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، “مارتن غريفيث”، من أنّ الاحتياجات الإنسانية لملايين السوريين وصلت إلى أعلى مستويات لها منذ بداية الحرب.

وقال “غريفيث”، إنّ: «استمرار الصراع والأزمات الاقتصادية ونقص المياه وجائحة فيروس (كوفيد-19)، نتج عنه ارتفاع الطلب على الاحتياجات الإنسانية، إلى أعلى المستويات منذ بَدْء الحرب».

وأشار وكيل الشؤون الإنسانية، إلى أنّ تدهور وضع الأمن الغذائي في شهري يونيو/حَزِيران ويوليو/تموز الماضيين، لافتًا إلى أنّ ارتفاع أسعار السلع الأساسية وفقدان سبل العيش أجبر مزيدًا من الأسر على تقليل وجبات الطعام، وفق ما جاء في الموقع الرسمي للأمم المتحدة باللغة العربية.

وكشف “غريفيث”، أنّه خلال الشهر الماضي سجل مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان، وفاة 153 مدنيًا على الأقل، فضلًا عن إصابة 280 آخرین، أغلبهم من النساء والأطفال، وذلك خلال الأعمال العدائية في عموم سوريا، ونزوح أكثر من 20 الف شخص خلال الشهرين الماضيين.

ونتيجة نقص المياه الحاصل في نهر الفرات، توقع وكيل الشؤون الإنسانية، تفاقم نقص الغذاء، إلى جانب مخاوف على الصحة العامة، وفقدان وسائل المعيشة، وإتلاف المحاصيل الزراعية، ويبقى الضخ محدودًا في محطة (العلوك) في محافظة الحسكة.

وأكد المسؤول الأممي على أهمية إعادة منح التصريح لدخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 3.4 مليون شخص بحاجة للمساعدة، بما في ذلك مليون طفل، مبينًا أنها ستكون بمثابة شريان الحياة لملايين الأشخاص في المنطقة وخارجها.

وفي السياق ذاته، دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون”، خلال الجَلسة، كافة الأطراف بوقف التصعيد العسكري في درعا وحماية المدنيين.

وعقب الجَلسة، المبعوث الأممي، وكبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، “علي أصغر خاجي” تطورات الأوضاع السورية على الصعيدين السياسي والميداني، إلى جانب ضرورة تفعيل عمل اللجنة الدستورية وعقد الجَلسة السادسة لها.

وأبلغ “خاجي” “بيدرسون” معارضة بلاده لاستمرار العقوبات الغربية على الحكومة السورية، منوهاً إلى الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها سوريا، وَسْط تصاعد انتشار فيروس كورونا.

وسبق أنّ خصصت الأمم المتحدة مبلغ 135 مليون دولار لدعم عمليات الإغاثة الإنسانية في 12 دولة بالعالم، منها 20 مليون دولار لمنظمات سورية، في يونيو/حَزِيران الماضي.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، “مارك لوكوك”، في بيان له، إنّ: «الأمم المتحدة ستموّل عمليات إنسانية في 12 دولة تتوزع بالشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية بمبلغ 135 مليون دولار».

ويعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، حَسَبَ تقديرات الأمم المتحدة، وذكرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، أن سوريا تواجه مع 18 دولة أخرى، مخاطر انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقرير أصدرته المنظمة في 23 من مارس/آذار الماضي.

وفي يونيو/حَزِيران 2020، حذرت المتحدثة باسم برنامَج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، “إليزابيث بايرز”، من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا، بسبب تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مشيرة إلى أن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون للغذاء الكافي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.