بعد تحديد موعد الانسحاب الأميركي: هل يكرر تنظيم داعش في العراق سيناريو سيطرة طالبان على أفغانستان؟

بعد تحديد موعد الانسحاب الأميركي: هل يكرر تنظيم داعش في العراق سيناريو سيطرة طالبان على أفغانستان؟

تعدُّ سيطرة حركة #طالبان على السلطة في #أفغانستان حدثاً غير عادي، آثار كثيراً من التساؤلات حول مصير العراق، الذي ما يزال يصارع التنظيمات المتطرفة.

وحذّر مراقبون من أن يلقى العراق مصيراً مشابهاً لأفغانستان، خاصةً مع تحديد موعد انسحاب القوات الأميركية منه نهاية العام الحالي، الأمر الذي يُثير مخاوف من عودة التنظيمات المتطرفة، وسيطرتها على المدن العراقية، كما حدث في صيف 2014.

وانسحبت القوَّات الأميركية من العراق نهاية عام 2011، تنفيذاً للاتفاقية الأمنية الموقعة بين #بغداد وواشنطن، لكنّ ذلك الانسحاب أدَّى لدخول تنظيم #داعش للأراضي العراقية، وسيطرته على حوالي ثلث مساحة البلاد، قبل عودة قوات #التحالف_الدولي ضد الإرهاب، لتقديم المساعدة بتحرير المدن من سيطرة التنظيم المتطرف.

ورغم الاختلاف العقائدي بين داعش وحركة طالبان، فإن ظروف العراق وأفغانستان متشابهة إلى حد كبير، ومن بينها عدم تمكّن القوات الأمنية العراقية من السيطرة على كافة أراضي البلاد؛ وقدرة داعش على الحركة في محافظات عراقية مختلفة.

 

إشارات خطيرة

الخبير العسكري “طارق العسل” قال إن «ما حدث في أفغانستان يذكّر بأن القوات الأمنية العراقية غير قادرة على حماية البلاد من تهديدات التنظيمات المتطرفة، وخاصة داعش، الذي ما يزال على الأبواب».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «القوات العراقية ما تزال تفتقر إلى الغطاء الجوي، فضلاً عن ضعفٍ واضحٍ في أجهزتها الاستخباراتية، وهذا ما يجعلنا قلقين إزاء تطورات الأوضاع الأخيرة في أفغانستان، وانعكاسها على الوضع العراقي».

وأشار إلى أنَّ «الحكومة العراقية يجب أن تنتبه للإشارات الخطيرة، الواردة من أفغانستان، وتعمل على إصلاح الخلل في قدراتها الأمنية، وعلى محاربة التنظيمات المتطرفة فكرياً، والقضاء على الأسباب التي جعلت عديداً من الشبان والمراهقين ينتمون إليها».

موضحاً أنَّ «من بين تلك الأسباب، الظلم، الذي كان يمارس من قبل الأجهزة الأمنية ضد مدن معينة، وكذلك مايجري الآن من حصر عوائل تنظيم داعش في المخيمات، ومنعهم من العودة لمناطقهم، وهذا الأمر سيساهم بخلق أجيال جديدة من المتطرفين».

 

إلغاءُ قرار الانسحاب

“حسن آلي”، النائب في #البرلمان_العراقي عن كتلة #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، يؤكد أنّه «يجب إلغاء قرار الانسحاب الأميركي من العراق، والنظر لموضوع أفغانستان بجدية، فلسنا على استعداد لكوارث جديدة»، حسب تعبيره.

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «الجميع يعلم أنّ القوات العراقية، بمختلف صنوفها، لا تملك القدرة الكافية لمواجهة التنظيمات المتطرفة. وقد جرّبناها في عام 2014، فرأينا كيف تخلّت عن مواقعها، وسلّمت المدن لداعش بشكل سريع».

وأضاف أن «بقاء القوات الأميركية ضمانة لأمن البلاد، وخاصة من الناحية الجوية، كون تنظيم داعش يتخذ من المناطق المعقدة جغرافياً، التي يصعب التعامل معها برياً، مواقع له، ومن خلالها يهاجم المدن».

وحول القوى السياسية، التي أصرّت على خروج القوات الأميركية من العراق، يقول “آلي”: «على الكتل الشيعية عدم المغامرة بمصير العراق، إرضاءً لمصالح دول أخرى، فالوضع ما يزال خطيراً، وتنظيم داعش ازدادت قوته مؤخراً، وتجربة أفغانستان مع طالبان يجب أن تكون خير دليل وبرهان».

وصوّت البرلمان العراقي، مطلع العام الماضي، على قرار إخراج القوات الأميركية من العراق، وسط مقاطعة الكتل السُنية والكُردية للتصويت، فيما اعتُبر القرار ردة فعل على مقتل قائد #فيلق_القدس الإيراني #قاسم_سليماني، ونائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي “أبي مهدي المهندس”، بضربة جوية أميركية، بالقرب من مطار بغداد.

 

رفضٌ شيعيٌ

“كريم عليوي”، النائب في البرلمان العراقي عن “تحالف الفتح” بقيادة “هادي العامري”، رفض ربط موضوع الانسحاب الأميركي من العراق بعودة تنظيم داعش إلى الواجهة، وسيطرته على المدن مجدداً.

مؤكداً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّ «من يطرح هذا الأمر يريد استمرار بقاء القوات الأميركية، ويتخذ من قضية طالبان حجة لذلك، لكن هذا ما نرفضه رفضاً تاماً، لآن قرار إخراج تلك القوات تم التصويت عليه في البرلمان العراقي، ولا رجعة عنه».

واستكمل حديثه بالقول: «الولايات المتحدة ليست محل ثقة، وهي قد تخلَّت عن الشعب الأفغاني بين ليلة وضحاها، وسلّمت الحكم لطالبان، لذلك نحن في العراق نريد الاعتماد على أنفسنا، وتعزيز قواتنا الأمنية بمساعدة من دولٍ أخرى، لضمان حماية البلاد».

واتفق رئيس #الحكومة_العراقية مصطفى #الكاظمي، أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، على تحديد جدول نهائي لانسحاب القوات الأميركية من العراق، وتحويلها إلى قوات ذات مهام استشارية، بدلاً من المهام القتالية.

 

تعليق من القوات الأمنية

ورغم الحديث عن تزايد عمليات داعش في العراق، والتي كان آخرها اختطاف عدد من المواطنين قرب مدينة #الموصل، إلا ان اللواء “محمود الفلاحي”، قائد عمليات محافظة #نينوى، يرى أن «الوضع في العراق مختلف تماماً عن أفغانستان، والقوات الأمنية العراقية لديها القوة الكافية لحماية البلاد من المخاطر».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «داعش ليست لديه القوة الكافية، وقدراته اللوجستية قد انهارت، وهو بموضع الدفاع وليس الهجوم. وحتى الهجمات، التي تُنسب إليه، لا تتعدى أهميتها حفظ ماء وجهه، وتبيان استمرار وجوده بشكل رمزي، لكنّ الواقع الأمني والاستخباراتي يؤكد عدم قدرته على العودة والسيطرة على المدن مجدداً».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة