تحالفٌ إقليمي لمواجهة إيران في المنطقة.. هل ستنجح إسرائيل في إبعاد الخطر عن حدودها؟

تحالفٌ إقليمي لمواجهة إيران في المنطقة.. هل ستنجح إسرائيل في إبعاد الخطر عن حدودها؟

من جديد، تعود فكرة إنشاء تحالف عسكري يضم دول إقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني في عموم المنطقة، وعلى رأسها سوريا. بعد غيابها خلال الفترة الماضية، بسبب تأثير جائحة ‘‘كورونا’’.

ولعل ما تناقلته تقارير صحفية أمس الأحد، حول اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي ‘‘نفتالي بينيت’’ على الرئيس الأميركي ‘‘جو بايدن’’ تشكيل تحالف عسكري يضم إسرائيل ودولا خليجية والأردن لمواجهة إيران، لا يعتبر بالأمر الجديد، لا سيما أنه قد تم تداوله بين الروس والإسرائيليين فترة تولي ‘‘دونالد ترامب’’ الرئاسة في الولايات المتحدة، وفق تقارير صحفية سابقة.

هيئة البث الإسرائيلية كانت قد أفادت، الأحد، بأن ‘‘بينيت’’ اقترح على ‘‘بايدن’’ خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، تشكيل تحالف عسكري لمواجهة إيران.

وقالت الوكالة إن «بينيت اقترح خلال لقائه (الجمعة) مع بايدن، إقامة قوة دفاع مشترك على غرار ‘‘الناتو’’ بين إسرائيل ودول خليجية والأردن، لمواجهة التهديد الإيراني».

ويعدُّ التواجد الإيراني المتزايد في سوريا، جزء من سياستها الإقليمية التوسعية، والذي يشكّل مصدر قلق مستمر لمختلف الأطراف الفاعلة في الشأن السوري.

ولعل كل من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل لهم غاية مشتركة في إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن أي جهود سابقة يبدو أنها نجحت فقط في دفع الميليشيات الإيرانية إلى تغيير استراتيجياتها، فيما لم يكن كافياً لتقليل حجم الميليشيات الإيرانية أو القضاء عليها بشكل كبير في سوريا.

هل ينجح تشكيل التحالف؟

الباحث في العلاقات الدولية، ‘‘محمود علوش’’، قال خلال حديثه لـ (الحل نت) إن مشروع تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني تبنته الإدارة الأميركية السابقة، وكان من المُمكن أن ينجح لو أن الرئيس الأميركي الأسبق ‘‘ترامب’’ استمر لولاية رئاسية ثانية، لكنّ الظروف الآن تغيّرت.

وتابع حول ذلك بأن «أولويات ‘‘بايدن’’ تتركز على إنجاح المفاوضات النووية مع طهران على عكس سلفه ترامب، حتى بعض الدول الخليجية التي كانت متحمسة لهذا المشروع في السابق، باتت تميل إلى الحوار مع إيران وتسعى لعزل نفسها عن الصراع الإيراني الإسرائيلي. لذلك لا أعتقد أن هذا المشروع قابل للتطبيق على أرض الواقع».

ولفت ‘‘علوش’’ بأن ‘‘بايدن’’ وفي اجتماعه مع ‘‘بينيت’’ «جدد التزام أميركا بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، لكنّ هذا الالتزام لا يعني بالضرورة توافقاً مع الإسرائيليين بخصوص سبل تحقيق ذلك.
‘‘بايدن’’ يعتقد أن أفضل سبيل لمنع إيران من حيازة سلاح نووي هو إحياء الاتفاق النووي من جديد».

مشيراً إلى أن التموضع الإيراني في سوريا يشكل مصدر قلق كبير للإسرائيليين، «أعتقد أن إسرائيل ستواصل استراتيجية استهداف هذا التموضع بين الفينة والأخرى بشكل منفرد، وبالاعتماد على التفاهمات مع موسكو. السؤال الآن هو إلى أي مدى ستقبل روسيا بأن تواصل إسرائيل هذه الاستراتيجية في سوريا، وهذا يعتمد بشكل رئيسي على العلاقات المستقبلية بين ‘‘بينيت’’ و‘‘بوتين’’».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة