من جديد، يؤكد متزعم ‘‘هيئة تحرير الشام’’، ‘‘أبو محمد الجولاني’’، حقيقة الفكر المتطرف الذي قام عليه التنظيم المصنف على لوائح الإرهاب الدولية.

كاشفاً عن اعتماد الهيئة على نواة أساسية تقوم على الإرهابيين القادمين من الدول الأجنبية إلى سوريا، ما يعني بحال من الأحوال عدم صحة الادعاءات التي أشارت في وقت سابق إلى محلية التنظيم وعدم تشكيله أي خطر على الأمن والسلم الدوليين، وفق مراقبين لملف التنظيم.

خلال لقاء مع صحيفة “اندبندنت” بنسختها التركية، نُشِرَ يوم الأحد الفائت، واطلع عليه موقع (الحل نت)، قال ‘‘الجولاني’’: «إن المقاتلين الأجانب في سوريا التابعين لتنظيمه، لا يشكلون خطراً لدولتنا، وهم موجودون تحت السياسة التي أسسناها. الناس سعداء بهم وهم سعداء بالناس. إخواننا المهاجرون هم الآن جزء منا سنحميهم حسب ديننا وثقافتنا».

كما أشاد “الجولاني” بجهود من وصفهم بـ«الإخوة المهاجرين الذين جاؤوا للمساعدة»، ووعد بعدم التخلي عنهم، إجابة عن سؤال بشأن ما إذا كان هنالك مكان للمقاتلين الأجانب في مستقبل سوريا.

ما قد يؤدي إلى ‘‘أفغنة’’ الشمال الغربي من سوريا، كون المنطقة ستكون بيئة مستقرة للمقاتلين الأجانب وحتى جاذبة لأمثالهم في أوقات لاحقة.
إلى ذلك، فإن تناقض الجولاني بين ادعاءاته السابقة حيال تصوير تنظيمه بـ‘‘المعتدل’’ وبين تصريحه الأخير حول الاحتفاظ بالمقاتلين الأجانب، يكشف زيف مشروع ‘‘الجولاني’’ وسعيه الحقيقي لفرض نفسه كقوة في المنطقة من خلال التدليس والادعاءات المشبوهة.

الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، ‘‘عرابي عرابي’’، قال في حديث لـ(الحل نت) تعليقاً على تصريحات ‘‘الجولاني’’ إن الأخير مقتنع بأن المهاجرين جزء أساسي من تنظيم ‘‘هيئة تحرير الشام’’. «وهذا يعني أن الجولاني سيسعى للاحتفاظ بجزء كبير من الحاضنة العسكرية».

ورأى ‘‘عرابي’’ أن ‘‘الجولاني’’ يسعى من خلال تلك الحاضنة إلى أن تكون ذراعه العسكري الذي يستطيع من خلاله تهديد الدول الأخرى التي قد تناكف مشروع الجولاني، أو أن يستطيع عبر هذه الذراع، مواجهة الجماعات التي تتمرد عليه. وفق قول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية.
سعى الجولاني مؤخراً إلى الترويج لصورة ‘‘تحرير الشام’’ أنها تمتلك الشرعية المحلية، رغم عدم وجود أي توافق دولي على رفع التنظيم عن قوائم الإرهاب.

فضلاً عن استمرار الحديث الدولي عن سبل مكافحة القوى الإرهابية في سوريا، ولا يبتعد عن قائمة تلك القوى اسم ‘‘تحرير الشام’’. إلى جانب استمرار الرفض الشعبي لتواجد الهيئة في الشمال الغربي من سوريا، رغم كل الترويج الإعلامي الذي يدفع به الجولاني للادعاء بقبول الحاضنة الشعبية له ودعمه.

في شباط/فبراير 2020 نشرت ‘‘مجموعة الأزمات الدولية’’ لقاءا مطولاً مع ‘‘الجولاني’’، وقيل حينها، وفق مراقبين، أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ‘‘دونالد ترامب’’ باتت ترغب في شطب تنظيم ‘‘الجولاني’’ عن قوائم الإرهاب لديها.

إلا أن أياً من ذلك لم يحصل، رغم أن الجولاني سعى في تلك الفترة لإبراز نفسه كقائد لتنظيم معتدل تدعمه الحاضنة الشعبية ويمكن للقوى المتدخلة في الملف السوري أن تعتمد عليه في ‘‘محاربة الإرهاب’’ على أراضي الشمال السوري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.