لا استفادة واضحة من الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران، وفتح ملف المياه الذي تقوم طهران بقطعه عن العراق.

وأقدمت إيران في وقتٍ سابق، على قطع روافد نهر دجلة وتحويل مجرى أخرى بشكل حال دون دخولها البلاد، إلا أنّه لم يطرأ أي تحسن على مستوى مناسيب المياه رغم إعلان الكاظمي أنه توصل إلى نتائج جيدة.

واليوم الخميس، قال مسؤول محلي في محافظة ميسان جنوبي البلاد، إن قيام إيران بقطع المياه تسبب بحالات نزوح لسكان الأهوار في البلدة، فضلا عن حدوث نفوق في الأسماك.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن هاشم شنيشل، عضو المجلس البلدي في مدينة المشرح، شرقي محافظة ميسان قوله، إن المدينة تعاني من موجة جفاف شديدة، وهور الحويزة الذي يعد ضمن قائمة التراث العالمي، وأحد أكبر المسطحات المائية العراقية والواقع ضمن المدينة مهدد بالجفاف.

مبيناً أنه يعتمد بنسبة 70 بالمائة من مياهه على الإمدادات التي ترد عبر روافد الأنهار من الجانب الإيراني و30 بالمائة على الجانب العراقي.

وأضاف أن الجانب الإيراني سلك منهجا سيئا خلال السنوات الماضية تمثل في إنشاء سد ترابي، واستخدم أنابيب مائية يقوم بفتحها على الجانب العراقي في أوقات الفيضان، أما عدا ذلك فإنه يغلقها.

موضحاً أن الأزمة دفعت العديد من مربي الجاموس وسكان الأهوار إلى النزوح، فضلاً عن موت الثروة السمكية في هور الحويزة ذاته بسبب نقص المياه وجفاف أغلب مناطقه الداخلية.

قبل ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية علي راضي، أن الوزارة توصلت إلى تفاهمات أولية مع الجانب الإيراني خلال الاجتماعات التي عقدها الوفد الذي رافق الكاظمي إلى طهران خلال زيارته الأخيرة.

مبينا في حديث لصحيفة “الصباح” الرسمية أن الحوارات مع الإيرانيين ناقشت عدة ملفات من بينها شط العرب والأنهر المشتركة، وتقاسم الضرر في فترات شح المياه، والعمل على تنظيم اجتماعات مستمرة بين اللجان الفنية، وتبادل الزيارات بين البلدين، أو عقدها عن طريق شبكات الإنترنت.

وكانت “الأمم المتحدة”، قد حذرت من استفحال مشكلة التصحر في العراق وزحف الكثبان الرملية، وأن السنوات المقبلة قد تشهد زيادة في نسبة دخول الرمال إلى شوارع المدن.

وتقدر الإحصاءات التي نشرتها “الأمم المتحدة” أن «العراق يفقد نحو 100 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنوياً، نتيجة التغير المناخي الذي حدث عالمياً والعراق ضمنه، والاستخدام الجائر للتربة جرّاء الزراعة المتكررة ونظام الري الذي سبب تملح التربة».

يُشار إلى أن العراق لم يتمكن طيلة /17/ عاماً من الاعتماد على ورقة المفاوضات سواءً مع تركيا أو إيران بغية الوصول إلى اتفاق إستراتيجي بشأن حجم إطلاقات المياه باتجاه نهري دجلة والفرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.