أخلت حكومة إقليم كردستان، اليوم السبت، مسؤوليتها من مؤتمر “التطبيع” الذي جرى في محافظة أربيل.

وذكرت حكومة الإقليم في بيان، أنه «المؤتمر الذي عقد أمس الجمعة بأربيل تحت عنوان (السلام والاسترداد)، وأثار ردود أفعال، نعلن أننا لا علم لنا مطلقاً بذاك الاجتماع ومضامين مواضيعه، وأن ما صدر عن الاجتماع ليس تعبيراً عن رأي أو سياسة أو موقف إقليم كردستان».

وأكد البيان أن «أي موضوع أو موقف أو توجه مرتبط بالسياسة الخارجية هو من صلاحيات الحكومة الاتحادية وفقاً للدستور، وأن إقليم كردستان ملتزم في هذا تمام الالتزام بالسياسة الخارجية العراقية».

ودعا الإقليم «كل الأطراف والقوى العراقية إلى التعاطي مع الموضوع بصورة أكثر هدوءاً، وانتظار نتائج التحقيق الذي تقوم به وزارة الداخلية لحكومة إقليم كردستان».

وشهدت أربيل، أمس، انعقاد مؤتمر “السلام والاسترداد”، برعاية مركز “اتصالات السلام”، ومقره نيويورك، بمشاركة العشرات من وجهاء وشيوخ العشائر “السنية”، وسط عدم حضور “شيعي” أو “كردي”.

ومثل الحضور 5 محافظات عراقية، هي بغداد والأنبار وصلاح الدين، والموصل وديالى، ودعا أكثر من 300 مشارك إلى التطبيع مع إسرائيل، وفق وكالة (فرانس برس).

ويرأس مركز “اتصالات السلام”، خبير أميركي، من أصل يهودي عراقي، يدعى “جوزيف برود”.

وكان من بين المتحدثين خلال المؤتمر، عبر الفيديو، “تشيمي بيريز”، الذي يدير مؤسسة أسسها والده الرئيس الإسرائيلي الراحل “شيمون بيريز”، حسب (فرانس برس).

وقال الشيخ “ريسان الحلبوسي”، شيخ عشيرة “البو مطر” من الأنبار للوكالة الفرنسية: «يكفينا عداء وفتن وقتل. يجب فتح صفحة جديدة للتعاون والسلام والأمن؛ لكي يعيش أبناؤنا وأحفادنا من بعدنا بسلام وأمان. لا تستطيع بين يوم وليلة أن تقنع المواطن بالتطبيع مع إسرائيل. مع الزمن تتغير الأفكار».

بدوره، قال رئيس صحوة العراق، “وسام الحردان” خلال المؤتمر إن: «العراق سبق العالم كله في بناء الإنسانية. ما الذي حدث، وما الذي جعل من العراقيين وجعلهم ميليشيات وقتلة ودواعش. نحن نرفع راية السلام للعالم أجمع، ونحتضن كل رواده من أجل الإنسانية. وندعو إلى انضمام العراق لاتفاقيات إبراهيم الدولية».

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر: «نطالب بانضمامنا إلى اتفاقيات ابراهيم (أبراهام). وكما نصت الاتفاقيات على إقامة علاقات دبلوماسية بين الأطراف الموقعة ودولة إسرائيل، فنحن أيضًا نطالب بعلاقات طبيعية مع إسرائيل. وبسياسة جديدة تقوم على العلاقات المدنية مع شعبها بغية التطور والازدهار».

في غضون ذلك، أعربت الحكومة العراقية عن «رفضها القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع إسرائيل».

وأكدت الحكومة في بيان أن «هذه الاجتماعات لا تمثل أهالي وسكان المدن العراقية، التي تحاول هذه الشخصيات بيأس الحديث باسم سكانها».

«إنما تمثل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونها محاولة للتشويش على الوضع العام وإحياء النبرة الطائفية المقيتة»، حسب البيان الحكومي.

وأوضح البيان أن: «طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية. وإن الحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية العادلة. والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني».

«وفي مقدمة تلك الحقوق، الحق بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف. ورفض كل أشكال الاستيطان والاعتداء والاحتلال التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الشقيق»، وفق البيان.

وُكانت “اتفاقات أبراهام”، وُقّعت في (سبتمبر 2020) برعاية واشنطن، لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وبعدها مع المغرب والسودان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.